أغلب الأحزاب الكردستانية تشترط إعادة تفعيل برلمان كردستان قبيل إجراء الاستفتاء

الولايات المتحدة تبلغ بارزاني رفضها إجراء الاستفتاء وتجدد دعمها لعراق موحد
السليمانية ـ عباس كاريزي:

فيما توالت ردود الفعل الدولية والاقليمية والمحلية الرافضة لاجراء الاستفتاء في اقليم كردستان، اشترطت احزاب وقوى اساسية مشاركة في العملية السياسية بالاقليم اعادة تفعيل برلمان كردستان المعطل بقرار حزبي منذ عام 2015 ، قبيل التوجه الى اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم.
مصادر قيادية رفيعة المستوى قالت أن الإدارة الأميركية أبلغت مسعود بارزاني وقيادة حزبه بأنها لا تقبل بتنظيم الإستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان في أيلول المقبل، وأن الموقف الأميركي يؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وعودة قيادة الإقليم الى التفاهم مع الحكومة الإتحادية ببغداد لتجاوز خلافاتهما.
ونقل موقع سارا بريس عن مصدر قيادي كردي رفيع المستوى»أن الإدارة الأميركية غاضبة من إستمرار صدور التصريحات من القيادات الكردية بهذا الشأن واستمرارها بالترويج لاجراء الإستفتاء». وأشار المصدر الى أن مصادر في السفارة الأميركية في بغداد قالت» يبدو أن بارزاني وحزبه لايفهمان المقصود بكلمة» لا» التي وجهتها الإدارة الاميركية وعدد من الدول الكبرى الأخرى فيما يتعلق بالإستفتاء، وأن أي توجه نحو الإستفتاء سيعقبها إجراءات صارمة من قبل الإدارة الأميركية في حال إصرار بارزاني على تنظيم الإستفتاء، وكذلك تأزم علاقة الإقليم بتلك الإدارة التي ترى بأن الوضع الراهن في المنطقة عموما ملتهب ولايسمح للخطو بهذا الإتجاه وهو ما سيعرض أمن العراق والمنطقة الى الخطر».
وكشف المصدر»أن هذا التحذير وجه الى حزب بارزاني والإتحاد الوطني والعديد من القوى العراقية الأخرى والذي يعبر بوضوح معارضة الإدارة الأميركية لأي مغامرة بهذا الشأن».
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب اردوغان الذي يعده الحزب الديمقراطي حليفا قويا وشريكا وقع معه عقودا نفطية طويلة الاجل، عدّ في احدث تصريح امس الثلاثاء مسألة الاستفتاء تهديدا لوحدة الاراضي العراقية، وطالب الكرد باجراء حوار مع بغداد لان المناطق التي يراد ان يتم فيها اجراء الاستفتاء، تضم تركمانا وعربا الى جانب الكرد، مضيفا ان اصدار مثل هكذا قرار في الوقت الراهن امر غير صائب وخطوة غير موفقة.
بدوره قال وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسن ان بلاده تتفهم احلام الشعب الكردي وستستمر في دعمهم سياسيا وثقافيا واقتصاديا ضمن العراق الواحد، الا انها لا تؤيد اجراء الاستفتاء، مضيفا «ان الاصرار على اجراء الاستفتاء في هذه المرحلة سيبعدنا عن القضايا المهمة المتمثلة بادامة الحرب للقضاء على داعش، واعادة الاستقرار الى المناطق المحررة».
جونسن اضاف ان التوجه الفردي من قبل المعنيين في اقليم كردستان نحو تحقيق الاستقلال، لن يكون في صالح شعب اقليم كردستان والعراق والمنطقة، مؤكدا ان بلاده تدعم عراقاً ديمقراطياً مستقراً موحداً.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش قد قال في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع لمجلس الوزراء في معرض رده عن سؤال حول تحديد موعد اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان، انه يدرك بأن اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان عدا عن انه سيزيد من حجم المشكلات وعدم الاستقرار الموجود في المنطقة الغارقة اساس في المشكلات السياسية، لن يكون له اية نتائج اخرى.
وطالب كورتولموش المسؤولين السياسيين في شمالي العراق حسب وصفه ان يعيدوا التفكير في هذا الموضوع، وقال اعتقد انه على جميع المسؤولين السياسيين في العراق وليس فقط اقليم كردستان، اني يفكروا ملياً قبل اتخاذ أي قرار يخص مستقبل العراق.
بدوره اكد عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني فريد اسسرد ان اغلب اعضاء الهيئة القيادية في الاتحاد الوطني يرفضون المشاركة في الاستفتاء المزمع اجرائه في 25 من ايلول سبتمبر المقبل قبيل اعادة تفعيل برلمان كردستان.
وقال اسسرد في تصريح للصباح الجديد ان اغلب اعضاء المجلس القيادي ليسوا مستعدين لمشاركة في الاستفتاء من دون اعادة تفعيل برلمان كردستان، وهم يعتقدون بانه يجب ان يفعل البرلمان قبل اجراء الاستفتاء.
وتابع ان 30 عضوا في المجلس القيادي قدموا مذكرة الى المكتب السياسي يقولون فيها انهم لن يؤيدوا اية نتائج يتمخض عنها اجراء الاستفتاء من دون اعادة تفعيل برلمان كردستان.
واضاف انه وبعد الرفض الاميركي البريطاني الروسي الالماني التركي الايراني العراقي لاجراء الاستفتاء فان مسألة الاستفتاء تتجه نحو مرحلة من الشك والريبة.
اسسرد قال انه وبعد اربع سنوات من الترويج لهذه المسألة فانه وفي ظرف 48 ساعة ثبت اخفاق القيادةالكردية دبلوماسيا، بعد الاجماع الدولي والاقليمي على رفض الاستفتاء،كما ان القيادة في كردستان لم تتمكن من ان تحصل على أي دعم دولي لاجراء الاستفتاء في كردستان.
وتابع ان القيادة الكردية قدمت قراءة خاطئة للدعم الدولي المقدم للكرد في الحرب على داعش، وخلطت بين الدعم العسكري والسياسي، وهي فشلت في الحصول على دعم حلفائها المفترضين وهم تركيا وروسيا الذين لهم مصالح واستثمارات ضخمة في قطاع الطاقة بالاقليم.
واشار اسسرد الى ان مسألة الاستفتاء بنيت منذ البداية على اساس خاطئ وانها امتزجت بالمصالح الشخصية والعائلية والحزبية، لم يوضع لها برنامج شامل وهو ما يفتح الباب امام تسائل «هل ان اقليم كردستان يتجه نحو اجراء استفتاء لا طائل منه» وهو يطرح مزيد من التكهنات التي تبين ان الاقليم متجه نحو اجراء استفتاء فاشل غير مجدي.
وكان اجتماع للاحزاب الكردستانية مع رئيس الحزب الديمقراطي رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني قد حدد موعد 25- من ايلول سبتمبر من العام الحالي 2017 موعدا لاجراء الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة