الأزمات تسبب ركوداً في سوق بيع المركبات
بغداد- زينب الحسني:
ألقت الاحداث الامنية الاخيرة بظلالها على شتى المجالات المعاشية والاقتصادية في البلاد ما انعكس على عمليات البيع والشراء، لاسيما في معارض واسواق السيارات في بغداد وبعض المحافظات بشكل واضح، وفي الوقت الذي يؤكد فيه أصحاب المعارض تدني نسب البيع والشراء بنسبة تصل بين 500 الى 200 دولار للسيارة الواحدة.
وبين أصحاب معارض بيع السيارات لـ «الصباح الجديد» عن وجود «حالة كساد» قد تعرض لها اغلب تجار السيارات في بغداد والمحافظات نتيجة للأزمة السياسية الحالية والاحداث الامنية التي عصفت بالمحافظات الشمالية، وأثرت على الوضع الاقتصادي في عموم البلاد، لاسيما المعارض الاكثرشهرة في بغداد كمعارض البياع والحبيبية والنهضة التي شهدت الكساد ذاته .
ويتحدث مواطنون في جانبي الكرخ والرصافة عن انخفاض أسعار «السيارات» ، وتراجع في عمليات البيع والشراء ، لاسيما وان الازمة السياسية واعمال العنف الراهنة تعد سبباً رئيساًفي انخفاض معدل الاقبال على شراء السيارات في البلاد.
اذ بين كريم جبار صاحب معرض في منطقة الشعب ان «الشهور القليلة الماضية شهدت كساداً وشللا اقتصادياً»، مرجحاً استمراره في حال عجزت الحكومة والجهات المسؤولة عن ايجاد حلول للازمات السياسية والأمنية، كما أن الوضع الامني القائم انعكس سلباً على الحركة التجارية والقوة الشرائية.
بينما يذكر أحمد قاسم وهو صاحب معرض لبيع وشراء السيارات في منطقة الحبيبية ان «اسعار السيارات انخفضت بمعدل 500 – 2000 دولار، هذا من جانب ومن جانب أخر فان قوة الشراء والبيع ايضاً اصبحت في حالة ركود، اذ اننا وقبل الازمة كنا نوقع عقد بيع سيارتين اوثلاث يومياً اما الان فنقوم بتوقيع عقد بيع واحد خلال اليومين او ثلاثة»، لافتاً الى ان «حركة السوق توقفت ونحن اصحاب عائلات ولدينا مسؤوليات عديدة كإيجار المعرض والعمال وغيرها من تكاليف، واذا ما استمر الحال على ماهو عليه سوف تتضرر تجارة بيع السيارات بشكل كبير».
فيما اوضح المواطن محمد عماد الذي يعمل في بيع وشراء السيارات في احدى المعارض الكائنة في منطقة النهضة، ان «المواطنين يأتون الى المعارض لبيع سياراتهم وليس للشراء، ويعود ذلك الى عدم الشعور بالامان والاستقرار»، مشيراً الى ان «بعض انواع السيارات الجديدة التي تم شراؤها انخفضت اسعارها بعد البيع بشكل ملفت».
بينما يقول المواطن حسن عليوي ان «عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي في أنحاء البلاد كافة ، اثر بشكل كامل على عمليات التبادل التجاري لاسيما على تجارة السيارات، اذ يعزف الكثير من المواطنين عن التوجه الى المعارض نتيجة المخاوف الامنية لدى الكثير منهم ، داعياً الى «توحيد الصف السياسي ونبذ الطائفية وتوفير البيئة المناسبة لاعادة انعاش المصالح التي تسهم في استقرار السوق العراقية».
ويشر المواطن هادي كاظم ان «الاحداث الامنية في مناطق كركوك والموصل والانبار وديالى وصلاح الدين، أسهمت بشكل كبير بتوقف العملية التجارية وهو مؤشر خطير على ارتفاع نسبة الفقر بين ابناء هذا الوطن»، منوهاً الى ان «اغلب معارض السيارات شبه متوقفة حالياً».
ويبين كاظم ان «اسعار السيارات باتت ثابتة وحركة البيع والشراء في هذا القطاع باتت ضعيفة وغير مستقرة ، لكون اغلب المواطنين في الوقت الراهن ، لا يرغبون بالمجازفة ببيع سياراتهم الخاصة واستبدالها بأخرى اغلى منها لكون الوضع الراهن غير واضح المعالم في البلاد».