نتحدث عن “رأس” السنة فإن الأمر يختلف تماماً عمّا لو أردنا الحديث عن رأس غليص مثلاً أو رأس الملك سنطروق أو رأس المواطن أو رأس السلطة أو رأس الرجاء الصالح.. مع علمنا جيداً أن تاريخ المنطقة وعبر قرون من الزمن الى يومنا هذا.. حافل بعشاق قطف الرؤوس البشرية في الأعياد والأفراح والأتراح !
تنشغل مدن العالم في نهاية كل عام وبالذات في الليلة التي تسبق بداية العام الميلادي الجديد أو مايطلق عليه ليلة “رأس السنة” تنشغل باحتفالات صاخبة تمتد الى ساعات فجر اليوم التالي، وبعيداً عن الطقوس الدينية التقليدية المتبعة في هذه المناسبة فإن الكثير من الجمهور في أنحاء العالم بتعدد أعراقهم واختلاف دياناتهم يحيون هذه المناسبة وفق قاعدة المثل الذي يقول حشر ورقص وغناء مع الناس عيد!!
والسؤال الأزلي الذي يردده بعض الفضوليين في مناسبات أعياد الميلاد وهو: لماذا يحتفل الناس بتوديع عام مضى وانتهى وغادرنا؟ هل لأنهم أضاعوا او فقدوا عاماً من عمرهم ؟ أم لأنهم يظنون خيراً بالعام الجديد.. تطبيقا للقول المأثور “تفاءلوا بالخير تجدوه” !
هناك من يبرر الاحتفالات من حزب “القوم الفرحين” بالقول: إن الإنسان بطبيعته يميل الى التفاؤل في الحياة عسى أن يكون القادم الجديد أفضل حالاً مما سبق وكما هو الحال عندما يستبشر الناس خيراً بالمولود الجديد ذكراً كان أم أنثى !
يُقال إن الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب كان يرفض الاحتفال بعيد ميلاده بدعوى أن على الإنسان أن يحزن لأنه يخسر عاماً من رصيده في الحياة !
من المؤكد أن الكثير من “الحشريين” لا يعرفون لماذا يحتفلون.. هل لأنهم تواقون للفرح والأعياد أم أنها وسيلة للهروب من المشكلات والمآسي التي تحيط بهم من كل حدب وصوب تضامناً مع ما قاله وغنّاه العندليب الأسمر “ضحك ولعب وجد وحب”!
ومن العادات الطريفة التي تمارسها بعض شعوب دول العالم في أحتفالات العام الجديد نتوقف عند بعض منها ، حيث يرتدي الفنزويليون الملابس الداخلية الصفر في ليلة رأس السنة فهي باعتقادهم تجلب الحظ !
أما في تشيلي .. فيمضي المحتفلون ليلتهم في المقابر لمؤانسة الأموات الراحلين !
أما في أيطاليا فإن “طبق العدس” يكون أساسياً بالنسبة للإيطاليين فهي بحسب أعتقادهم تجلب الرزق !
أما في بيرو .. فتشهد الاحياء السكنية نزلات مفتوحة بالملاكمة بين الجيران ، وذلك لحل المشكلات العالقة وتصفيات حسابات الخلافات السابقة فيما بينهم قبل حلول العام الجديد !
ويبدو أن أفضل حل للمشكلات العالقة بين السياسيين عندنا هو .. خوض نزلات مفتوحة بالملاكمة فيما بينهم على غرار العادات في بيرو وبحضور جماهيري والعمل على حسم نتائجها قبل حلول العام الجديد ..!
•ضوء
هل أينعت رؤوس “الشياطين” وحان وقت قطافها..؟
عاصم جهاد