مدير الـ MI6 السابق يؤكد انتفاء خطر داعش على أوروبا
بغداد – سها الشيخلي:
أكد الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن لـ “الصباح الجديد”، امس الاربعاء، ان “هناك مبالغة في تهويل قوة داعش، واعطاء صورة غير حقيقية لهم، عبر نشر مقاطع تسجيل وصور الرعب والخوف كاستراتيجية اعلامية”، موضحاً بالقول “دون شك ان اعلام داعش يعمل على خلق هوة كبيرة لدى المواطن والعسكريين ايضاً باعطاء صورة مبالغة وغير حقيقية ومغايرة للواقع”.
وأوضح المتحدث باسم عمليات بغداد ان “قوة داعش الارهابية ومن يتواطئ الذين يدنسون بعض الاراضي العراقية، هم في الحقيقة عبارة عن بناء خاوي ومتصدع من الداخل، بدليل وجود الصراعات والتصفيات داخل هذا التنظيم من جهة، وبين التنظيمات الاخرى من جهة ثانية”، مطالباً بأن “يكون النقل الاعلامي، نقلاً موضوعياً وحقيقي، كما عمل الاعلام السوري واللبناني على اظهار حقيقة داعش بانهم جبناء”.
وختم معن حديثه بالقول ان “داعش تعتمد على اثارة الرعب والصدمة مثل قطع رؤوس الاطفال فهم مجرمون ومن شتات الارض المختلفة والكثير منهم مرتزقة وشذاذ آفاق، وبعون الله سوف نقضي عليهم قريباً”.
من جهته، ذكر النائب وعضو لجنة الأمن والدفاع السابقة عمار طعمة لـ “الصباح الجديد”، يوم أمس، ان “كل من يظن ان داعش لا يشكل خطرا على الامن في اوروبا، اقول ان قراءته ملتبسة، ذلك أن ان مصادر التمويل لهذا التنظيم وخبرته العسكرية الواسعة تؤكد خلاف ذلك”، موضحاً ان “هناك شواهد كثيرة تؤكد خلاف ذلك لان داعش هو نفس تنظيم القاعدة فكريا واديولوجيا بل وحتى مصادر التمويل هي نفسها فالتنظيم الذي هز الامن العالمي اذا ما أتيحت له السيطرة والتمويل بالسلاح سيشكل تهديدا جديا لأمن اوروبا وامريكا ايضاً” .
وفي السياق نفسه، قال الاعلامي ماجد زيدان لـ “الصباح الجديد”، يوم امس، ان الاعلام في تناوله لقوة داعش فيه الكثير من الاثارة، وهذا بغية استقطاب القراء، الاعلام صور نجاحات لهذا التنظيم الارهابي هي في الاصل هشة وسريعة في بلد قوي مثل العراق”.
وأضاف زيدان ان “القراء يريدون ان يعرفوا قوة داعش، أمام غموض اعلام داعش فهو مثلا يضفي بعض المهارات المبنية على الاثارة ولكن لا يخلو من واقع صحي ما يجعل المواطن يبحث عن الحقيقة في تقدير قوة داعش، كما ان اعلامنا يبالغ في وصف الانتصارات فالمواطن يسمع عن انتصارات في بيجي وتلعفر لكنه لم يلمس ذلك على ارض الواقع ما يجعل المواطن يشكك في الاعلام المحلي اكثر من تشكيكه باعلام داعش”.
وعلى صعيد متصل صرح، مدير جهاز الاستخبارات البريطاني “MI6” السابق ريتشارد ديرلوف، بأن الحكومة والإعلام يبالغان في تهديد تنظيم “داعش”، وفيما أكد أن الإعلام منح البريطانيين الذين التحقوا بالمسلحين في سوريا “شهرة لم يحلموا بها”، اشار الى أن الغرب لم يعد يشكل هدفا رئيسيا لـ”التطرف” الإسلامي. وقال ديرلوف في تصريحات لصحيفة “الغارديان” البريطانية ، إن “التطرف الإسلامي اختلف في طبيعة التهديد الذي يشكله منذ غزو العراق، حيث أصبح يشكل تهديدا للعالم العربي أكثر منه للغرب الذي لم يعد يشكل هدفه الرئيسي”، منتقدا الإعلام الذي “يمنح البريطانيين الذين التحقوا بالمسلحين في سوريا شهرة لم يحلموا بها، والمبالغة في التهديد الذي يشكله تنظيم داعش”.
وأضاف ديرلوف، انه “كان لا بد أن يكون هناك تأثير لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على المجتمع البريطاني، لكن لم تكن هناك ضرورة لأن تستحوذ تلك الهجمات على طريقة تفكيرنا في أمننا القومي”، مبينا أن “القاعدة فشلت في تنفيذ الهجمات التي توعدت بها بريطانيا والولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر”. يذكر أن تنظيم “داعش” بات موجودا على الأرض في عدة مناطق غربية وشمالية من العراق، فضلا عن سوريا، وتتركز معظم عملياته التي تمتاز بالعنف المفرط باتجاه المدنيين وأجهزة الأمن في تلك المناطق من أجل بسط سيطرته وفرض رؤيته المتطرفة على المسلمين أنفسهم، مع اضطهاد الأقليات الدينية.