الايزيدية مجموعة عرقية ذات مجتمع مغلق نتيجة الحروب والاضطهاد الذي مورس بحقهم ، مما جعلهم يحيطون ديانتهم بهالة من السرية والغموض ، يعيش معظمهم قرب الموصل في منطقة جبال سنجار ، تعرضوا عبر التاريخ الى اكثر من 72 حملة ابادة ، آخرها الهجمات التي قام بها تنظيم «داعش» وسيطرته على مناطقهم ، مما ادى الى قتل المئات منهم وسبى اعداد كثيرة من النساء والاطفال وهجرة الآلاف منهم هربا من البطش والابادة.
هم موحدون ، يؤمنون بتناسخ الارواح ، يواجهون الشمس بصلواتهم ، باعتقادهم ان الله خلق من نوره سبعة ملائكة ، اوكلها مهمة الكون ، أما «طاووس ملك»هو الشخصية المحورية والاكثر شهرة في ديانتهم وهو اسم من اسماء الله بالنسبة لهم ، غير المعتقد من غير الايزيدية الذين حرفوه على انه «الشيطان» مما ادى الى وصفهم بعبدة الشيطان.
في سنة 2014 كان الغزو من قبل تنظيم « داعش» على منطقة سنجار ، وكانت تعامل الطائفة الايزيدية على انها مرتدة عن الاسلام «مشركة» يطبق عليها ما يطبق على المشركين من هنا بدأوا معاملتهم كالرقيق من قبل المقاتلين عداك عن سبى النساء وبيعهن بسوق النخاسة وكأننا بعصر الجاهلية .
هنا عتبنا على المنظمات الانسانية والأمم المتحدة بالتحديد التي تناست قضيتهم والظلم والجور الذي لاقوه، من دون حمايتهم او المطالبة بحريتهم ، مما جعلنا نتعاطف مع قضيتهم وخاصة بعد التعدي على أراضيهم وتشريدهم وتهديد حياتهم واهمال حقوقهم كمواطنين يعيشون على ارض دولة عربية لها كيانها ، فالعذاب الذي لاقوه لا يقبله العقل ولا العرف ولا الدين ، مما جعلنا نتساءل ما هو الذنب الذي اقترفه الايزيديون لكي ينتهك حقهم في مزاولة الحياة الكريمة.
ونحن على مشارف عيد الام وعيد المرأة الذي يحتفي بها العالم وقضية نسائهم ما تزال عالقة ومصيرهن مجهول ، اي عيد سيمر على امهاتهن واولادهن مجهولي المصبر ، فمن غير المقبول الاضطهاد التي تتعرض له المرأة في مجتمعاتهم والسبى وبيع الاطفال الذي حصل في دولنا العربية وعلى مرأى من العالم لتكون وصمة عار على مجتمعاتنا ونحن بعصر الانترنت والعالم المتحضر الذي بدأ بدراسة كيفية العيش على المريخ ، ونحن ما زلنا نعيش التخلف والهمجية في عالمنا العربي .
وهناك عتب ايضا» على الحكومات التي تفكر بالمطالبة بتشريع قانون يشجع الرجال على الزواج بامرأة اخرى وتقديم بدل مادي لتشجيعهم على ذلك ، بدلا» من المطالبة باعادة الفتيات الايزيديات الى بلدهن وتحريرهن من ايادي الطغاة ، هنا يبدأ الوعي والالتزام بحقوق المرأة واحترام شعورها ، وتثبيت ارادتها وتثقيفها لتكون عنصرا» منتجا» في المجتمع بدلامن المتاجرة بها وتزويجها بآخر ، فمن المعيب ونحن في القرن الواحد والعشرين ان نصل الى هذا المستوى من الانحدار الاخلاقي ، اذا كانت هناك ميزانية لتحفيز الرجل أن يتزوج بأخرى.. فلتكن هذه الميزانية بانشاء مؤسسات للدولة تؤمن من خلالها فرص عمل للارامل والمطلقات وعائلات الشهداء وتكفيهم ماديا» وتخفف عنهم أعباء الحياة..
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك