لا للتعطيل في الأول من المحرّم

-1-
لشهر محرم الحرام مكانته المتميزة في الشهور ذلك انه هو أول الأشهر الحُرُم التي حرّم فيها القتال حتى في الجاهلية ..

-2-
وقد شاع خطأً انه هو اليوم الأول من الهجرة النبوية الشريفة من مكة الى المدينة المنورة
انّ الهجرة النبوية الشريفة كانت في شهر ربيع الاول ولم تكن في المحرم يقينا، وكل الكتب والمدونات التاريخية تجمع على ذلك بلا خلاف

-3-
والسؤال الآن :
لماذا اعتبر الاول من المحرم ( عيداً) ؟
ووصف بأنه ( رأس السنة الهجرية) ؟
وأين هي اهتمامات معظم أبناء الامة الاسلامية بالتقويم الهجري على مدار السنة ؟
انه تاريخ مهمل في الغالب ، اللهم الا ما تعلق بفريضة الصوم في شهر رمضان والحج في شهر ذي الحجة .
فالخلفية الحقيقية لجعل الاول من المحرم عيداً وعطلة رسمية في البلدان العربية والاسلامية هي خلفية أموّية ، أرادت التعتيم على أنَّ اليوم الاول من المحرم هو اليوم الاول من ايام حربها الضروس على سيد شباب اهل الجنة الامام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) الذي أبى أنْ يُبايع الظالمين وان يهادنهم، ورفع شعار العزة والكرامة فقال :
(هيهات منّا الذلة)
نعم ان الحسين (ع) مدرسة كبرى تُلهم الأجيال جيلاً بعد جيل معاني الحرية والكرامة الانسانية والدفاع عن المظلومين والمستضعفين .
وتُوظّفُ كلّ الطاقات في معركتها الكبرى ضد الانحراف والزيغ والظلم
انّ التضحيات الغُرّ الجِسام التي قدّمها الامام أبو عبد الله الحسين عليه السلام لم تدّخر حتى الطفل الرضيع، ولم تَعْفِ نساء أهل البيت عليهم السلام من المشاركة في النهضة .
ومن هنا فقد كان للحوراء زينب ( عليها السلام) دورها القيادي والريادي في مواصلة الأشواط ضمن المنهج الحسيني المرسوم .
انّ الامة التي ترتبط بالحسين لن تهزم .
قد تخسر معركة عسكرية ولكنها تنتصر، بالفكر على الدم،وبالفضيلة على الرذيلة .
لقد زلزل دم الحسين كل الجبّارين والطغاة وليس العرش الاموي وحده

-4-

ان ّالاهتمام بالمجالس الحسينية انما هو تعبير عما للحسين (عليه السلام) في ضمائرنا من حب ومكانة .
وقد روي في الحديث النبوي الشريف :
” انّ لقتل الحسين في قلوب المؤمنين حرارةً لا تبرد أبداً )
كيف لا والرسول (ص) هو القائل:
{ حسينٌ مني وأنا من حسين }

-5-
اننا كلما اقتربنا من الحسين ونهجه اقتربنا من جدّه (المصطفى) وأبيه (المرتضى) وأمّه الزهراء البتول فاطمة سيد نساء العالمين .
ونحن اذ نقيم المآتم لسيد الشهداء نواسيهم في هذه المصيبة العظمى والرزية الكبرى ولكنّ الحسين عليه السلام ليس فاجعةً مروّعة صبغت الكون باللون القاني فحسب بل انه ينابيع العطاء الرساليّ في التمسك بأهداب الدين والاخلاق والقيم المقدسة والتفاعل مع آلام الانسانية ومحنهاوالتضحية من أجلها بالنفس والنفيس .

-6-

ان الفرزدق أخبر الامام الحسين (ع) بان الناس في الكوفة ( قلوبهم معك وسيوفهم عليك )
والحسينيُّ الحقيقيُّ هو الذي يكون مع الحسين بقلبه ومواقفه وسلوكه وفي جميع مساراته ثابتا على الخط بعيداً عن التذبذب والتململ والانحراف وليس من يدعي حبه القلبيّ فقط .
نسأله تعالى ان يكتبنا واياكم في ديوان محبي الحسين (عليه السلام) وأنصاره .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة