مخاوف من فرض قيود على صادرات الخام الروسية ترفع أسعار النفط

متابعة ـ الصباح الجديد :

استلهت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع بفعل ترقب السوق لنتائج اجتماعات مجموعة السبع في ألمانيا في ظل احتمالات قوية بإقرار عقوبات جديدة على صادرات النفط والغاز الروسية.
ويدعم ارتفاع الأسعار استمرار شح الإمدادات النفطية في ظل تصاعد الحرب في أوكرانيا بينما تكبح المكاسب استمرار مخاوف التضخم والركود في الاقتصاد العالمي.
وقال محللون نفطيون إن مجموعة الدول السبع تناقش تحديد سقف لأسعار النفط الروسي وهو ما من شأنه أن يعمل على فرض قيود على التأمين والشحن، لافتين إلى أن الآلية المحتملة ستسمح فقط بنقل الخام والمنتجات البترولية الروسية التي تباع بأقل من الحد المتفق عليه.
وأكد المحللون أن دول مجموعة السبع تبحث عن طرق للحد من عائدات الطاقة الروسية مع تخفيف التأثير في اقتصاداتها وسط ارتفاع التضخم وتزايد الجهود المبذولة للحد من الاعتماد على النفط والغاز الروسي.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن أسعار النفط ارتفعت في ظل ثقة السوق بقدرة مجموعة السبع على التوصل إلى قرار بشأن تشديد العقوبات على روسيا خاصة بعد موافقة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي على فرض حظر على التأمين المتعلق بنقل النفط الروسي.
وذكر أن استمرار ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالطلب وإضعافه، موضحا أن بعض التقارير الدولية تؤكد أن السوق اقتربت من نقطة التأثير في الطلب حيث بدأت الاقتصادات المعتمدة على النفط في التباطؤ استجابة لارتفاع الأسعار ومثال على ذلك أن السائقين الأمريكيين بدأوا في الحد من استهلاكهم للبنزين استجابة للأسعار التي وصلت في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى تاريخي لها.
من ناحيته، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن المستهلكين بدأو بالفعل في تقليل استهلاكهم من الوقود بسبب القفزات السعرية القياسية والمتلاحقة، مبينا أن ضعف الطلب يوشك أن يصبح واضحا في وقود الديزل، لافتا إلى محاولة بنك الاحتياطي الفيدرالي كبح جماح التضخم برفع أسعار الفائدة ما يخاطر بحدوث ركود.
وسلط الضوء على ما أكده بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من أن الحرب في أوكرانيا أسهمت بشكل كبير في ارتفاع السلع كما تسبب إغلاق الصين في تمديد مشكلات سلسلة التوريد، مبينا أن علامات التباطؤ الاقتصادي ظهرت بالفعل في أجزاء مختلفة من العالم.
من جانبه، ذكر ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات أن خطر حدوث ركود هو عامل هبوطي قوي لأسعار النفط وأسعار جميع السلع، مشيرا إلى توقعات صادرة عن “كريديت سويس” ترجح أن الارتفاع في أسعار النفط قد يكون على وشك الانتهاء.
ولفت إلى أن خطر الركود يعني أن المزيد من الصعود في أسعار النفط الخام سيكون محدودا على الأرجح ومع ذلك قد يمر بعض الوقت قبل أن يؤدي التضخم إلى تآكل الطلب بما يكفي لانخفاض مستمر في الأسعار وذلك وفقا لتقديرات “جولدمان ساكس”.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية إن المعروض النفطي في الأسواق لا يزال أقل من الطلب العالمي على النفط ولذا فإن الأسعار أقرب إلى مواصلة الصعود خاصة على المدى القصير مشيرا إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الطلب على النفط مستويات ما قبل الوباء في العام المقبل ليصل إلى 101.6 مليون برميل يوميا.
وأضافت أنه بحسب الوكالة لن يكون هذا الطلب مدفوعا بأوروبا أو الولايات المتحدة بل ستقوده الصين ودول أخرى غير أعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهذا يعني أن الأسعار ستظل مرتفعة في المستقبل الملحوظ ما لم تحدث انقطاعات مفاجئة مثل التى حدثت أخيرا في ليبيا، مشيرة إلى أن اجتماع مجموعة السبع قد يمهد للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران وهو ما قد يحسن بشكل كبير من توافر النفط في الأسواق الدولية.
وفيما يخص الأسعار، واصل النفط مكاسبه أمس مع ترقب المستثمرين لأي تحركات ضد صادرات النفط والغاز الروسية قد يتم اتخاذها خلال اجتماع زعماء مجموعة الدول السبع في ألمانيا.
وبحسب “رويترز”، يلوح في الأفق احتمال تزايد قلة الإمدادات في السوق مع سعي الحكومات الغربية إلى سبل خفض قدرة روسيا على تمويل حربها في أوكرانيا.
ولكن في الوقت الحالي طغت مخاوف الإمدادات على المخاوف المتزايدة بشأن احتمال حدوث ركود عالمي بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المتشائمة.
وخلال التعاملات أمس، قفزت العقود الآجلة لخام برنت 2.78 دولار إلى 115.90 دولار للبرميل، بينما العقود الآجلة للنفط الأمريكي تقفز 2.7 دولار إلى 110.32 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة