علي عبد العال
الأتراك يطعنون بالظهر؛ تلك هي شيمتهم القديمة التي تركت بصاماتها التاريخية العريقة على مجريات الساحة السياسية العالمية والإقليمية والمحلية. الغدر السياسي من شيمة الدولة التركية مهما بلغ بها الزمن من التطور. تأبى السياسة التركية، خصوصا بعهد الأخواني أردوغان التسليم بالعرب والعراق سوى بتلك النظرة بنصف عين، أو حتى بربع عين للشعوب العربية المناهضة للذل والإستعمار وهيمنة الأجنبي. تركيا تحتقر العرب وتحتقر جميع شعوب المنطقة المناضلة من أجل حريتها. الحكم التركي الرسمي اليوم يقف بالضد من توجهات شعبه بالحرية واللحاق بالتطور العالمي وخصوصا الأوروبي. لا يأبه قادة تركيا من الأخوان المسلمين اليوم بزعامة أردوغان بماذا تفكر فيه أوروربا واهميتها الاستراتيجة الكبرى لبلده بقدر ما يفكر بالعودة للعصر العثماني الذي أكل عليه الدهر وشرب.
أخطبوط تركي متعدد الأطراف، طرف أوروبي، طرف إسرائيلي طرف سعودي طرف قطري طرف فلسطيني طرف كردي طرف سني عراقي طرف شيعي عراقي. كيف بإمكان سياسي فاشل لم يخدم شعبه ويقمع تطلعاته بالحرية على أنظار العالم الدخول بمثل هذه المتاهات الخطيرة؟ وهم الهيمنة العثمانية العتيقة يسيطر على رجب طيب أردوغان. إنه لا يستجيب لمتطلبات المرحلة بقدر إستجابته لوهم التاريخ البائد للأمبراطورية العثمانية المقبورة في طيات التاريخ.
يضع خنجر الموت في خاصرة المقربين ويطعن بالوقت المحدد والمناسب طعنة الغدر. تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان تجاوزت حدودها الشعبية والإقليمية والدولية لكي تلعب أقذر الأدوار السياسية بالمنطقة العربية على وجه الخصوص. إنها تحارب الأكراد على أراضيها بضراوة وتتفق مع أكراد العراق على صفقات النفط المهرب من العراق. تستورد المتطرفين من أنحاء الكرة الأرضية وتوردهم لسوريا والعراق وهي تدعي أنها دولة ضد الإرهاب. تستقبل مستشفياتها الجرحى من الإرهابيين ولا تقدم العون للاجئين من الأبرياء المسالمين. ترفد القوات المسلحة من عصابات داعش وجبهة النصرة ضد الأنظمة المحيطة بها بدل معاملة حسن الجوار. تصّدر الأسلحة والمعدات المتطورة للإرهابيين بدعم وتغطية أوروبية وأميريكية لزعزعة أنظمة حكم جديدة بالمنطقة تسعى لتحقيق درجة من درجات التحول الديمقراطي الحقيقي بالشرق الأوسط.
تركيا هي العدو الأكبر للأنظمة العربية الطامحة للحرية. يتحتم على الحكومة العراقية القائمة والقادمة التعامل مع الحكومة التركية بمنزلة الخصم المتربص رقم واحد. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خسر غالبية أوراقه السياسية والاجتماعية على الصعيد المحلي، وهو قد خسر تلك الأوراق على الصعيد الإقليمي والدولي، ولم يتبق له سوى الصفقات المشبوهة التي تدر عليه أموال الحرام. النظام التركي الحالي يفرّط بجميع أوراقه لمصلحة رجل واحد اسمه رجب طيب أردوغان.