فكر ان تخرج بسيارتك مع العائلة للتنزه او قضاء بعض الحاجات في احدى المناطق (غير المتنازع عليها), لنفترض منطقة الكرادة داخل, (هذه متنازع عليها جداً) ستدخل وستجد ان كل فروعها مغلقة بسبب الوضع الامني وهذا بات التخلص منه في حكم الغيب, بالمقابل هناك شرطة المرور تقف بالمرصاد لو فكرت دقيقة واحدة بالوقوف عند الشارع العام (برافو), لكأن الكل (يتكأكأ) عليك ويدفعك لاختيار مرآب للسيارات وهذا عين العقل.
ان تضع سيارتك في مرآب شيء حضاري وآمن, يؤشر لك احدهم بأن هناك موقعاً تستطيع فيه ان تضع السيارة, تصل, تتطلع, انه ليس مرآباً بالمعنى, هو اصلا بناية مهدمة اتخذها البعض عنوة, او ان صاحب الارض لاقبل له على بنائها, او ضاق ذرعا بالبلاد وهج, تهم بالدخول, يسرع لك احدهم يحمل بضع اوراق تُعدّ وصل امانة وتسليم, يقطع الوصل ويسلمك اياه مع عبارة محددة (3 الاف دينار عيني), ترتبك يداك فوق مقود السيارة, تتطلع الى العائلة, العائلة تتطلع اليك, تلعن الساعة التي فكرت فيها بالخروج للتنزه وتفكر مع نفسك بأنك لو سعيت بالمسافة على قدميك, تحمل انت والزوجة الاولاد والذي يستطيع السير ستباركه وتحثه على الاسراع (شخصيا كلما اجد من يبتزني بسعر كهذا اتذكر ايام عرسي حينما كلف كل العرس خمسمائة دينار(من الباب للشباك), تدفع المبلغ وامرك الى الله, لكنك حتما ستتوب وتعزف عن وضع سيارتك في مرآب كلفته ست مرات من قيمة الزواج, لكن ما ان تخرج في المرة الثانية, تستدير الى احد الفروع (الفروع كثيرة والوطن للجميع) تقف وتهم بالنزول, في تلك اللحظة تجد ان الارض قد انشقت وخرج منها مارد صغير يحمل بيده عدة اوراق هي عبارة عن وصولات قبض وسيماء الادمان بادية فوق سحنته, تسأله ماالامر؟ يجيب بهدوء (كراجية اغاتي).
ستجد ان الحال هنا مختلف, فـ (كراجية) الوقوف في ارض الوطن تكلف (الفين دينار عيوني), تدفعها وتسبح في حلم هيهات ان يتحقق, الا وهو, متى سيأتي الوقت الذي يخترع فيه المحتل الاجنبي جهازا صغيرا وبكبسة من اصبعك تتحول فيه سيارتك الى مايشبه منديل القماش القديم الذي كنت تضعه في جيبك بدل ورقة (الكلينكس الحالية), تضع السيارة في جيب (الصدر) وتتجه فرحا تبكي بعدها اذ يفاجئك المسلم الذي هو اخو المسلم باسعار المواد تتمنى فيها على الله ان يبدل كلماته ويجعلها (وجحيم عرضه السموات والارض اعد لل …….. ؟؟؟؟؟
انه ابتزاز آخر مبطن من مواطن الى اخيه المواطن..
مقداد عبدالرضا