يقدّم ثلاثة أجيال شعرية مصرية
ميدل ايست أونلاين
القاهرة ـ تتناول «الأنطولوجيا» التي قدمها عماد فؤاد، شعراء النص الشعري المصري الجديد، أو ما يعرف بـ «تيار قصيدة النثر» متضمنة نصوصاً وقصائد 53 شاعراً وثلاثة أجيال في النص الشعري المصري الجديد.
«أنطولوجيا النص الشعري المصري الجديد» تخرج إلى النور في القاهرة، وهذه المرة تحت عنوان «ذئب ونفرش طريقه بالفخاخ»، فهكذا كان تعامل الكاتب مع الشعر في مطلقه، بعيداً عن المسميات والمصطلحات الغربية التي فُرضت على النص منذ ظهوره الأول، فالمسميات والمصطلحات خنقت الشعر وجعلت منه وصفة لكتابة القصيدة، كأنها مقادير لصنع طبق جديد على موائدنا، وحين تتحول القصيدة إلى وصفة ما ، فلا بد أن يكون هناك فخّ ما يستهدف الشعر في رحابته وتنوعه وأشكاله وألوانه المتعددة.
هي أول أنطولجيا لقصيدة النثر المصرية (صدرت طبعتها الأولى بالجزائر 2007). أسبقية تمتلك دلالتها بفعل تميزها وخصوصيتها، وشموليتها التي تجعل منها مرجعاً أول لكل أنطولوجيا أو دراسة قادمة عن قصيدة النثر المصرية بالذات.
فالاختيار – في الانطولوجيات الجادة، الرصينة – يكشف، عند البشر، عما سبق من عمليات رصد وتحليل واكتشاف، وتمييز بين الدرجات والتيارات الإبداعية، من خلال الشعراء المختارين والرؤية الثقافية، وكيفية النظر إلى الواقع الشعري في لحظة معينة.
هكذا يبدو المتن الشعري لهذه الأنطولوجيا متوافقاً مع الغاية التي تستهدفها أية أنطولوجيا موضوعية وجادة: التمثيل الحصري لكل الاتجاهات والتيارات الإبداعية، من خلال الشعراء المختارين.وهي الغاية الاجدر بالاعتبار في هذه اللحظة من تاريخ قصيدة النثر المصرية، التي تواجه «إقصاء» عامًا من قبل المحافظين والمتقاعدين، المحتلين للمناصب الثقافية المختلفة.
فالغاية التي تشي بها صفحات الكتاب تستهدف رصد وتقديم جميع الأصوات الممثلة لقصيدة النثر المصرية الراهنة. غاية مضادة للمناخ العام، السياسي الثقافي والشعري، ومضادة للذاتية الشهيرة التي يتمتع بها الشعراء. غاية تعيد الاعتبار للشعر والقيمة والموضوعية في مواجهة التفاهة والعيث والنميمة. فهي بذلك ليست أنطولوجيا اعتيادية، بل أنطولوجيا «شمولية، وكحالة نادرة، تستحق أن تكون مرجعاً أول لقصيدة النثر المصرية الرصينة والمتواضعة، أو بحكم أسبقية صدور الطبعة الأولى منها أو بهما معاً.
في هذه الأنطولوجيا يمكن القول بثقة؛ إن جميع نبرات الصوت الشعري المصري في قصيدة النثر حاضرة بكل ثقتها ووهجها، وإن التمايزات المختلفة بين التجارب والأصوات الشعرية يمكن رصدها من خلال النصوص المتاحة، بلا سوء.
هكذا تصبح الانطولوجيا تمثيلاً فعلياً لواقع قصيدة النثر المصرية. أصوات شعرية تتالَى، من شتى الأجيال، بلا تمييز في الحضور «الطباعي» لا أحكام قيمة، ولا مزاجية. والبيانات الأساسية عن الشعراء حاضرة حتى اللحظة الأخيرة.
وهكذا يتحقق أول عمل تأسيسي، موضوعي، في قصيدة النثر المصرية، أول خطوة ضرورية لبناء نسق معرفي خاص بها .