11 أيلول الإرهاب والإرهاب المضاد لـ»نعوم تشومسكي»

الكتاب في حقيقته مقابلات صحفية اجراها عدد من الصحفيين من شتى المشارب مع نعوم تشومسكي، وذلك من خلال الشهر الاول الذي تلا الهجمات في 11 ايلول 2001 على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، وقد اجريت معظم هذه المقابلات عبر البريد الالكتروني، وقد علق تشومسكي على ذلك بقوله: لقد انتزعت هذه الحقائق من التاريخ، وعلى المرء بنحو خاص ان يصرخ بها، ويعلنها على رؤوس الاشهاد.
يعرض نعوم تشومسكي في هذا الكتاب صوراً مذهلة من ضلوع اميركا في صناعة الارهاب وفي تشكيل المنظمات الارهابية، ودعمها وفي اعتماد زبانية الاستبداد والطغيان في العالم وتسلطهم على شعوبهم بنحو يمكن معه القول: ان اميركا اليوم هي اضعف من اي يوم مضى اخلاقياً وليس عسكرياً بعد ان فقدت مصداقيتها امام شعوب العالم واخذت تهدم بيديها مابناه اسلافها من قيم، فلم يبق منها ماتفاخر به.
يتألف الكتاب من مقدمة غنيةمهمة، وعدةمحاور. حاول الكاتب في المقدمة ان يجيب على تساؤل جورج بوش الذي طرحه: لماذا يكرهوننا ؟ فقال: هذا السؤال ليس جديداً وليس من الصعب ايجاد الاجوبة عليه، فمنذ خمسة واربعين عاماً مضت ناقش الرئيس ايزنهاور مع معاونيه ما سماها حملة الكراهية الموجهة ضدنا في العالم العربي،وهي ليست نابعة من الحكومات ولكن من الشعب.
لقد اشار مجلس الامن القومي ،ناصحاً، الى ان السبب الرئيسي هو الاعتراف بأن الولايات المتحدة تدعم الحكومات الفاسدة والفظة التي تقف حائلاً في وجه الديموقراطية والتقدم، وتقوم الولايات المتحدة بذلك بسبب قلقها المتلخص في حماية مصالحها المتمثلة بالسيطرة على النفط في الشرق الاوسط.
كذلك تساءل الكاتب في المقدمة عن «نظرية بوش حول حتمية« الضربة الوقائية» ضد التهديدات المشتبه بحدوثها، والجدير بالملاحظة ان هذه النظرية ليست جديدة فالمخططون ذووالمقام العالي هم في معظمهم يتحدرون من ادارة ريغان وهم يقولون ان قصف ليبيا كان مبرراً بالاستناد الى ميثاق الامم المتحدة حيث تعتبر «دفاعاً عن النفس ضد هجوم مستقبلي».
كذلك نصح مخططو ادارة كلينتون بإجراء« رد فعل وقائي» باستعمال«الضربة النووية الاولى»»
وهذا التصريح الجريء معروف تماماً ضد من موجه؟ انه ضد العراق وهذا ليس سراً خافياًعلى احد ولكن لا احد يقبل بالطبع هذا الاستنتاج ..هذا اهم ماجاء في المقدمة.
وتوزعت محاور الكتاب علي سبعة فصول مع ملحقين، وتتلخص اطروحات تشومسكي في ان احداث 11 سبتمبر كانت جديدة تماماً على الاميركيين لانها المرة الاولى التي تهاجم فيها ارض الولايات المتحدة الاميركية منذ حرب العام 1812 صحيح انه تم الهجوم في 7 كانون الاول عام 1941 على قواعد عسكرية في بيرل هابرر لكنها كانت من المستعمرات، وليست الارض الاميركية، ثم يتساءل: هل من الممكن كسب الحرب على الارهاب؟ فيجيب: اذا اردنا النظر الى هذه المسألة بجدية علينا ان ندرك ان معظم سكان العالم يعدون الولايات المتحدة الاميركية دولة لا تحارب الارهاب بجدية، ولهم في ذلك اسبابهم الوجيهة، أما الحملة الايديولوجية: فقد بين فيه تضخيم الصحف الاميركية والاذاعة الوطنية والتلفاز لاحداث سبتمبر حيث قال: (لقد كانت الحالة في نيويورك مختلفة تماماً عما تم نقله في الاعلام إن ماكان يروى هوحكايا صحفية مبالغ فيها ثم اردف :في الحقيقة ان طبول الحرب تكاد لاتسمع في شوارع نيويورك وان نداءات السلام اكثر بكثير من طلبات العقاب حتى في الاماكن الرئيسة المقامة فيها النصب التذكارية لكل مافقد وللاحزان على ضحايا الفظاعة الوحشية. لقد كان هم وسائل الاعلام الاميركية تأييد السلطة ومحاولة تعبئة الشعب الاميركي بنحو هيستيري بعد ان ربوه وثقفوه كي لايفهم الا ما تقوله له وسائل الاعلام الاميركية المحلية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة