تختار رئيسها بين ماكرون ولوبن وحفاوة بالغة من مناصريهما أمام مراكز الاقتراع

أدلى 47 مليون ناخب بأصواتهم في 67 ألف مركز اقتراع
متابعة الصباح الجديد:

أدلى إيمانويل ماكرون ومنافسته مارين لوبان بصوتيهما في الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات الرئاسة الفرنسية امس الاحد وسط حفاوة بالغة من مناصريهما أمام مراكز الاقتراع.
ووصل زعيم حركة «إلى الأمام» ومرشح تيار الوسط الفرنسي، ماكرون، إلى مركز اقتراعه بمنطقة توكيه بإقليم با دو كاليه على وقع صيحات أنصاره ومؤيديه التي التقطتها الكاميرات التي لاحقت حركته.
وصوتت مرشحة الرئاسة الفرنسية عن «الجبهة الوطنية» مارين لوبان، امس الأحد، في مدينة «اينان- بومون» العمالية بشمال فرنسا في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تنافس فيها المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون.
وقامت مارين بتحية مناصريها الذين احتشدوا قرب مركز الاقتراع أمام عدسات وسائل الإعلام التي تواجدت بكثافة.
هذا وقالت وزارة الداخلية الفرنسية امس الأحد إن نسبة الإقبال على التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغت 28.23 بالمئة بحلول ظهر امس الاحد بالتوقيت المحلي.
كانت نسبة الإقبال في ذات التوقيت في انتخابات الرئاسة عام 2012 قد بلغت 30.7 بالمئة فيما بلغت 34.1 بالمئة في انتخابات 2007 و26.2 بالمئة في انتخابات 2002.
يشار إلى أن مدينة «إينان-بومون» من أبرز معاقل حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين لوبان بعد أن انتزعها من اليسار في الانتخابات المحلية عام 2014.
كما أدلى الرئيس فرانسوا هولاند بصوته في الجولة الثانية من الانتخابات بعد ساعتين من افتتاح مراكز الاقتراع.
ووصل الرئيس الذي يترك قصر الإليزيه عند انتهاء ولايته الأحد القادم 14 مايو، إلى مركز الاقتراع بمزاج جيد، وبادر للتواصل مع جمهور الناخبين أمام مركز الاقتراع وسمح للمصورين بالتقاط صور له معهم. وبعد خروج هولاند من مركز الاقتراع، أهدته إحدى النساء زهرة فقام بتسليمها إلى أحد مرافقيه.
ويقترع هولاند تقليديا في مدينة تول في جنوب غرب البلاد والتي شغل منصب العمدة فيها في الفترة بين العامين 2001 و 2008.
وكان هولاند قد أعلن في الأولى من كانون أول 2016، تخليه عن ترشيح نفسه في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي لاختيار مرشح لمنصب الرئاسة. وهذه أول مرة يتخلى فيها رئيس الدولة الفرنسية طوعا عن محاولة الترشح لولاية رئاسية ثانية منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في العام 1958.
وكان المرشح الاشتراكي الخاسر في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية بنوا هامون قد أدلى بصوته في مدينة تراب، في إقليم ايفيلين ، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «سوف أحارب وأضرب بكل قوة ممكنة الجبهة الوطنية، وذلك عن طريق التصويت للمرشح المستقل إيمانويل ماكرون، حتى وإن لم يدعم اليسار».
ويدلى نحو 47 مليون ناخب فرنسي بأصواتهم في 67 ألف مركز اقتراع موزعين في أنحاء البلاد.
وانطلقت، منذ صبيحة امس الاول الأحد، عمليات التصويت في مختلف مراكز الاقتراع المنتشرة في جميع أرجاء فرنسا، لاختيار رئيس جديد للبلاد، في ظل حالة الطوارئ ووسط إجراءات أمنية مشددة.
ووفق البيانات الرسمية، خصصت السلطات الفرنسية في المجموع 69 ألف مكتب تصويت، موزعة على الأقاليم الداخلية (66 ألف و546) والبقية بالأقاليم والمقاطعات الخارجية أي الواقعة خارج القارة الأوروبية.
ولتأمين هذا الاقتراع الذي يجري في أجواء حالة الطوارئ المفروضة في البلاد، نشرت السلطات الفرنسية ،كما في الدور الأول- نحو 50 ألف عنصر إضافي من الشرطة والدرك، في كامل أرجاء البلاد.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن نسبة المشاركة في الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية، بلغت حتى الساعة الثانية عشر ظهرا بتوقيت باريس(10 بتوقيت غرينتش)28,23% وهذه النسبة تعتبر متدنية قليلا مقارنة بالجولة الأولى، وهي الأدنى كذلك مقارنة بالحولة الثانية من انتخابات الرئاسة عام 2012 حيث بلغت المشاركة عند منتصف النهار 30,66%.
