بغداد ـ الصباح الجديد:
قالت الفنانة العراقية هديل كامل، إن “ذاكرتي لا تزال يقظة حتى هذه اللحظة وهي تسجل صور حلمي الأوّل في الانتماء الى عالم التمثيل الذي كنت أحب، بالرغم من أن سني كان لا يسمح لي بترتيب أحلامي وتوجيهها، فقد كنت في الرابعة من عمري، إلا أن موهبتي ربما واندفاعي غير الواعي قد شكّلا بوصلة تدرك اتجاهاتها من دون توصيات”.
وعن ما يميز الأعمال الجديدة، قالت كامل، “لربما العامل المميز لهذه المرحلة، هو هذا الكم الهائل من الأعمال، وأنا اختلف مع الرأي الذي يقول: إن كثرة الاعمال هي شكل من أشكال الفوضى، على العكس أنا أجد أن الانغماس في الإنتاج الفني، هو الذي يؤسس للعمل النوعي، وكفاءتنا تحسب آنذاك في تحويل هذا الكم، على مختلف تقييماتنا له من حيث الجودة أو الرداءة، الى منهج سليم ذي سياقات مدروسة، لها تقاليدها التي نتجت عن الخبرة وولدتها الاستمرارية في العمل الفني، لا الانقطاعات والتعثرات التي تبرر لها الرقابة الهدامة. وهي العقبة الحقيقية في واقع الامر. فأنا مع، وبشدة، أن تكون هناك جهات تُقيّم وتسمح وتمنع. لكن وفق رؤى منفتحة على حرية الرأي أوّلاّ، وتبني العمل الفني كرسالة وليس كباب ارتزاق بعيداً عن القيم الفنية الرفيعة.
وعن دور الفنان العراقي في الساحة العربية بعد 2003، قالت، “عام 2003 لا يشكل تاريخاً لانطلاق الفنان العراقي، وأعني بذلك أنه لا يزال حتى هذه اللحظة يثاب؛ لأن العراقي وليس الفنان فقط مرَّ بتحديات كبيرة إلا أنها لم تمنعه من انتزاع حقه في الظهور والظهور الفعال، بالرغم من كل الحصارات الخانقة، خلق له رئات كان من أهمها على سبيل المثال المسرح والفن التشكيلي. والآن الفضائيات العراقية تعطي المساحة والحق الطبيعي للفرق الفنية التي تقدم أهم النتاجات التلفزيونية. إلا أننا كعراقيين عموماً لا نجيد فن التسويق على الصعد كافة. التسويق، هو نصف نجاح العملية الفنية، نحن لا نملك عناصر كفوءة في تسويق العمل الفني العراقي. وهي قضية ليست هينة، تتطلب التفرغ والتخصص والبحث والإحصائيات وديناميكية العلاقات العامّة التي تغوص في قلب السوق الفنية، وتدرك متطلباته وتعقد الاتفاقات التي تنسجم والأهداف الأكبر. فلكل مرحلة زمنية ظروفها السياسية والاجتماعية التي تفرض أن تخلق قوالب فنية تتناغم ومتطلبات المرحلة. علينا أن نواكب السوق الفنية العربية، وهذا لا يأتي بالتمني ولا بحسرات السنوات المنصرمة والاتكاء على التبريرات التي لا ينتهي سوقها. حقيقةً علينا أن نتعلم كيف نظهر في المشهد الثقافي العربي العام، ولو تعلمنا ذلك أنا مؤمنة بأننا سننافس. آنذاك سيشكل ذلك تاريخاً حقيقياً في توجيه الأسئلة.
ومضت إلى القول، “لنتاجات الدرامية العراقية، تنقل كل القضايا من خلال تجسيدها عبر الشاشة. ولكن في حدود الفضائيات العراقية فقط. وبمشاركات متميزة في أعمال عربية، ولكنها بمحاولات فردية وشخصية من قبل الفنانين أنفسهم ولا تقف وراءهم، أو تدعمهم مؤسسات عراقية رسمية، فتجدها مشاركات قليلة ومتناثرة لا تكاد تشكل ظاهرة لأنها لا تجد الدعم الذي تتطلبه.