نينوى ـ خدر خلات:
يحتفل الإيزيديون في العراق والعالم بعيد الصيام الذي يبدأ اليوم الثلاثاء وينتهي يوم الجمعة المقبل، وسط مطالبات بإنقاذ أكثر من 3000 من مختطفيهم الذين فقد معظمهم منذ نحو أربع سنوات بعد اجتياح عصابات داعش الإرهابية لمعقلهم الرئيس في العراق في قضاء سنجار.
وقال الإعلامي الإيزيدي نصر حاجي الدوملي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “الايزيديين يحتفلون في مثل هذه الأيام من كل عام بعيد الصيام (صوم إيزي)، إذ أن عامة الناس يصومون 3 أيام والتي تكون دائما أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، في حين يكون يوم الجمعة عيدا، ويشمل هذا العيد جميع مناطق الايزيديين في العراق وإقليم كردستان وأيضا في أرمينيا وجورجيا فضلا عن الإيزيديين القاطنين في المهجر والذين عددهم يتجاوز الـ 100 ألف مغترب ومهجر”.
واضاف “عيد الصيام به عدة تقاليد وممارسات طقسية توارثناها عن ابائنا، فهنالك اضحية يقوم ميسورو الحال بذبحها، وبعضهم يوزع اللحم مجانا للفقراء والمعوزين، وهنالك تكاتف اجتماعي كبير بين الايزيديين قبل وخلال ايام عيد الصيام، كما ان الاسر الايزيدية تحرص على شراء الملابس الجديدة لاغلب او لجميع افرادها، فضلا عن مراسيم دينية اخرى”.
ويرى الدوملي ان “عيد الصيام الايزيدي او بالاحرى جميع اعيادنا فقدت جزءا كبيرا من بهجتها وطعمها، منذ اكثر من 4 سنوات ونصف السنة، بعد اجتياح عصابات داعش الارهابية لمناطقنا وخاصة في سنجار، حيث تم قتل وخطف وسبي الالاف من اهلنا، فضلا عن الدمار الهائل الذي حاق بمناطقنا، يضاف لذلك ان نحو 75% من الايزيديين ما زالوا يعيشون في مخيمات النزوح البائسة منذ صيف عام 2014 ولحد الان في محافظة دهوك”.
وتابع “نناشد الجهات المختصة وخاصة الاجهزة الامنية الى بذل اقصى جهودهم لانقاذ 3083 ايزيديا من الاطفال والنساء والرجال الذين لحد يومنا هذا لا نعرف اي شيء عنهم بعدما وقعوا بيد عصابات داعش الارهابية ومن ساندهم من الخونة من جيران الايزيديين”.
وبحسب احدث احصائية صدرت عن المديرية العامة لشؤون الإيزيديين في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان فان “عدد الايزيديين في العراق نحو 550,000 نسمة”، مشيرة الى ان “عدد النازحين من جراء غزوة داعش بلغ نحو 360,000 نازح”.
واشارت الى ان “عدد القتلى في الايام الاولى من الغزوة بلغ 1293 إيزيديا، و ان “عدد الايتام التي افرزتها الغزوة كالاتي، “الايتام من الاب 1759، والايتام من الام 407، والايتام من الوالدين 359، والاطفال الذين والداهم بيد داعش قرابة 220 طفلا، وان المجموع الكلي للايتام 2745، بينما عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 71 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية”.
وأوضحت الاحصائية ان “عدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش بلغت 68 مزاراً، فيما بلغ عدد الذين هاجروا الى خارج البلد بنحو (100.000)”، بينما “عدد المختطفين بلغ 6417 مختطفاً 3548 من الاناث، و2869 من الذكور”.
اما فيما يخص أعداد الناجيات والناجين من قبضة داعش فهي (المجموع: 3334 عدد الاناث منهم 1159، وعدد الرجال 337، والأطفال الإناث 962 طفلة، والأطفال الذكور 876 طفلا)، اما عن عدد الباقين بيد داعش فيبلغ 3083، بضمنهم 1427 من النساء والاطفال الاناث، و 1656 من الرجال والاطفال الذكور”.
واختتمت المديرية بيانها بالقول ان “هذه الاحصائية وفق اخر تحديث في الـ29 من تشرين الثاني الحالي”.
ويقع صوم (ايزي) لهذا العام للفترة من 11ـ 13/ كانون أول/ديسمبر حسب التقويم الغربي، وسيكون يوم الجمعة المقبل يوم عيد.
وبحسب مصادر ايزيدية مطلعة فان يوم الاثنين الذي يسبق الصوم، يمكن تسميته بيوم الذبائح، حيث عادة ما يقوم الإيزيديون بذبح نذورهم من المواشي أو الطيور كالدجاج وغيرها، فيما يقوم اخرون بشراء اللحوم لاستخدامها في السحور أو الفطور طوال أيام الصيام وأيضا يوم العيد.
ويقول كريم سليمان عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى أن جميع الإيزيدية سيبدأون صيامهم اعتبارا من ليلة الاثنين فيما يسمى بصوم (ايزي)، مبينا انه “هناك علاقة بين عيد صوم (ايزي) والتقاليد الزراعية للشعوب القديمة والانقلاب الشتوي الذي سيبدأ بعد بضعة أيام وفق التقويم الشرقي الذي يعتمده الايزيديون”.
وتابع بالقول أن “جميع الإيزيديين في كل اصقاع المعمورة سيصومون بتوقيت واحد، مع وجود خلاف بسيط بين إيزيدية الشيخان (40كم شمالي الموصل) و إيزيدية سنجار (124كم غربي الموصل)”.
وبحسب باحثين تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة لان جميع نصوصها الدينية تتلى باللغة الكردية في مناسباتهم وطقوسهم الدينية.
وبحسب إحصائيات غير رسمية، يقدر عدد الإيزيدية بنحو نصف مليون نسمة في العراق، غالبيتهم يقطن في محافظتي نينوى ودهوك. فضلا عن وجود أعداد غير معروفة في سوريا وتركيا وجورجيا وأرمينيا، وأعداد أخرى من المغتربين في دول أوربية أبرزها ألمانيا.