“أف بي آي” تحذر من مخاطر النزاع في سوريا
متابعة ـ الصباح الجديد:
تقترب المفاوضات حول اخلاء الاحياء المحاصرة في مدينة حمص في وسط سوريا من مقاتلي المعارضة من “اتفاق نهائي”، في وقت تستمر وتيرة اعمال العنف التصعيدية في مناطق عدة في البلاد.
وقال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس أمس السبت في اتصال هاتفي ان “البحث مستمر في استكمال بنود الاتفاق الذي يضمن بالنتيجة استلام المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل والتوصل الى اتفاق نهائي كون الامور قطعت شوطا طويلا”.
ووصف المحافظ المفاوضات التي تجري بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من احياء حمص بانها “تتسم بالجدية”.
واشار الى ان “وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الجمعة الساعة 12 ظهرا لا يزال ساريا”، معربا عن امله “بان يصمد حتى يتم الاتفاق نهائيا”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون اكدوا الجمعة بدء العمل بوقف للنار تمهيدا لخروج مقاتلي المعارضة من الاحياء المحاصرة من القوات النظامية منذ حوالى عامين.
في دمشق، قتل ثلاثة اشخاص وجرح ثلاثة اخرون أمس السبت اثر سقوط قذيفة هاون على حافلة في حي دويلعة، حسبما نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية.
وقتل الجمعة 34 شخصا في الغوطة الشرقية، بحسب المرصد، بينهم عشرة مقاتلين معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة المليحة ومحيطها والغوطة الشرقية والقلمون، و18 عنصرا من القوات النظامية، وستة مواطنين بينهم رجل ووالدته وزوجته “في سقوط صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض أطلقتها القوات النظامية على بلدة جسرين بالغوطة الشرقية”.
وتدور اليوم معارك عنيفة في المليحة حيث افاد المرصد عن تقدم لقوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني.
في شمال البلاد، تدور اشتباكات عنيفة “بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة) وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب اخرى” من جهة اخرى، بحسب المرصد، في محيط مبنى المخابرات الجوية ومنطقة الزهراء في غرب مدينة حلب.
وتتزامن مع اشتباكات تصاعدت منذ يومين الى شرق المدينة في محيط سجن حلب المركزي المحاصر من مقاتلي المعارضة منذ اشهر طويلة. وتحاول قوات النظام فك الطوق عن السجن.
وانتقدت صحيفة سورية أمس السبت بشدة فاليري اموس، واتهمتها “بالنفاق”، معتبرة انها باتت “عبئا ثقيلا” على المنظمة الدولية و”تسيء الى مصداقيتها”.
سياسيا، وبينما يستعد النظام لاجراء انتخابات رئاسية تجدد البيعة للرئيس بشار الاسد، يقوم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا بزيارة الى الولايات المتحدة الاسبوع المقبل لمدة ثمانية ايام، يلتقي خلالها وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في البيت الابيض والكونغرس، بحسب ما افاد المكتب الاعلامي لرئاسة الائتلاف.
وسيبحث وفد الائتلاف مع المسؤولين الاميركيين في تزويد تشكيلات الجيش الحر “بسلاح نوعي يسمح بتغيير موازين القوى على الارض”.
من جانب آخر اعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي آي” جيمس كومي الجمعة انه “مصمم” على عدم السماح لاي اعتداءات شبيهة ب11 ايلول بان تنفذ على خلفية النزاع في سوريا، وذلك مع تزايد عدد الاجانب الذين يتوجهون للقتال هناك.
وقارن كومي النزاع في سوريا بالحرب في افغانستان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عندما شكل المجاهدون بعد ذلك تنظيم القاعدة واعلنوا الحرب على الولايات المتحدة مما ادى لاحقا الى اعتداءات 11 ايلول 2001.
واشار الى الميل المتزايد لعشرات الاميركيين والاف الاوروبيين الذين يسافرون الى سوريا للمشاركة في المعارك.