ماجد عبد الرحيم الجامعي
يبدو ان التاريخ ينصف المظلومين, ويأخذ لهم حقهم من الظالم, ولو بعد حين … ومثلما خلد التاريخ مدينتي هيروشيما وناغازاكي ولعن الاميركان لبربريتهم خلد ايضا المدينة ، حلبجة العراقية الشهيدة ولعن صدام واعوانه البربر وهم يقصفون شعبهم الامن ومدينة كانت تغفو على جمال الطبيعة الكردستانية ونسمات اعياد الربيع ( نوروز ) .. فقتل على حين غرة اكثر من ( 5000 ) انسان عراقي تحت وابل القذائف الكيمياوية واسقطت الحوامل اجنتها وتشوهت اجساد من بقي منهم على قيد الحياة … ان اليد الباطشة في منتصف اذار 1988 ، اسقطت من حساباتها المجنونة قدرة الله سبحانه الذي جعل من تلك المدينة الفقيرة والمظلومة مزارا وعنوانا للبطولة والخلود ، واذهب الطاغية وادواته الاجرامية الى مزبلة التاريخ .. فشتان بين هؤلاء واولئك وربح من فاز بالجنة وتقدير الاخرين ، وخسىء وخاب فاشلا ممقوتا من الناس اجمعين ومصيره جهنم وبئس المصير بعد ان تجبر وقتل الابرياء الامنين .. وعلى الجميع ان يعلم بان ليست الحقيقة وحدها هي التي يخدمها اصدقاؤها واعداؤها على السواء … ولكن ارادة الحياة في قلوب الاقربين والابعدين من بني البشر … بدليل ان من شعوب الارض من خرج بتظاهرات منددة بهذه الفعلة الوحشية والجبانة وقامت مدن خلال السنوات الثلاث الماضية باحياء الذكرى السنوية لقصف مدينة حلبجة , ومن بينها المدن الايطالية ( لوغر وريميني وبولونيا ) وكذلك راحت جميع البلدان الاعضاء في منظمة البلديات العالمية للسلام تتهيأ لاستذكار حادثة حلبجة ووضع نصب تذكاري لضحايا هذه المدينة في وسط مدينة مزرينو الايطالية ايضا .. ان مأساة حلبجة لم تكن الوحيدة التي نالت حظها من البطش الصدامي الدموي , وانما هي حلقة في سلسلة من الاساءات التي ملأت رأس هذا المجنون بحب القتل والحروب والابهة الزائفة فلو احصينا من اعدم في ثمانينيات القرن الماضي وباثر رجعي الآلآف من الدعاة الى الله وعلماء الحوزة الشريفة بالنجف ، وان اردنا احصاء من تم قتلهم على طريق حروبه الممتدة من حركات الشمال ومرورا بالحرب مع ايران وفترة الحصار وحرب الخليج وانتهاء بما ترك من ايتام نظامه لقتل ابناء الشعب العراقي بالمفخخات والاسلحة الكاتمة فحدث ولا حرج …!! فلتكن هذه الويلات دافعا لنا لتوحيد الصف ونبذ الخلافات التي زرعها فينا المقبور صدام وسقاها المحتلون الاميركان المطرودون الى خارج الحدود … وان نبني العراق الجديد على اسس واضحة من الحب ونكران الذات ، وقطع الطريق امام من يحاول اضعافنا وجرنا الى مستنقع الرذيلة والخواء ، ونقولها ملء افواهنا (هيهات منا الذلة … هيهات منا الذلة)، ونحن شعب عريق كان قبلة العالم, ينضح حضارة وعلما وغيرة ونخوة وكرما وفضلا ساد الارض بجهاتها الاربع واخضع الجبابرة والمردة وعلم الناس الحرف والقانون، وحسبنا اننا من الاوائل وسباقون الى الخير ما بقي الدهر …