يربط بين ضفتي شط العرب في البصرة
اثير ناجي*
جسر الفيحاء (خالد بن الوليد)سابقاً يعد من الجسور المهمة في محافظة البصرة كونه يشكل ممراً للتجارة بين العراق والدول المجاورة من الجهة الشرقية ويسهم في تنشيط الحركة السياحية لدى استقبال الزائرين القادمين من جمهورية إيران الإسلامية فضلاً عن أهميته بالنسبة لأهالي قضاء شط العرب كونه يربط القضاء بمركز المدينة ويتميز بتقنية عالية لتحمل الاحمال العالية كونه مصمماً على أساس رافدة كونكريتية صندوقية مسبقة الصب والجهد وبصورة مستمرة وهذه التقنية المستعملة نفذت من قبل شركة ألمانية.
تعرض هذا الجسر الى القصف من قبل قوات التحالف عام 1991 واصابه ضررً كبيرً حال دون صيانته طوال هذه الفترة لتعقيد التكنولوجيا المنفذة في انشائه اضافة الى تعذر الشركة المنفذة في اجراء الصيانة وتراجع كبريات الشركات عن الخوض في عملية اعادة التأهيل لصعوبة العملية .
منذ ذلك الحين اخذت الشركة العامة للتصميم والانشاء الصناعي على عاتقها عملية اعادة التأهيل بتحد كبير حيث تم اجتياز المراحل الحرجة والمعوقات التي واجهت العمل في بدايته ولم يبق الا الجزء القليل حيث تجاوزت نسبة الانجاز 86%.
وفي حديث مع الخبير المهندس سامي مصطفى الحسني مدير المشروع قال لقد حصلت قناعة الجميع بقدرة شركتنا على انجاز المشروع بعد الاطلاع على الامكانيات التي وفرتها وما انجز من عمل لغاية الان حيث عكفت الشركة بجميع دوائرها وحسب الاختصاص ومن خلال غرفة عمليات شكلت لدراسة الجسر وإجراء المسوحات الدقيقة وتحديد الإضرار وخطة معالجتها من خلال قسم التصاميم في مقر الشركة بالاستعانة باستشاري عراقي متمكن اظهرت خطة العمل الحاجة الى الاستعانة بخبرات اجنبية ومعدات خاصة تم تصنيعها خارج البلد وحسب طبيعة كل ضرر وقد تحقق ذلك بحسابات دقيقة وممنهجة برغم كل الصعوبات والمعوقات التي مرت بها مراحل تهيئة المواد والمعدات التخصصية .
واشار الحسيني الى ان مبلغ العقد لعملية تأهيل الجسر يتجاوز ال(16)مليار دينار بمدة تعاقدية امدها 300 يوم مضاف اليها مدة 296يوما ، مبيناً انه تم تعديل العقد الاصلي لتنفيذ اعمال اضافية لعدم ذكرها في فقراته حيث تم الاتفاق مع مديرية طرق وجسور البصرة والهيئة العامة للطرق والجسور ووزارة الاعمار والاسكان والجهات العليا للموافقة على تلك الاعمال الاضافية المهمة والبالغة كلفتها (6) مليارات و300 مليون و19 الف دينار وبمدة تنفيذ امدها 850 يوما.
وعن الاعمال الفنية للجسر ذَكَرَ الحسني بأن جسر الفيحاء المنجز من قبل شركة المانية في عام 1977 هو من الجسور الفريدة من نوعه في الشرق الاوسط حيث يتكون الجسر من روافد صندوقية مستمرة مسبقة الصب والجهد بطول عام للجسر يبلغ 1400م فيما يبلغ الجزء المتضرر منه 430م مبيناً ان جزءا كبيرا من الجسر كان غير مستقرً في مكانه (مائل بزاوية) مما ادى الى سحب هذا الجزء وتثبيته بنجاح بتقنية ومواصفات منفردة عالمياً فضلاً عن ذلك فأن اجزاء منه متحطمة وغارقة في النهر حيث كانت من اولى مهامنا سحب هذا الحطام من قعر النهر والمباشرة بإعادة صب هذه الاجزاء والبالغ عددها 11 مقطعاً وسحبها في فضاء الجسر على منزلقات ورافعات خاصة انشئت لهذا الغرض ، مؤكداً ان هذه العمليات في غاية الصعوبة فضلاً عن انها فريدة من نوعها لإنجاز هذا العمل بالدقة المطلوبة وبهذه المواصفات.
• اعلام الصناعة