26 عاماً على الانتفاضة ضد الدكتاتورية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تلاشت احلامنا وتبددت بتحقيق غد افضل لاجيالنا المقبلة وبناء مجتمع يسوده العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية، هكذا كان رأي احد المواطنين الذين استطلعت الصباح الجديد اراءهم بمناسبة حلول الذكرى السادسة والعشرين لانتفاضة شعب كردستان عام 1991 ضد النظام البعثي المباد.
بعد مرور 26 عاماً على الانتفاضة شعب كردستان وتحرير المحافظات الكردية من حكم البعث وازلامه، ما زالت الاوضاع السياسية دون مستوى الطموح وتراجعت معها المعايير الديمقراطية ، حيث يعيش المواطنيون اوضاعاً اقتصادية ومالية مزرية أدت الى تبديد واهدار لثروات الاقليم تحت مسمى تحقيق الاستقلال الاقتصادي وبناء أسس دولة كردستان .
مواطنون حاورتهم الصباح الجديد قالوا انهم يعضون الآن اصابع الندم على ثقتهم بالاحزاب والقوى السياسية الحالية، التي استغلت ثقة الشعب وتلاعبت بمقدراته واهدرت اعظم فرصة اتيحت للكرد منذ قرون لبناء كيان على اطلال الظلم والجور والمأسي التي تعرض لها الكرد على يد الأنظمة والسلطات التي تعاقبت على حكم كردستان.
سيروان صالح وهو صاحب احد المقاهي بمحافظة السليمانية قال للصباح الجديد في معرض رده على سؤال عن رأيه بالنتائج والاهداف التي حققتها الانتفاضة، «ان شعب كردستان ناضل على مدار عشرات السنين كي يتخلص من حكم الأخرين وان يحكم نفسه بنفسه، وكانت الانتفاضة ثمرة لتضحيات آلاف الشباب والشابات من ابناء هذا البلد، ولكن أين هي الآن الشعارات والاهداف والفكر الثوري الذي كنا نحمله كله استبدل بالمال والثروة والامتيازات.
ويضيف سيروان صالح بعد 26 عاماً على الانتفاضة انا اعمل بأجر يومي، «اذا لم اتمكن من العمل اليومي فمن سوف يطعم الأطفال، لا احد؟، احزابنا فشلت في كل شيء حتى في الوعود التي قطتها وتقطعها في كل مرة تقترب موعد الانتخابات التي تنهال معها الوعود بتحسين الاوضاع وتحقيق الرخاء للشعب.
بدوره يقول دياري خالد وهو لديه ماجستير في التأريخ عن السبب وراء سخرية المواطنين من مقدسات الانتفاضة ، ان هناك عدة اسباب اغلبها ترتبط بالمسؤولين في الاقليم، الذين انتفضوا ضد السلطات المستبدة الا انهم تحولوا الى حكام مستبدين وفاسدين.
وتابع خالد ان كل الوعود والشعارات التي حملتها الانتفاضة ذهبت ادراج الرياح، وتحول من كان يدعي الدفاع عن حرية وحقوق الشعب الى سراق للمال العام، وتحولت الانتفاضة من ثورة شعبية تروم تحقيق تطلعات الشعب، الى فرصة لاغناء وزيادة ثروات وارصدة المسؤولين.
في حين اقيمت العديد من الانشطة والفعاليات الثقافية والدينية والرياضية في مدينة رانية بوابة الانتفاضة، منعت الاجهزة الامنية في مدينة اربيل تجمعاً لنشطاء ومنظمات مجتمع مدني كانوا ينوون تنظيم تجمع للتنديد بالاشتباكات التي حصلت الجمعة بين قوات وحدات حماية سنجار وقوات بيشمركة روز افا الموالية لتركيا، وقامت باعتقال عدد من النشطاء.
المتحدث باسم الهيئة العليا لحقوق الانسان في الاقليم محمد گۆمشینى قال ان الهيئة لم تحصل لحد الآن على المعلومات المطلوبة عن اسباب اعتقال النشطاء الذين كانوا يرومون التظاهر في أربيل، مؤكداً ان الهيئة مستمرة في متابعة القضية لمعرفة ملابساتها والاسباب وراء اعتقالهم.
من جانبه أدان رئيس لجنة حقوق الانسان في برلمان الاقليم النائب سوران عمر اعتقال قرابة 50 ناشطاً سياسياً وصحفياً بينهم العديد من النساء من قبل الاجهزة الامنية في اربيل، واوضح ان من بين المعتقلين الذين ما زالوا في السجن لدى قوات الاسايش محمد كياني عضو مجلس النواب السابق.
يشار الى ان شرارة انتفاضة شعب كردستان اندلعت في الخامس من شهر آذار عام 1991، من مدينة (رانيه) التابعة لمحافظة السليمانية، وامتدت لتصل في السابع من آذار إلى مدينة السليمانية، وفي 11 من آذار تمكنت قوات البيشمركة من تحرير مدينة اربيل، ثم واصل أبناء الانتفاضة تقدمهم ليحرروا مدن دهوك، كويه، شقلاوة، حلبجة، آميدي، مخمور، زاخو، آكري، دربنديخان، كلار، جوارتا، بنجوين، سيد صادق، وجميع أقضية ونواحي كردستان، لينتهي بهم المطاف في مدينة كركوك التي حرروها في العشرين من آذار عام1991.
تلا ذلك تولي الجبهة الكردستانية ادارة محافظات كردستان، ليتم في 19/5/1992، انتخاب برلمان كردستان، وتشكيل الحكومة التي أخذت على عاتقها إدارة شؤون الاقليم، منذ ذلك الوقت ولحد الآن.