في مثل هذه الايام قبل ثلاث سنوات خذل مسؤولون سياسيون وعسكريون عراقيون وطنهم وفرطوا بالامانة وفضلوا الخيانة على الشجاعة وسمحوا لعصابات تنظيم داعش باحتلال محافظة نينوى ثاني اكبرمحافظات العراق في العاشر من حزيران عام 2014.. وفي الوقت الذي يقترب الجيش العراقي والقوات المساندة له من شرطة اتحادية ،وحشد شعبي وعشائري من اكمال تحرير مدينة الموصل وانهاء حقبة سوداء سفكت فيها دماء الابرياء وسبيت فيها نساء الاقليات وهجرت وتشردت من ورائها الاف العائلات لن ينسى العراقيون اولئك الذين سمحوا لهذا الانهيار وهذه الانتكاسة في التمدد ليصل عند حدود العاصمة بغداد ومايوجع القلب هو الاستخفاف والتسويف الذي احاط بملف سقوط الموصل والتواطؤ الكبير الذي تكافل فيه المنهزمون واستماتوا في دفع التهم عنهم ومحاولتهم ايهام الملايين من ابناء الشعب العراقي والادعاء بان ماجرى وماحصل في الموصل هو قضاء وقدر ..!! وفي استعادة سريعة لتلك الايام الصعبة لايمكن اغفال الفشل الكبير الذي تناوب على صنعه قادة في اعلى هرم السلطة السياسية وقادة عسكريون ومسؤولون في الادارة المحلية لمحافظة نينوى وشيوخ عشائر لحق بهم برلمانيون وقضاة ومحققون لم يصدقوا في نطق الحق ولم يمتلكوا الشجاعة في الاشارة الى من كان السبب بهذا الخسران المبين ..واذا كانت الخيانة في الموصل جريمة بحق الوطن فأن ترك المشتركين في هذه الجريمة من دون محاكمة او حساب جريمة اكبر ستشجع وتسمح لاخرين بالتفريط والانغماس في وحل الخيانة والخذلان وفي امم اخرى تحيا فيها قيم العدل وتسمو فيها الوطنية وتغيب فيها مظاهر الظلم لايمكن ان يفلت المجرمون في مثل هذ الافعال من قبضة العدالة وان فلتوا سيكونون مذمومين ومدحورين ولاحاضر لهم او مستقبل بين ابناء شعبهم وماحصل في العراق ومازال يحصل ان المتهمين بجرائم الموصل والمتهمين بجريمة سبايكر مايزالون طلقاء والادهى والامر ان بعضهم يطل علينا بين حين وحين آخر على شاشات التلفزة يحلل الاحداث ويجلس مجالس الفضلاء ويتمتع بالعناوين والامتيازات وان كل الادعاءات وماقيل عن المجالس واللجان التحقيقية التي شكلها البرلمان وشكلتها الحكومة لاتعدو كونها تخديراً وتبريداً لملف ساخن وجرح نازف نستعيد ذكراه الاليمة في كل مشهد وصورة عن الضحايا الشباب في قاعدة سبايكر وفي كل نحيب لابائهم او امهاتهم وحلمهم بعودة ابنائهم احياء او اموات وبالرغم من مرور ثلاث سنوات على هذه الجريمة مايزال العدل مفقوداً ومايزال المجرمون طلقاء …!!
أسوأ أنواع الظلم الإدعاء بأن هناك عدلاً. – أفلاطون
د. علي شمخي