عامر القيسي
“ماتّيو سالفيني” مواطن طلياني وهو زعيم “رابطة الشمال المناهضة للمهاجرين ” ما يعني انه رجل عنصري بامتياز ، وما يعني ايضا ان قيمة المهاجر لاتساوي عنده شربة ماء كما يقال.
هذا الرجل العنصري الكاره لجنس آخر ، يموتون يوميا ان لم يكن بحروب بلدانهم ، فعلى سواحل البلدان الاخرى طلبا لحياة جديدة ، هذا الرجل حمّل وزر مصرع ثلاثين مهاجراً في مياه المتوسّط على عاتق رئيس الحكومة الإيطالية ماتّيو رينزي ووزير داخليّته آنجلينو آلفانو، وقال عقب انتشار خبر العثور على ثلاثين جثّة داخل أحد قوارب الصيد القادمة من شواطيء ليبيا: “ثلاثون قتيلاً آخر، هم ثلاثون خطيئة على عاتق وضمير الحكومة الايطالية“.
ودعا سالفيني إلى “ضرورة مساعدة المهاجرين في بلادهم، وفي الحال، والحيلولة دون ركوبهم البحر”، وتساءل على موقعه في الفيس بوك قوله “ألا ترون معي بإنّ قميصَيْ رينزي وآلفانو مُلطّخان بدماء القتلى الجدد؟!”.
منطقيا ينبغي ان لايكترث الرجل بحياة هؤلاء الغرباء عنه بكل ماتعنيه كلمة غرباء الا في الانسانية طبعا ، لكن انسانيته كانت اكير من معاداته للمهاجرين وعد غرق الـ 30 مهاجرا “خطيئة” وان قميصيّ رئيس حكومته ووزير داخليته ملطخان بالدماء” !
ربما يخطر على بال اي عراقي وهو يقرأ هذا الخبر المحزن على حياتنا الرخيصة، أن يتساءل: كم من القمصان الملطخة بالدم سيكتشفها سالفيني عند مسؤولينا لو كان عراقيا؟
اعتقد ان الرجل سيمزق قميصه كمدا، كما لو فقد عزيزا عليه، وينوح حزنا، وهو يكتشف انه يعيش وسط غابة من القمصان الملطخة بالدماء ، وهذا كلام ليس من عندياتنا ولا نتجنى به على أحد ، وهو ليس اتهاما منّا ، فاتهامات ارتكاب الجرائم متناثرة بين مسؤولينا ، ولايخفونها خجلا فهم يقولونها علنا وجهارا ، فلدينا والحمد لله نواب يقول رئيس الوزراء انهم تحت “خيمة ” 4 ارهاب لانهم اعانوا بشكل ما على قتل عراقيين ، ولدينا نواب وساسة يقولون ان المالكي مضرجة ثيابه بالدماء لانه سفك دماء معارضين له، اما قادة الكتل والبرلمانيون فبأمكان تصريحاتهم بتبادل اتهامات القتل، ليس غير، ان تملآ مجلدات تثير الخيبة من طراز القيادات لدينا ، والحزن على “بختنا” و”قدرنا” الذي لم “يرزقنا” بمسؤول من طرازسالفيني الطلياني الذي يعد غرق 30 مهاحرا اغراقا لقمصان رئيس الحكومة بالدماء، برغم ان الرجل غير مسؤول عن تدفق اعداد المهاجرين الى بلاده.
ما ذا كان سيقول سالفيني عن مقتل الف عراقي خلال اسبوعين ، وعن اي قمصان سيتحدث والى اين سيوجه اتهاماته ولمن يحمّل المسؤولية عن مقتل مواطنين وليس مهاجرين اختاروا طريقا الغرق والموت فيه احتمال وارد !
لمن سيحمل المسؤولية ، اذا كان مواطنا عراقيا ، وهو يقرأ اخبار الاختطافات والقتل بالجملة لمواطنيه ؟
سيعترف الرجل، ان الارهاب لدينا، الذي لادين له ولا وطن ، والذي يبيح ويسفك دماءنا يقرّ ويعترف بجرائمه ولا حاجة للبحث عن مسؤولين عنه ..لكنه سيتساءل..
ما ذا بشأن البقية ؟