سها الشيخلي
ذكرت الأنباء أن رئيس الوزراء الموريتاني الجديد، يحيى ولد حدمين، شكل حكومته التي تضم 27 عضوا، بينهم 9 أعضاء جدد منهم امرأتان ، وفي عراق الحضارة والتمدن لم نشاهد سوى وزيرة واحدة لوزارة مستحدثة ومن دون حقيبة هي وزارة المرأة ، وبقيت تلك الوزيرة جاثمة على صدور النساء طيلة اربع سنوات لم تقدم في كل تلك الفترة غير الفتاوى التي لا علاقة لها بتطوير واقع المرأة والحد من معاناتها مع العلم ان عدد النساءالارامل في العراق تجاوزالثمانية ملايين امرأة وعدد الاطفال المشردين واليتامى بلغ 7 ملايين طفل .
واعود الى خبر موريتانيا واقول ان العصر الذي نعيشه الان يتوجب من كل الحكومات ان تولي الاهتمام الكبير للمرأة لانها لم تعد تلك المخلوقة التي تستعبد وتمارس ضدها كل اشكال التمييز لكونها خلقت للبيت وحده ، المرأة في القرن الواحد والعشرين هي ليست المرأة في القرون الوسطى حيث النظر اليها بدونية ، المرأة اليوم اثبتت جدارتها في اشغال اكبر المناصب في الدولة وبنجاح قد يفوق نجاح اخيها الر جل ، والمرأة في كل الحكومات تشغل مناصب سيادية ، والدليل على ذلك تواجد وزيرتين في الشقيقة موريتانيا ، وكذلك حدث في مصر في الوقت الذي استوزرت في العراق قبل اكثر من نصف قرن وزيرة استطاعت ان تثبت جدارتها وبقوة وهي المرحومة الدكتورة نزيهة الدليمي وهي من اسرة كريمة وتتصف بالخبرة والكفاءة العاليتين ، امر مفرح ان نجد نحن النساء ان شقيقات لنا في موريتانيا قد تم اختيارهن كوزيرات ، ويحدونا الامل ان نرى قريبا في وزارتنا الجديدة وزيرات عراقيات ينتشلن حال الوزارة التي تسلمنها ويعملن بكل ما عرفت به المرأة العراقية من حرص وتفان في اعادة الحياة لبعض الوزارات التي نخرها الفساد الاداري والمالي وعشش في مناصبها موظفون غير اكفاء ، وان كنا قد افرحنا ما تناقلته الانباء من ان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي قد ذكر انه سوف لن يختار الا الوزير الكفوء والنزيه وهو امر يسعد جميع العراقيين الذين اتعبتهم مناصب جاءت بعد تطبيق مبدأ المحاصصة .
ونتمنى على رئيس الوزراء الجديد ان لا يهمل كفاءة وخبرة المرأة العراقية وان يختار النساء اللواتي يجد فيهن المواصفات الحقيقية لتولي الوزارة ، لا مجرد تحصيل حاصل وارضاء الكتلة الفلانية على حساب معاناة المرأة ، نريد امرأة على قدر كبير من الخبرة والدراية لشؤون المرأة وهذا مطلب كل النساء في العراق .