«أف بي آي» يطمأن الكونغرس الأميركي باستقلالية التحقيق في التدخّل الروسي

شهادات خمسة مسؤولين كبار في الاستخبارات الأميركية
واشنطن ـ وكالات:

سعى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بالوكالة اندرو ماكيب امس الاول الخميس إلى طمأنة الكونغرس بشأن استقلالية التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات، بعد يومين من إقالة الرئيس دونالد ترامب المفاجئة لسلفه جيمس كومي.
وقال ماكيب خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ ان «عمل عناصر اف بي آي مستمر مهما تبدلت الظروف وأيا كانت القرارات».
وأضاف «لم تجر أي محاولة لعرقلة تحقيقنا حتى الآن. لا يمكن منع عناصر اف بي آي من فعل الصواب لحماية الأميركيين وصون الدستور».
كما تعهد لاحقا في معرض الرد على سؤال سناتور ديموقراطي، الامتناع عن إطلاع ترامب او البيت الأبيض على مستجدات التحقيق.
ووعد أيضا بإبلاغ الكونغرس بأي محاولة تدخل من السلطة في التحقيق، الذي اعتبر «شديد الأهمية»، فيما يحاول البيت الأبيض التقليل من أهميته ويدعو إلى طي صفحته.
كذلك وجه ماكيب تحية تقدير الى كومي، مجازفا بإغاظة الرئيس، مؤكدا ان تولي منصب مساعده كان «أكبر امتياز وشرف في حياته المهنية».
وأضاف «يمكنني ان اقول لكم ايضا ان المدير كومي حظي بدعم كبير داخل اف بي آي وما زال»، في رسالة قوية الى البيت الابيض الذي يؤكد منذ الثلاثاء ان المدير المقال خسر ثقة موظفيه.
وقال الرئيس الاميركي في مقابلة مع قناة ان بي سي «كنت سأقيله ايا كانت التوصيات» مضعفا بذلك تفسيرات ادارته حول اسباب الاقالة.
وشدد نائب الرئيس مايك بنس والكثير من المسؤولين في البيت الابيض الاربعاء الماضي على ان ترامب اقال جيمس كومي بتوصية من وزير العدل جيف سيشنز ونائبه رود روزنتاين.
ويمكن ان يعرض هذا التصريح ترامب لاتهامات بالتدخل في التحقيق.
وقال ترامب امس الاول الخميس عن المدير المقال «انه مزهو بنفسه وثرثار»، مقرا في الوقت نفسه بانه سأل جيمس كومي عما اذا كان يشمله تحقيق اف بي آي حول علاقات بين روسيا وفريقه اثناء الحملة الانتخابية.
واوضح ترامب «لقد طلبت منه نعم. قلت ،اذا كان هذا ممكنا هل يمكنك ان تقول لي ان كنت موضع تحقيق». وتابع «قال لي (المدير المقال) ،كلا لستم موضع تحقيق».
وتشكل جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ أول ظهور علني لماكيب الذي تسلم على عجل الادارة الموقتة للشرطة الفدرالية في انتظار تعيين خلف لكومي وتثبيته.
وتتضمن الجلسة المخصصة للتهديدات العالمية أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، شهادات خمسة مسؤولين كبار في الاستخبارات الاميركية، بينهم مديرا وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووكالة الامن القومي (ان اس ايه). وكان يفترض في البدء ان يشارك كومي فيها.
فيما عزت الادارة الاميركية قرار ترامب إقالة كومي الذي عينه باراك اوباما في 2013 لمدة عشر سنوات، إلى طريقة إدارته لقضية البريد الالكتروني الخاص بهيلاري كلينتون.
لكن المعارضة الديموقراطية وعددا من النواب الجمهوريين، ناهيك عن كثير من الخبراء والمسؤولين الحكوميين السابقين، يشككون علنا بالدوافع التي اعلنها البيت الابيض، ويشتبهون في محاولة للتعتيم او أقله للتخويف.
وتركز التحقيقات التي بدأت الصيف الماضي على عمليات القرصنة الروسية ضد المعسكر الديموقراطي وعلى «تنسيق» محتمل بين روسيا وعدد من اعضاء حملة ترامب. فكومي بنفسه هو من أكد في اذار امام الكونغرس ان مكتب التحقيقات الفدرالي ينظر في هذا الاحتمال.
وازداد استياء الرئيس الأميركي مع اطلاعه يوما بعد يوم في الاعلام على عناصر متعلقة بالقضية التي ارخت بتأثيرها على بداية ولايته. وكان ترامب اضطر الى التخلي عن مستشاره السابق للامن القومي الجنرال مايكل فلين، الخاضع للتحقيق خصوصا بشأن رحلة مقابل أتعاب إلى روسيا واتصالات متكررة بينه وبين السفير الروسي في واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها.
كذلك ألزم وزير العدل جيف سيشنز الانسحاب من التحقيق الروسي بعد الكشف عن لقائه بالسفير الروسي في العام الفائت.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة