بقلم كايثلين هنزي
و كريستي بارسون *
تظهر استطلاعات الرأي ان الاغلبية بين الديمقراطيين و الجمهوريين تساند تكتيكات الرئيس اوباما فيما يخص الدولة الاسلامية, و بصرف النظر عن دعمهم لخططه حول كيفية محاربة الدولة الاسلامية و ما اذا كانت ستنجح فعلا ان لا.
لكن الشكوك بخصوص اوباما انما تعكس صورة قاتمة لاشهر من تناقص الثقة الشعبية بالرئيس, لاسيما ما يخص الشؤون الخارجية للبلاد.
على ما يبدو, فأن مستشاري الرئيس اوباما تمكنوا من اقناع الشعب الاميركي بأن مليشيات الدولة الاسلامية التي تعيث فسادا في العراق و سوريا انما تمثل تهديدا للولايات المتحدة. و لسوف يحاول هؤلاء هذا الاسبوع اثبات مقدرة الرئيس على مواجهة هذا التنظيم الارهابي.
فعبر رسم خطط لاستخدام سلاح الجو الاميركي و معه الشركاء الدوليون و المحاربون بالوكالة بغية تدمير تنظيم القاعدة و فروعه, يبدو ان اوباما وصل الى لحظة فارقة في ندرتها حينما تلقى تأييدا من كلا الحزبين على ذلك. و في هذا السياق, اظهرت استطلاعات الرأي التي اجريت هذا الاسبوع ان اغلبية معتبرة من كلا الحزبين الديمقراطي و الجمهوري تؤيد و تدعم تكتيكات اوباما.
لكن هذا الدعم لم يترجم بشكل فوري الى مواقف سياسية مباشرة للرئيس او موجة دفع تضم نوابا و شيوخا من الكونغرس. فضمن احد الاستطلاعات, قال معظم الاميركيين ان لا ثقة لهم بنجاح الخطة, الا انهم اضافوا ان ذلك لا يغير من رأيهم ازاء اوباما. و لا شك ان هذه الشكوك انما تعكس اشهرا من ترنح ثقة الرأي العام بالرئيس, لاسيما حينما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية. كما ان صيفا من الازمات في اوكرانيا و قطاع غزة و سوريا و العراق انما تسببت كلها بتدني مستويات التأييد الشعبي للرئيس الى ادنى ارقامها في بعض الحالات. فضلا عن ذلك, فأن كلا من الاصدقاء و الخصوم كانوا منتقدين للرئيس على ما بدا انه تردد و ضعف من جانبه في الاستجابة للتحديات و المشكلات الدولية. و لنا ان نذكر ان الديمقراطيين الذين استمروا بالحركة في مسارات ثابتة و مترابطة انما عمدوا لأبقاء انفسهم على مسافة آمنة من هذا الكلام.
تبدو الشكوك واضحة في مجلس الشيوخ حيث تشابكت و اختلفت مواقف المشرعين يوم الاثنين الماضي حول كيفية دعم استراتيجية قدمها الرئيس و يقولون انهم لا يثقون بها. في هذه الاثناء, سعى مسؤولو الادارة الاميركية الى اقناع الزعماء الاجانب بالذهاب بكلّيتهم. فضمن مؤتمر عقد في باريس يوم الاثنين الماضي, اتفق اللاعبون الرئيسيون بمن فيهم السعودية و قطر و لبنان و دولة الامارات و تركيا, اتفقوا جميعا على دعم الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية, و بكل الوسائل الضرورية بما في ذلك الدعم العسكري المناسب, حسب ما خرج به البيان الختامي للمؤتمر. لكن هذا البيان لم يشر الى ما يتعلق بالقتال الدائر في سوريا التي تعد المعقل القوي لوجود التنظيم الارهابي.
من جانبهم, اعلن مسؤولو وزارة الدفاع الاميركية يوم الاثنين الماضي ان الولايات المتحدة قررت توسيع مدى و نطاق طلعاتها الجوية القتالية من جانبها, حيث تم ذلك عبر شنها لغارة جوية ضد موقع تابع للتنظيم الارهابي جنوبي غرب بغداد, ضمن منطقة كانت القوات العراقية تحارب فيها ضد مقاتلي التنظيم. وكانت تلك تمثل الضربة الاولى التي تنفذها الولايات المتحدة ضمن المهمة المتوسعة التي اعلن عنها اوباما الاسبوع الماضي بغية مساعدة القوات العراقية لشن هجمات قوية و جريئة ضد مقاتلي التنظيم الارهابي.
و على الجبهة الدبلوماسية, خطط البيت الابيض لاسبوع من الاحداث التي يمكن ان تصقل صورة الرئيس كقائد اعلى للقوات المسلحة و تبرهن عن رغبته باستخدام القوة العسكرية.
و كان من المزمع لأوباما ان يزور الاربعاء مقر القيادة المركزية الاميركية في فلوريدا بغية الاجتماع بالمخططين العسكريين الذين بدأوا للتو بتوسيع وتيرة الخطط و العمليات و الهجمات العسكرية في العراق و سوريا. و لسوف تركز هذه الزيارة على كيفية ادارة و قيادة التحالف الناشئ, حسب تأكيدات مسؤولين مطلعين. كما ان من المتوقع ان يلقي الرئيس خطابا امام جنود القاعدة.
و قد اعلن مسؤولون في الادارة ان هنالك عملا كثيرا لابد من القيام به بغية بناء الثقة في الكابيتول هيل. في سياق متصل, كشف الزعماء الجمهوريون في مجلس الشيوخ يوم الاثنين الماضي عن مقترح بديل لطلب البيت الابيض تسليح و تجهيز مقاتلي المعارضة السورية المناوئين للرئيس بشار الاسد كي يتمكن هؤلاء من محاربة تنظيم داعش الارهابي. وفي هذا السياق, فقد اضاف المقترح المعدل جرعة قوية من الاشراف الذي يقوم به مجلس الشيوخ في محاولة لتليين الجمهوريين الذين ابدوا فتورا ازاء الخطط الرامية للحمل على الدولة الاسلامية, رغم قلقهم من اعطاء الرئيس الدعم.
و حسب المقترح المعدل, يطالب المقترحون ان تقوم وزارة الدفاع الاميركية بعرض الخطط الرامية لدعم و تسليح المعارضة السورية على مجلس الشيوخ, و قبل 15 يوما على الاقل من تطبيقها و تقديم الدعم بموجبها, فضلا عن اطلاع المشرعين بشكل دوري كل 90 يوما كي يتمكن هؤلاء من تحقيق قناعة بنجاح الخطط من عدمه. و يمكن للتصويت على هذا الموضوع ان يحصل يوم الاربعاء ربما.
يأتي الدعم الجمهوري المشروط لاستراتيجية الرئيس اوباما بشكل متسق مع نتائج استطلاعات الرأي العام بخصوص هذه الاستراتيجية. و في هذا السياق, فأن 6 من كل 10 ديمقراطيين و معهم نسبة اكبر قليلا من الجمهوريين قالوا انهم يدعمون خطة اوباما, و حسب ما خلص اليه استطلاع اجراه مركز بيو للابحاث و اعلن عن نتائجه يوم الاثنين الماضي.
* ترجمة الهادر المعموري عن جريدة لوس انجلوس تايمز