ويتنافس على رئاسة فرنسا كل من المرشح الوسطي، إيمانويل ماكرون، ومرشحة «الجبهة الوطنية» مارين لوبان.
ونظرا لفارق التوقيت، أدلى الفرنسيون بالأقاليم والمقاطعات الخارجية، وفي بلدان الاغتراب، أمس الاول السبت، بأصواتهم.
هذا وبدأ الفرنسيون الإدلاء بأصواتهم امس الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.
وبعد تصدره الدولة الأولى، تتوقع استطلاعات الرأي فوز ماكرون (39 عاما) وهو وزير سابق للاقتصاد في الدورة الثانية بما بين 61,5 و63%. أما لوبن (48 عاما) المعارضة للهجرة وللعولمة فيتوقع أن تحصل على ما بين 37 و38,5%.
لكن التصويت المفاجئ للبريطانيين على الخروج من الاتحاد الاوروبي والفوز الذي لم يكن مرجحا لدونالد ترامب في الولايات المتحدة يدعوان الى الحذر حيال استطلاعات الرأي التي تواجه صعوبة في تقدير التأثير المحتمل للامتناع عن التصويت او «الاوراق البيضاء».
وتتميز هذه الانتخابات بأنه ولأول مرة منذ قرابة ستين عاما يغيب اليسار واليمين التقليديان ممثلان بالحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري عن الدورة الثانية.
ويؤكد المرشحان انهما يمثلان التجديد لكن في حين يدافع ماكرون عن حرية التجارة وتعميق الاندماج الأوروبي، تدين لوبن «العولمة المتوحشة» والهجرة وتدافع عن سياسة «حمائية ذكية».
وتنادى اليمين واليسار بعد الدورة الأولى للاصطفاف خلف ماكرون وسد الطريق على الجبهة الوطنية في غياب تعبئة شعبية وعدم وضوح موقف اليسار الراديكالي الذي يرفض بعض المنتمين إليه الاختيار «بين الطاعون والكوليرا».
فيما انتهت الحملة الانتخابية الجمعة الماضية بعد نشر مواقع التواصل الاجتماعي عشرات آلاف الوثائق الداخلية لفريق ماكرون عبر رابط نشره موقع ويكيليكس وروجه اليمين المتطرف عبر تويتر.
ودعت اللجنة الانتخابية وسائل الإعلام إلى الامتناع عن إعادة نشر الوثائق التي قالت انه تم الحصول عليه بطريقة الاحتيال وأضيفت إليها معلومات كاذبة.
صرح فلوريان فيليبو، نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، عبر موقع تويتر إلى أن التسريبات قد تتضمن معلومات حاولت وسائل الإعلام طمسها.
وخلال مناظرة تلفزيونية حامية الأربعاء الماضية، كررت لوبن اتهامات لا مصادر لها انتشرت على الانترنت تفيد بأن لمنافسها حسابا مصرفيا في جزر الباهاماس، ما دفع الأخير إلى رفع دعوى قضائية لتعرضه للتشهير.
واكد حزب ماكرون «الى الامام!» في بيان ان الوثائق التي تمت قرصنتها رسائل الكترونية «او وثائق مالية» وكلها «شرعية» لكن اضيفت اليها «وثائق مزورة لأثارة الشكوك والتضليل».
وأعلن ماكرون الذي سيكون أصغر رئيس فرنسي الجمعة الماضية في حال انتخابه أنه اختار رئيس وزرائه الذي لم يكشف عن اسمه وانه يعمل على تشكيل فريقه الحكومي.
وسيتعين على رئيس الوزراء الجديد الاشراف على حملة الانتخابات التشريعية المقررة في 11 و18 حزيران بهدف تأمين الأغلبية للرئيس الجديد.
وتنظم الدورة الثانية وسط إجراءات أمنية مشددة مع نشر نحو 50 ألف شرطي ودركي وجندي في ظل حالة الطوارئ السارية منذ 2015 والاعتداءات الجهادية التي اوقعت 239 قتيلا في فرنسا.
وربما تفادت فرنسا اعتداء جديدا مع الاعلان عن اعتقال متطرف بايع تنظيم «داعش» قرب قاعدة عسكرية جوية في ايفرو (حوالى مئة كلم شمال غرب باريس) كان يخضع منذ 2014 للمراقبة بسبب تطرفه.
ومساء 20 نيسان ، أي قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى من الانتخابات، قتل شرطي في جادة الشانزيليزيه في باريس وتبنى الاعتداء تنظيم داعش المسؤول عن معظم الهجمات التي اوقعت 239 قتيلا في البلاد منذ كانون الثاني 2015.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة