الداعشية ليست شيئا آخر غير جشعنا وأوهامنا (الثقافية، الاكتمالية) عن أنفسنا..الداعشية هي لاوعينا ومكبوتاتنا الشخصية، وشخصيتنا الدفينة الملفوفة في ألف وهم ووهم والتي يصعب رفعها حجابا حجابا لأن ما أن تزول هذه الغلالات الرقيقة حتى تنكشف عوراتنا وضعفنا وضغينتنا على العالم الحديث، وأنانيتنا في التفرد بامتلاك كلمة سر المقدس الأخير، موهمين أنفسنا أننا ليس من يمتلك المقدس فقط بل نحن من يمتلك مفاتيحه، وأننا الموعودون وحدنا بالجنة والمتفردون بالحسناوات الدائمات والمتجددات والبراقات وبكل الخيرات الأخروية.
نعم نحن جميعا داعشيون، واحدا واحدا. لأننا لم نستمرئ تحولات العالم وصدقنا أوهامنا عن أنفسنا وكذّبنا الزمن والتاريخ. لم نصدق أننا أصبحنا حثالة وذيولا وملحقات للقوى العالمية هذا إذا لم نكن نفايات أو فضلات (صلبة من جهة وسائلة من جهات أخرى) على هامش التاريخ العالمي الحي، لم نقبل أننا في أسفل السلم وفي قاع البئر بينما نتصور توهما أننا نسير في الأعالي بينما نحن في الأسافل والمجاري.
فمن منا ليس داعشيا؟
نحن جميعا داعشيون. داعشيون بالقوة في انتظار أن نتحول إلى داعشيين «بالفعل» أي في انتظار الظروف والشروط التي ستمكننا من هذا الانتقال لنحجز ولنضمن مقعدا علويا في الجنة.
الداعشية ليست غريبة عنا، ليست معطى أو شرطا خارجيا بل هي بنيتنا النفسية/الثقافية ذاتها. فنحن لا نستوردها نحن لسنا فقط في علاقة ملكية معها بل في علاقة هوية وتماه معها. داعش هي نحن ونحن هم داعش بالجمع وبالمفرد.
من منا ليس داعشيا. من منا لا يحتقر الأعراق الأخرى والديانات الأخرى، والحضارات الأخرى. من منا لا يعد الناس جميعا في ضلال؟ من منا لا ينتظر اللطف في الدنيا والمتعة في الآخرة؟
أؤكد: كل واحد منا داعشي أو داعشي بدرجة ما وسيظل كل واحد منا كذلك إلى أن يثبت العكس.
* ابن الدمام(اسم مستعار) موقع سعودي
مهلاً.. كلنا دواعش
التعليقات مغلقة