دعوات برلمانية للضغط على تركيا اقتصادياً وتجارياً لـ»ردع» الاعتداءات التركية

انتقدوا «صمت» الولايات المتحدة والتحالف الدولي
بغداد ـ مشرق ريسان:

جدد أعضاء في مجلس النواب- من كتل سياسية مختلفة- إدانتهم لاستمرار الطائرات التركية استهداف مناطق في شمال العراق، «بذريعة» مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني، وفيما شددوا على أهمية اتخاذ طرق أخرى «اقتصادية وتجارية» للضغط على الأتراك، انتقدوا «صمت» الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي تجاه هذه «الاعتداءات».
ويقول النائب عن كتلة المواطن حسن خلاطي إن «التدخل التركي في العراق وقصف الطائرات التركية لمناطق حدودية عراقية، يعدّ تدخلاً سافراً واعتداءاً واضحاً على دولة مجاورة»، مشيراً إلى إن «تركيا تتحجج بملاحقة حزب العمال الكردستاني، لكن ذلك لا يعدّ ذريعة لفعلها».
ويضيف خلاطي، في حديث مع «الصباح الجديد»، إن «مجلس النواب أدان العدوان التركي في جلسته التي عقدت في (27 نيسان 2017)، وأصدر عدّة توصيات من بينها ضرورة أن يكون هناك تحرك دبلوماسي يتمثل بحديث واضح مع الحكومة التركية، وتحرك باتجاه المجتمع الدولي (…) وهذا الأمر تحقيق وتم استدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج»، لافتاً إلى أهمية «استثمار الجانب التجاري والضغط على المؤسسة الاقتصادية التركية وقطع العلاقة التجارية بين العراق وتركيا، ومنع دخول البضائع التركية إلى الأراضي العراقية، الأمر الذي يشكل ضغطاً على الأتراك ورادعاً لعدم تكرار التدخلات في الشأن الداخلي العراقي».
وصوت مجلس النواب خلال جلسته الاعتيادية التي عقدت في (27 نيسان 2017)، على ما ورد في بيانين للجنة العلاقات الخارجية ولجنة الأمن والدفاع حول إدانة الاعتداء التركي في سنجار والمناطق الحدودية داخل الأراضي العراقية.
وكان الجيش التركي قد أعلن أن طيرانه الحربي شن، (25 نيسان 2017)، غارات استهدفت مواقع لمسلحي «حزب العمال الكردستاني» والمنظمات التابعة له، في جبل سنجار بشمال العراق، وجبل قرجوخ (قره تشوك) بشمال شرق سوريا. بحسب قوله.
وزعم الجيش التركي- حينها- أن المناطق التي استهدفتها الغارات تحولت إلى «أوكار للإرهاب»، لشن هجمات إرهابية تتسبب في مقتل وإصابة المدنيين والجنود ورجال الأمن الأتراك.
وجاء هذا التصريح في الوقت الذي أكدت فيه قوات «البيشمركة» الكردية، التي تعرضت للقصف التركي في العراق، مقتل 5 من عناصرها جراء هذه العملية.
من جانبها، أبدت النائبة عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ريزان شيخ دلير، استغرابها من «الصمت المطبق» لإدارة الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي إزاء التجاوزات التركية على الأراضي العراقية والتدخل بشؤونه.
وعدّت شيخ دلير في بيان صحفي، وردت نسخة منه لـ»الصباح الجديد»، «قصف المدن العراقية الآمنة بالطائرات التركية وارتكاب الجرائم البشعة بحق مواطنيها تتشابه مع أفعال عصابات داعش الإرهابية بحق المواطنين الأبرياء»، معربة في الوقت ذاته عن «خشيتها من أن يكون صمت الإدارة الأميركية والتحالف الدولي عن ما تفعله تركيا تجاه العراق؛ شبيه بالصمت الذي استمرت عليه طوال 35 عاما على جرائم النظام المباد تجاه شعبه وجيرانه».
وبحسب النائبة عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني- بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني- فإن «لا مبرر لهذا التراجع بالموقف تجاه ما تقوم به تركيا من اعتداءات وجرائم بحجة ضرب فصيل كردي معارض يقاتل داعش طوال سنتين او الخطابات الهجومية على الحكومة والشعب والحشد الشعبي».
كما أستغربت «من اكتفاء وزارة الخارجية العراقية بالاستنكار ولم يصدر منها اي موقف حازم ازاء تلك الاعتداءات على ارض العراق وسيادته»، مبينةً ان «هذا الصمت يفسر على انه مجاملة لبعض الكتل السياسية المقربة من تركيا لكي لا تتضرر مصالحها مستقبلاً خصوصاً مع اقتراب موسم الدعايات الانتخابية».
ودعت شيخ دلير مجلس النواب والحكومة والكتل السياسية إلى «ضرورة اتخاذ مواقف واضحة تدل على إن العراق لا يزال دولة قوية مكتملة السيادة ولا يسمح بأي تدخل بشؤونه الداخلية».
يعاد إلى الأذهان إن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أدان في (25 نيسان 2017) الضربة التركية التي استهدفت جبل سنجار، محذرا تركيا من تكرار مثل هذه العمليات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة