حسّاد البرلمان “الجديد”..!

عامر القيسي

مفاجأة ان تقرأ بعد دقائق من انتهاء الاجتماع الاول لمجلس النواب الجديد ، هجوما كاسحا على السادة الجدد والقدامى ، وكأن اصحاب هذه الاقلام كانوا يعدّون العدّة ويبرون الاقلام ويحفزون الافكار للانقضاض على ممثلينا الذين اثبتوا صراحة منذ الدقائق الاولى للجلسة جدّيتهم وحرصهم لانجاح عملهم الجديد !!

لقد كان اجتماعا ناجحا بكل المقاييس، وما الزوبعة التي اثيرت حول الاجتماع والتقولات عن فشله و”تخييب” آمال الجماهير العريضة والطويلة منها، الا نتاج لخيال مريض وانسياق وراء مؤامرة كبيرة تقودها الامبريالية العالمية ومن خلفها الحركة الصهيونية لوضع العصي في عربة المجلس المنطلقة الى الامام يرعاها الله بالسلامة !!

من قال ان الاجتماع كان فاشلا وقد حقق في جلسة واحدة منجزات سيذكرها التأريخ السياسي للبلاد بكل فخر واعتزاز ؟

لقد سجل الاول من تموز 2014 اليوم الاول لدوام 255 نائبا، ليدخلوا في حسابات الميزانية برواتبهم المتواضعة ..

وسجل هذا اليوم الاغر انطلاق امتيازات النواب ، من سلف “تحسين الحال” الى جوازات السفر الدبلوماسية ..

وسجل هذا اليوم بكل فخر اعلان الحصانة البرلمانية للنواب مما يتيح لهم فرصة تحقيق “الاهداف الوطنية العليا” للبلاد والعباد دفعة واحدة ..

ماذا نريد اكثر من هذا “الخير ” الذي يهل علينا من كل حدب وصوب ، ليجعلنا ننسى آلام الماضي البغيض لدورتين من اسوأ ما مر بتأريخ العراق البرلماني؟

نواب جدد وقدامى لم يسمعوا وهم تحت قبة البرلمان ازيز الرصاص ولا دوي المدافع ..

نواب جدد وقدامى لم يشمّوا بعد رائحة الدم ..

لم يشاهدوا بعد مناظر المدن المهدمة ..

نواب لم يروا بعد رايات الارهاب الداعشي حتى الآن ..

نواب جدد وقدامى لم يطّلعوا على مشاريع التقسيم التي تطبخ على نار ساخنة جدا وقودها الناس والوطن..

نواب لم يقرأوا بعد تقريرالامم المتحدة عن مقتل اكثرمن الف ومئتي عراقي في شهر حزيران الماضي، من دون اعداد الجرحى ..

نواب “خام” لايريدوننا ان ننخدع بكل هذه الاكاذيب فهي من صنع المؤامرة التي اعمت الجميع ، قلبا وبصيرة ..

ايها السادة جاءنا نواب سيسجاون في تأريخنا انهم فرسان الانقاذ ، خصوصا وانهم بعد نصف ساعة من اجتماعهم التأريخي طلبوا استراحة ،هي استراحة المحارب ، ولم يجد الطلب اية معارضة من كل الكتل ليعودوا فيختلفوا وينصرفوا على امل اللقاء في الحلقة القادمة من النسخة الثالثة من الجزءالثالث من دوراتنا البرلمانية العتيدة التي اوصلتنا مع حكومات افشل منهم الى ما نحن عليه !!

وبرغم ذلك فالاجتماع كان ناجحا لان للفشل والنجاح وجهتي نظر وعلينا ان نرى النجاح من وجهة نظر النواب الذين سيعدون منذ الاول من تموز وعلى احر من الجمرايام الشهر ويطل الخير عليهم !!

هل اقول “نستاهل” بما جنت ايادينا  في صناديق الاقتراع؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة