وزير الخارجية يستعرض “تعهدات تشكيل حكومة الوحدة”
بغداد ـ مؤيد بسيم:
أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات مع وزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات في اطار جهود دبلوماسية محمومة للتصدي لمسلحي “داعش” الذين يهددون بتقطيع اوصال العراق.
ووسط احتمال تنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي “داعش” أطلع كيري نظراءه على نتائج محادثاته مؤخرا مع رئيس الوزراء نوري المالكي التي حثه فيها على تشكيل حكومة لا تقصي أحدا وتتجاوز الانقسامات الطائفية التي استغلها “داعش”.
وقال كيري للصحفيين قبل الاجتماع في مقر اقامة السفير الأمريكي في باريس “بالتأكيد.. العراق من النقاط المهيمنة.. تحرك (داعش) يثير مخاوف كل دولة هنا”.
وتابع، “بالإضافة لذلك لدينا أزمة مستمرة في سوريا ضالع فيها أيضا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وفي وقت سابق بحث كيري ايضا سوريا والعراق مع رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ووزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان.
وحث الزعماء السياسيين في كوردستان على الوقوف بجانب حكومة بغداد ضد تنظيم “داعش” الذي اجتاح مناطق واسعة في شمال البلاد وعلى حدودها مع سوريا.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن تشكيل حكومة أوسع في العراق تضم السنة والشيعة وأيضا الكرد سيعطيها مصداقية أكبر في القتال ضد “داعش”.
وتنظر واشنطن في تقديم مساعدة عسكرية لبغداد وعرضت إرسال 300 مستشار عسكري وصل عشرات منهم بالفعل وسيكون باستطاعتهم جمع معلومات بشأن الأهداف لضربات جوية مستقبلية رغم أنه لم يتخذ قرار بعد ببدء قصف أمريكي.
وسيسافر كيري الى السعودية يوم الجمعة لاجراء محادثات مع الملك عبد الله بشأن ازمتي العراق وسوريا.
وشعرت كل من الولايات المتحدة والسعودية بالقلق من نجاح “داعش” بعدما اجتاح مقاتلوه مساحات واسعة في شمال العراق وانضم اليهم مزيج من عشائر وميليشيات إسلامية وأعضاء في حزب البعث المحظور.
وقال مسؤولون أمريكيون ان كيري سيبحث أيضا في اجتماعاته في باريس وجدة بالسعودية احتمالات حدوث اضطراب في إمدادات النفط العالمية بسبب الأزمة العراقية.
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف، إن واشنطن ترفض تدخل سوريا في العراق، في حين رحبت بدور إيراني بناء لحل الأزمة العراقية، التي تفجرت بسيطرة مليشيات “داعش” على عدد من مدن وبلدات عراقية.
وقالت هارف، تعليقا على نبأ قيام الطائرات السورية بقصف مواقع للمسلحين داخل العراق، إن: “الوضع في مجال الأمن في العراق لا يمكن ولا يجب أن يُحل بواسطة النظام السوري عبر الضربات الجوية من طرفه، أو بواسطة مليشيات تمولهما وتدعمهما دول أخرى في هذه المنطقة.”
وأضافت: “نسعى لدعم الجيش العراقي ولدينا مجموعة هناك لمساعدة الوحدات الخاصة للقيام بذلك والبدء في استعادة الأراضي، لكن الوضع الميداني لا يزال خطر للغاية.”
ورحب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قصف الطائرات السورية لمواقع لمسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) على المعابر الحدودية بين البلدين، مضيفا خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، “لكننا لم نطلب هذه الغارات الجوية.. ينفذون ضربات جوية، ونقوم نحن بها كذلك، والفائز النهائي هو الدولتين”.
وأضافت هارف أن تدخل دمشق في الوضع العراقي، “لا يمكن ولا بأي حال أن يساعد في تحسن الوضع في مجال الأمن على الأراضي العراقية”، وتابعت “نظام الأسد لن يزيد سوى تأجيج العنف الطائف.”
وبالمقابل، أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن ترى أن إيران على النقيض من سوريا “يمكنها أن تلعب دورا بناء” في استقرار الوضع في العراق اذا اتخذت طهران خطوات في اتجاه “تشكيل حكومة شاملة في العراق.. لم أقل بأنهم (الإيرانيون) قاموا بذلك.. بل يمكنهم”.