علاوات قوية لأسعار النفط جراء تزايد توريد شحنات للمشترين الآسيويين

على الرغم من سياسات التحفيز الاقتصادية عالميا

متابعة ـ الصباح الجديد:

سجلت أسعار النفط الخام خسارة أسبوعية بسبب تصاعد المخاوف العالمية من الركود والتضخم، ما يضغط بقوة على الطلب على النفط الخام، بينما يستمر عديد من دول العالم في سياسات التحفيز الاقتصادي ودعم قطاع الطاقة وتتجه الإدارة الأمريكية إلى تخفيف الأعباء الضريبية.
ويلتقي وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” الخميس المقبل لمراجعة مستجدات السوق، وتقييم أحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات على الرغم من حسمهم مبكرا للزيادة الشهرية لشهري تموز وآب بنحو 648 ألف برميل يوميا، وهو أعلى من الزيادات الشهرية السابقة بنحو 50 في المائة لمواجهة الطلب الصيفي المرتفع، وذلك على الرغم من صعوبة وفاء بعض المنتجين بهذه الزيادات.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “ريج زون” الدولي أن سعر النفط الخام سجل أول خسارة أسبوعية متتالية منذ أوائل نيسان الماضي مع مخاوف من ركود عالمي يضعف الطلب وسياسة نقدية أمريكية أكثر صرامة اخترقت أسواق السلع لتحفيز عمليات بيع واسعة النطاق.
ولفت التقرير إلى تراجع الخام الأمريكي بعدما ألقت الشهادة المتشددة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمام الكونجرس في وقت سابق من الأسبوع الماضي بظلالها على سوق ضيقة بشكل أساسي.
وأشار إلى تسجيل الأسعار خسائر في ختام الأسبوع الماضي، حيث استقرت القراءة الأخيرة لجامعة ميشيجان لشهر حزيران لتوقعات تضخم المستهلك على المدى الطويل عند أعلى مستوى تم الإبلاغ عنه منذ 14 عاما، ما قد يقلل من الحاجة الملحة للفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بشكل حاد.
ولفت التقرير إلى تفاؤل المحللين بأن التضخم سيهدأ خلال العام المقبل عادا أن هذه أخبار جيدة للأصول الخطرة وخاصة السلع، منوها إلى تباطؤ ارتفاع أسعار النفط بعد مرور عدة أشهر على اندلاع الحرب الروسية لأوكرانيا بسبب تصاعد القلق بشأن التباطؤ العالمي، حيث عززت البنوك المركزية بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لقمع التضخم المستعر، لافتا إلى انخفاض الأسعار على الرغم من الدلائل على أن أسواق الطاقة لا تزال ضيقة على المدى القريب مع استمرار الحرب في أوكرانيا واستمرار مخاطر الإمداد.
وأشار إلى استمرار نمو الطلب العالمي، خاصة مع تزايد الشحنات للمشترين الآسيويين، ما يضيف علاوات قوية للأسعار، ويشير بدوره إلى الثقة في تنامي الطلب خلال الأشهر القليلة المقبلة، موضحا أن السوق النفطية تأمل أن يؤدي التراجع الأخير في أسعار النفط إلى حل سريع للتضخم العالمي المتفشي، ولا سيما أن انخفاض أسعار خام برنت 10 في المائة في الأسابيع القليلة الماضية، كما أن أسعار التجزئة في جميع أنحاء العالم لمنتجات مثل البنزين والديزل لم تنخفض في أي مكان بالسرعة نفسها ولا تزال ترتفع في كثير من الأحيان.
ونوه التقرير إلى أنه في الولايات المتحدة تقل أسعار ضخ البنزين ببضعة سنتات فقط عن الرقم القياسي، الذي يزيد على خمسة دولارات للجالون، الذي تم تحديده في وقت سابق من هذا الشهر، بينما تواصل المملكة المتحدة تسجيل أرقام قياسية يومية لأسعار الوقود بالتجزئة، فيما تقترب الأسعار في سنغافورة من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وأوضح أن كلها مؤشرات على أن مشكلة العرض الرئيسة لصناعة النفط- بشكل أساسي هي نقص القدرة على تصنيع الوقود المكرر- ليس لها حل سهل باستثناء احتمال ضعف الطلب، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي، ومع دعم عديد من الحكومات للاستهلاك من خلال الإعانات أو التخفيضات الضريبية تكافح المصافي لإنتاج ما يريده العالم من البنزين والديزل.
ونقل التقرير عن شركة استشارات “إنرجي أسبكتس” تأكيدها أن طاقة التكرير تواجه اختناقات، ولذا رأينا أسعار النفط الخام تنخفض ولكن المنتجات لم تنخفض بالفعل، لافتا إلى أن المصافي تنعم بهوامش ربحية مرتفعة، وفي شمال غرب أوروبا– على سبيل المثال- بلغت الهوامش من صناعة الوقود أعلى مستوياتها منذ ربيع 2018 في الأسبوع الماضي.
وأبرز التقرير دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وقف عمليات تحصيل الضرائب على البنزين في حين أعلنت اليابان أيضا دعما للبنزين هذا الأسبوع، بينما نجد أن الاقتصادات الناشئة من الهند إلى المكسيك وجنوب إفريقيا إما خفضت الضرائب أو رفعت الإعانات.
ونوه إلى تأكيد شركة “آر بي سي كابيتال ماركتس” أن إمكانية إقرار الإدارة الأمريكية للإعفاء الضريبي على البنزين يؤدي إلى الحفاظ على الطلب، ودعم ارتفاع الأسعار لفترة أطول، مشيرا إلى تأكيد وكالة الطاقة الدولية نشاط عمليات التكرير العالمي لإنتاج مزيد من النفط الخام هذا العام والمقبل بمساعدة منشآت جديدة في الشرق الأوسط والصين وإفريقيا إلا أن هذه الزيادة لن تكون كافية لتحقيق التوازن في أسواق وقود الطائرات والديزل.
وأشار التقرير إلى استمرار إغلاق بعض المصافي في أوروبا والولايات المتحدة، التي توقفت عندما ضرب فيروس كورونا العالم وهي تواجه صعوبة في العودة رغم انتعاش الطلب بعد تراجع أزمة الوباء، وأجزاء من قضية الديزل يتعلق بروسيا أيضا، حيث إنها أكبر مورد خارجي منفرد لأوروبا على الرغم من تصاعد أزمة الحرب الأوكرانية، لافتا إلى تقديرات لمجموعة “فيتول” تشير إلى أن الأسعار ستسجل مستويات مرتفعة للغاية مع قلق التجار بشأن ما إذا كانت أوروبا لديها إمدادات كافية لفصل الشتاء عند بدء حظر الواردات.
وذكر أنه على الساحل الشرقي للولايات المتحدة تعمل المصافي بأعلى نسبة من طاقتها في ذلك الوقت من العام منذ ثلاثة عقود على الأقل، حيث إن مخزونات المنتجات المكررة منخفضة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة