حينما تكون السياسة ميداناً للتجارب الفاشلة تدفع الشعوب ثمناً باهظا لهذه التجارب وحينما يتمتع القادة والحكومات بحد ادنى من النضج والدراية والحكمة ستكون الاوطان والشعوب بمنأى عن الاهتزاز الخطير في مسارات تحركها نحو صنع حاضرها ومستقبلها ومن بين اخطر ماواجهه العراق ومايواجهه في المستقبل هو هذا الارتجال والاستسهال في سن القوانين والانظمة واتباع الكثير من السياسيين الهوى في العمل على اصدار الكثير من القرارات وطوال اكثر من اربعة عشر عاما بقيت عقد الانتقام اسيرة لدى الطائفيين والفاشلين ولربما لم يكن لهؤلاء القدرة على الاساءة للشعب العراقي لو انهم ابعدوا عن مراكز القوة والقرار ولو لم تتح لهم الفرصة في المشاركة في صنع الكثير من القرارات المصيرية لكن الاصرار على افساح المجال لمثل هذه العقول المريضة وابقائها حرة ومستريحة في الساحة السياسية اسهم الى حد كبير في ارتكاب الاخطاء القاتلة التي دفع ويدفع ثمنها ملايين العراقيين ومانشهده اليوم من سجالات شعبية بين اوساط مختلفة من ابناء الشعب العراقي حول منظومة من القوانين اسهمت الى حد كبير في تبديد المليارات من الاموال العراقية تحت مسميات ظاهرها حق وياطنها باطل وتسببت مثل هذه القرارات الخرقاء في صنع واقع جديد متمثل ببروز وظهور الطبقية باجلى مظاهرها من دون أي تقييم حقيقي للادوار والاداء ومن دون أي استحقاق عملي وبات اليوم ملايين العراقيين ممن لم ينتموا لمظاهر الطائفية وممن هم ضحايا النظام السابق وضحايا النظام الفاسد لايتمتعون بأية حقوق ولايراد لهم اي دور في مستقبل العراق فيما تقاسم الاخرون الامتيازات والمناصب والغنائم بعناوين مختلفة ضاعت فيها اية معان انسانبة او وطنية وشوهت تلك القوانين والقرارات التي اريد لها تعويض الشهداء والمناضلين والمتضررين والسجناء معاني الحق والعدالة وافرغت الاجتهادات الحزبية اي محتوى انساني لهذا الاستحقاق ودفعت ابناء الشعب العراقي الى التناحر والتبارز وتبادل الاتهامات والشتائم من على شاشات التلفزة في مشهد يراد له تحويل الانظار عن الخطر الاكبر الارهاب وبما يقلب لحظات القوة الى ضعف حيث يشمت الاعداء والحاقدون بنا وقد آن الاوان ليدرك اولئك السياسيون الفاشلون الذين قادونا الى هذا الميدان من التنابز ان القوانين والقرارات الخاطئة تنتج واقعاً مزرياً يخوض به الرابحون والمتضررون معارك طاحنة الخاسر الاكبر فيها الوطن .
د.علي شمخي
أخطاء قاتلة!
التعليقات مغلقة