لم يفكر احد في القوى السياسية الشيعية بالمصالح الوطنية في البلاد وماتتطلبه المرحلة الراهنة من حرص واخلاص للوطن بالسكوت على الكثير من التفاصيل التي على اهميتها لاترقى لمستوى التغيب المفترض للمصالح الوطنية على الحسابات والمصالح الحزبية والفئوية!.
اغلب القوى السياسية تتحدث عن المصالح الوطنية لكنها بالعمق تشتغل على المصالح السياسية والانتخابية الخاصة ولاوطن ولاهم يحزنون!.
اذا بقيت القوى السياسية العراقية تشتغل بهذا المنطق الاعوج الاهوج فان النظام الوطني الذي سهرنا على بنائه واشتغلنا عليه وقدمنا مئات الالاف من الضحايا على مسيرة انتصاره واحلاله في العراق سيضيع وينهار على وقع الاخطاء والرتكابات الكارثية التي يرتكبها القادة السياسيون بقصد او من دونه!.
ليس هنالك عاقل في الدنيا يستهدف وطنه وشعبه ومصالحه الوطنية العليا بالصميم كما تفعل القوى السياسية الحالية مع انهم يدركون وربما لايدركون ان سفينة النظام الوطني اذا غرقت في محيط الخلافات السياسية وبحور الدم الذي يراق على جسر الجمهورية وعلى اعتاب المفوضية وبوابات المنطقة الخضراء فلن ينجو فيها احد وسيغرق الجميع في الخلاف وينهار البلد ونعود من حيث اتينا مجموعة من القوى يحكمها في المنفى قانون الدول المضيفة وقرار اجهزتها الامنية ودفتر الاقامة الذي لايخرج من الجهاز الامني الا بالرشاوى المدفوعة من جيوب الفقراء من اخواننا!.
ان القوى السياسية العراقية من اقصى اليمين السني الى اليسار السياسي الشيعي في التحالف او اتحاد القوى في التيار الصدري وجمهوره الى ائتلاف القانون والمواطن يجب ان تجلس على مائدة الحوار الوطني الصريح وهذا الكلام لانقوله من باب الاعلام والكتابة السياسية او المطالبات الاعلامية في الصحف والجرايد العراقية انما المرحلة وهمومها والتحديات وقانونها وسياقها هي التي تفرض العمل على الحوار الوطني لتجنب الكارثة السياسية التي ان حلت فان اول المشانق ستنصب لاتباع التيار الصدري والقانون والمواطن وقادتهم من قبل داعش والبعث والطابور العربي الخليجي والسعودي بالذات ولات حين مندم!.
ان المصالح الوطنية اهم من المصالح الحزبية ..هذا الكلام يقوله العقلاء والحريصون على مستقبل الوطن والعملية السياسية والدولة وهي رسالة لكل الاحزاب السياسية العراقية ان تتفاهم فيما بينها وتعقد اتفاقات حقيقية ونهائية وشروط تجمعها اولها الدم العراقي خط احمر والدولة ومستقبل النظام خط احمر لايمكن بأي حال تجاوزه وعلى القوى السياسية النافذة ان تعرف ان انهيار الامن في العاصمة بغداد يعني انتعاش الامن في دول التامر العربي علينا في وقت قاربنا على تحقيق الانتصار التاريخي النوعي عليها بالقضاء على جيبها العميل في الجانب الايمن من الموصل!.
*كاتب عراقي
عمار البغدادي