موسيقى وأفلام في مهرجان “تركيب” بغداد للفنون المعاصرة

سمير خليل
نافذة مسدلة الستائر، يرشح منها الضوء وظل موسيقى، وقهقهات وغمغمات طفلة، وصوت اطباق، واصداء من السكون، نافذة زرقاء تضيء في وجه ظلام الكون، يفتحها للنور والريح وعطر الأرض، يهجم منها صخب العالم، يغلقها كأنها لآخر الزمان. ومثلما يغلق تابوت الى الابد.
بهذه الكلمات للشاعر محمود البريكان تستقبلك اعمال وفعاليات مهرجان تركيب للفنون المعاصرة بدورته الرابعة في بغداد.
ضم المهرجان وعلى مدى ثلاثة ايام فعاليات متنوعة، بمشاركة فنانين عراقيين وأجانب، شملت عزفا موسيقيا، وافلاما قصيرة لشباب عراقيين، وعروض البالون من قبل فريق السلام العالمي العراقي، ومعارض للفنون المعاصرة
المنسق الاعلامي للمهرجان علي عامر المكدام تحدث عنه قائلا ” بما ان مهرجاننا اصبح تقليدا سنويا. هذه السنة ومن خلال الرابط الالكتروني في الفيس بوك وجهنا الدعوة للمشاركة من خلال ارسال الأفكار، وشرح الاعمال التي ترغب بالمشاركة.
وأضاف: من بين الاعمال المقدمة اخترنا (15) عملا، اضافة لاستضافتنا اعمالا عالمية مميزة للفنانين بيلي كوي من اسكتلندا، وراول فالش من المانيا.
اشترطنا بالأعمال العراقية المختارة ان تحاكي الواقع العراقي، وتتناول الازمات التي نمر بها ووضع الحلول امام الناظر، اعمال تدور في فلك الواقع العراقي. وللعلم فان (تركيب) يحتوي على جميع الفنون، الرسم، والنحت، والشعر، والسرد، والموسيقى، والكتابة، والتصوير الفوتوغرافي، والرسم الحر، اضافة الى الفيديو والهندسة”.
التقينا بالفنان التشكيلي سلام موسى، ليحدثنا عن عمله الذي حمل عنوان ( ليكن نور)، تناول العمل قصة حقيقية جرت وقائعها في مدينة الموصل بعد سقوطها في ايدي عصابات داعش، وما فرضت على النساء من قيود قاسية كانت ضحيتها احدى راقصات الباليه، التي اضطرت لارتداء النقاب، لكنها بقيت تحلم بالحرية، فجاءت نهايتها مأساوية عندما ذهبت ضحية احدى الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي، على منطقة يحتلها داعش، ووجدت ميتة تحت الأنقاض.
استعمل سلام الفيديو آرت والفوتوغراف، واستعان براقصة الباليه اساور، الطالبة في مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد.
اما تبارك الاطرقجي وزميلها احمد اسعد، فقد اشتركا في عمل واحد اسمياه (بغداد بين فرشاة الرسم وعدسة الكاميرا ) وتحدثا عنه: ” آخر ثلاث سنوات عدت بغداد من اسوأ العواصم، نحن اردنا ان نعكس للعراقيين والعالم ان بغداد مدينة السلام، نحيا بها وتحيا بنا، وما دمنا نعمل ونرسم ونغني ونبني ونقيم المهرجانات، اذا فبغداد حية كما نحن احياء.
وتابعا القول: عالجنا الموضوع عن طريق فيديو آرت ورسمنا في ست مناطق من بغداد، ترافقنا فتاة موديل لنؤكد فكرتنا”.
اما زيد سعد فتناول في عرضه مسألة زواج القاصرات والذي اسماه (اللعبة) وحاول تجسيد حالة من الواقع من خلال صبية تلبس ملابس الزفاف، تتحرك في مكان محدد، تحمل لعبة هي ابنتها، ولقلة ادراكها لا تفرق بين اللعبة والابنة، وبعد ان تهدهد طفلتها وتنيمها، تعود الام طفلة وتلعب بالألعاب المتنوعة، وبالتالي تصبح الطفلة امتدادا لحالة الام.
في ركن آخر تقف جمانة جابر رضا، خريجة علوم سياسية بمشاركتها الرابعة، بين مفردات عملها المعنون (تقاليد)، والذي نفذته بأسلوب الكولاج بين الفوتوغراف، والخامات التشكيلية، تقول: “باعتقادي، التقاليد قشور، مجرد قشور، انا خائفة جدا، احاول ان اوصل فكرة، اعرضها واترك التفسير للآخرين ليدلو بآرائهم، انا احب الرسم والغناء، متواصلة مع (تركيب) لتوفر الارضية الملائمة لطرح وانتاج اعمالي.
استوقفتنا أيضا اعمال مهند طه وعنوان عمله (الروتين)، وحسين مطر، طالب هندسة مدنية وعمله عن بغداد أيضا، واكرم عصام والذي يعد من اقدم المشاركين في مهرجانات تركيب، وعمله (اسئلة )، وحسام محمد وعمله (الفوارق الطبقية)، وكذلك (انعكاس) لأمين مقداد سالم، وعلى سطح المبنى انسابت موسيقى جميلة لكمان الاخوين شيروان وجوان محمد ضياء، اللذين قدما معزوفات لشوبان، وماسان، واغان شعبية معروفة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة