بغداد ـ الصباح الجديد:
أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي إن العراق “موحد أكثر من أي وقت مضى”.
وقال العبادي في كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن وتابعتها “الصباح الجديد” “يسعدني ان اكون بينكم واعبر لكم عن شكرنا لمواقفكم الداعمة للعراق وشعبه وقواته التي الحقت اكبر الهزائم بداعش، في هذه اللحظات التي اقف فيها بينكم، يقترب العراق كثيراً من استعادة كامل اراضيه وطرد عصابة داعش من آخر شبر كان تحت سيطرتها، ونحن نقاتل الان لتطهير ماتبقى من مدينة الموصل وهي مساحة اقل من نصف المدينة، وبعد عام من الانتصارات المتلاحقة سنحقق الهدف ولن يكون لداعش مكان في العراق كما وعدناكم ووعدنا شعبنا”.
وأضاف “نيابة عن الشعب العراقي اتقدم بالشكر الجزيل لدولكم الداعمة لنا في حربنا ضد الارهاب وأخص بالذكر دول حلف الناتو والتحالف الدولي، واؤكد لكم ان دعمكم لم يذهب سدىً، فقد حررنا معظم مدننا واراضينا ونحن نحقق انتصارات باهرةً على الارهاب وهو عدونا وعدوكم الذي يهدد شعبنا وشعوبكم ويقتل المدنيين والنساء والاطفال بلا رحمة، ونتطلع الى ان يتواصل دعم قواتنا في مجالات التسليح والتدريب والمشورة والدعم اللوجستي والجوي من اجل اكمال مهمة القضاء على داعش”.
وتابع ان “ان الانتصار الذي نتحدث عنه هو ثمرة تضحيات شعبنا وشجاعة قواته المسلحة التي تحمّلت لوحدها مسؤولية القتال على الارض”.
وأشار الى ان “الحقيقة الاخرى التي نعلنها دائما، هي ان الارهاب وداعش هم اعداء للمسلمين قبل غيرهم وقد قتلوا من المسلمين أضعافاً مضاعفة لضحاياهم من بقية الاديانن ولذلك كان على جميع ابناء الاديان والمذاهب ان يتوحدوا ضد الارهاب، وهذا ماحصل في العراق حين توحدنا جميعاً مسلمين ومسيحيين وايزيديين وصابئة وسنة وشيعة وعرباً وكرداً وتركماناً لأن الارهاب استهدف الجميع”.
وقال العبادي “أؤكد لكم اننا خطونا خطوة مهمة في توحيد العراقيين، وهم الآن موحدون اكثر من أي وقت مضى، وقواتنا المسلحة اصبحت مرحباً بها من قبل ابناء المدن المحررة، والجميع اليوم يقاتلون جنباً الى جنب تحت علم الدولة، وللمرة الاولى يقاتل الاخوة في البيشمركة الى جانب الجيش العراقي بعد ان كانوا طوال عقود من الزمن يتقاتلون فيما بينهم حين كان النظام المباد يستعمل القوة العسكرية لقمع ابناء الشعب العراقي من الكرد والعرب والتركمان والشبك والقوميات الاخرى”.
ولفت “يقاتل في عمليات التحرير ايضا المتطوعون في القوات المحلية والحشد الشعبي والذين تم ضمهم الى القوات المسلحة ضمن خطتنا لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطة القانون، وقد اظهروا بسالة في الدفاع عن الارض والتزاماً عالياً بالمسؤولية تجاه المدنيين في المناطق المحررة وقدموا تضحيات غالية”.
وبين، ان “عملية تحرير الموصل التي نخوضها الان هي حرب نظيفة سعينا من خلالها الى انقاذ الانسان قبل تحرير الارض، وبرغم ان المعارك كانت صعبة ومن بيت الى بيت، الاّ ان قواتنا حرصت على سلامة الدور السكنية للمواطنين والبنى التحتية والمنشآت الحكومية”.
وقال رئيس الوزراء “أننا نتوجه بالنداء اليكم لمساعدتنا في تنفيذ برنامج اعادة الاستقرار والخدمات الاساسية للمدن المحررة واعادة النازحين الى ديارهم، كما ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية المعنية الى تقديم مساعدات عاجلة لنحو ثلاثة ملايين نازح، والمساعدة في معالجة الجرحى ورفع الالغام والمتفجرات، ودعم برامج تأهيل المجتمع من اجل محو ثقافة العنف وازالة آثار جرائم داعش .
واستطرد بالقول “نحن بدأنا جدياً بوضع برامج اصلاح سياسية واقتصادية واجتماعية وتصالحية لمرحلة مابعد داعش تقوم على تحقيق العدالة والمساواة ونبذ الطائفية وعدم السماح باستخدام السلاح خارج الدولة وتمكين القضاء من اداء واجبه في ملاحقة الجريمة والفساد الاداري والمالي وحماية الحريات وحقوق الانسان.
ولفت الى ان “العراق حريص على أمن واستقرار دول المنطقة وقد عانينا كثيراً من الحروب وسياسة المحاور، ولايمكن ان نعود اليها مرة اخرى، ولن يكون العراق الاّ دولة مستقلة في قرارها تراعي مصالح شعبها في حاضره ومستقبله وتحرص على اقامة علاقات طبيعية ومتوازنة مع جميع دول المنطقة والعالم”.
وختم كلمته بالقول “نتطلع معكم وبتعاونكم الى مستقبل اكثر أمناً واستقرارًا وعالم خالٍ من الارهاب والفكر الاقصائي، تنعم فيه شعوبنا ودولنا بالسلام والاستقرار والازدهار”.
العبادي: العراق موحد أكثر من أي وقت مضى ونحتاج لتعاون استخباري
التعليقات مغلقة