نساء يبحثن عن أولادهن ورجال يهددون بالقتل
نينوى – الصباح الجديد:
تتزايد ممارسات تنظيم داعش الاجرامية في الموصل يوما بعد آخر فبعد دخوله للمدينة والسيطرة على مقدراتها، بدا يسلبها حريتها ويعتدي على مقدساتها حيث قام تنظيم داعش في الايام الاخيرة حملة اعتقالات شملت عدة شرائح من المجتمع في مقدمتها ضباط في الجيش السابق وقيادات في حزب البعث المنحل وصحفيون ومرشحون للانتخابات وناشطون مدنيون.
وادى هذا الفعل الى ان يبدأ الكثير من ابناء المدينة ممن يخشون الاعتقال لاتفه الاسباب بمغادرة الموصل بشكل سري وبعيدا عن اعين داعش، اذ أن الاعتقالات تكون ايضا على اي وشاية يمكن ان يدلي بها مخبرون سريون جندهم التنظيم.
يقول المواطن مؤمن عبد الله إن “هناك مجاميع مسلحة تقود سيارات رباعية الدفع تحمل رايات سوداء لتنظيم داعش تقوم بمداهمة البيوت واعتقال المواطنين او في الاسواق، واقتيادهم الى اماكن مجهولـة مـن دون معرفة السبب”.
اما ام احمد فتقول إنه “قبل اكثر من عشرة ايام قام عناصر تنظيم داعش باعتقال ابنها وهو من مواليد 1994 على اثر وشاية دون معرفة السبب وهي لم تدع مقرا لتنظيم داعش الا وزارته للاستفسار عن مصير ابنها فيكون ردهم اما عدم معرفتهم بالامر ولا وجود للاعتقالات او طردها بقوة” وبحسب ماأوردته وكالة الغد بريس .
ولم يكتف عناصر التنظيم بهذا الفعل، بل يواصلون مماراساتهم في الاعتداء على المقدسات فقد قاموا بهدم قبر النبي يونس عليه السلام بعد السيطرة عليه واخذ جميع مفاتيح المرقد والمسجد، فيما قاموا بتفجير مرقد الامام سلطان بن عاصم بن عمر الخطاب وهو حفيد الخليفة عمر بن الخطاب في منطقة مخمور جنوب شرق الموصل كما قاموا بتفجير وازالة غالبية المراقد المنتشرة في مناطق محافظة نينوى.
اللافت للنظر ان عناصر تنظيم داعش بدا يختفي وجودهم وانتشارهم في شوارع المدينة بعد ان اتخذوا من منازل المسؤوليين المدنيين وبعض التجار والميسورين والقضاة مقرات لهم فيما صادروا ممتلكات الكثير من هذه الشريحة، فيما يقودون سيارات حديثة استولوا عليها من الدوائر ومن الناس خاصة تلك التي بدون في الموصل ويتجولون وهم مشغلين مكيفاتها فيما المواطن بالموصل يعاني من الأزمات التي تعيشها المدينة.
ويقول المواطن عبد الكريم فارس وهو صاحب معرض للسيارات لـ”الغد برس”، “تفاجئت عندما طُرق باب بيتي في ساعة متأخرة من الليل ووجدت امامي مجموعة من الملثمين من بينهم عرب الجنسية أقتادوني بالقوة لأحد مقراتهم وأوسعوني ضرباً بدون ان اعرف السبب وبعد مضي اربع ساعات تحدث الي احدهم ولهجته غير مفهومة لكنه ينتمي إلى دول شمال افريقيا وطلب مني ان ادله على اماكن سيارات المعرض الحديثة وبعكس ذلك سيتم قتلي”.
ويضيف “ما كان مني إلا ان ادللتهم على اماكن السيارات وعددهن خمسة من نوع لاندكروزر وبعدها ارجعوني إلى البيت وأضطررت مباشرة بترك بيتي وأخذت عائلتي إلى منطقة تلكيف”.
وكان تنظيم داعش الارهابي تمكن من السيطرة على مدينة الموصل في الـ10 من حزيران الحالي، في حين بدات الاجهزة الامنية وبمساندة المواطنين وطيران الجيش بتضييق الخناق على الارهابيين ومحاصرتهم في الموصل اثر محاولتهم التمدد الى مدن اخرى الامر الذى ادى الى تكبيدهم العشرات من القتلى بعضهم يجمل جنسيات عربية واجنبية جاءوا من مناطق مختلفة الى نينوى، في حين تدفقت الى مراكز التطوع والذهاب نحو سامراء مئات الالاف من الشباب حال اطلاق المرجعية الدينية في النجف الاشرف دعوة الجهاد لقتال داعش الارهابي.