في الاعوام 2006 – 2007 دارت حرب مجنونة وبلهاء بين الشيعة والسنة لأسباب لا يمكن أن تكون مبرراً للقتل والدم الذي ملأ عيون العراقيين لبشاعة المنظر تارة، ولقسوة الدموع التي ذرفت من قبل أهالي المغدورين والعراقيين الوطنيين تارة أخرى.
إستغل الكثير من اللصوص والمجرمين تلك الفوضى كي يمارسوا إجرامهم من دون خوف من حساب، أو عقاب، فلا قانوناً مدنياً، ولا حتى قانوناً عشائرياً كان يمكن أن يُقاضى به، فقد علقت كل الجرائم وقتذاك على شماعة الحرب الطائفية.
فبعد كل جريمة قتل لا نجد أحد يسأل السؤال التقليدي في مثل تلك الجرائم فيما إن كان لديه اعداء! بل كان السؤال الوحيد الذي يُطرح هو “من أي طائفة؟” فان كان شيعياً فهذا يعني إن القاتل سني، والعكس صحيح.
اليوم وفي زمن الفوضى اللا منتهي على ما يبدو، هنالك شيعي وهنالك سني يراقبون الاحداث بتلصص، ويتحينون الفرصة كي ينالوا من عدو لهم، والعداء ليس بسبب الطائفة التي ينتمي اليها الاخر هذه المرة، بل أنه عداء شخصي، وثأر لسبب ما! لكنه يعلم إن من يُقتل الان سيحاسبه القانون العشائري قبل المدني على فعلته. لذا فهو يترقب العصا السحرية التي يمكن أن تقع على جمرة الفتنة وتثير نارها ثم يقوم بإرتكاب جريمته التي ستضيع مثل ما ضاع دم الكثيرين.
كلنا نعلم إن الضحايا كثر، ولا يمكن أن نطالب الاهل بنسيان الجرم بحق أبنائهم وأخوتهم، لكننا نطالبهم بأن يرموا بكل العصي بعيداً عن تلك الجمرة الخبيثة التي يمكن أن تتحول إلى نار مرة أخرى وتحرق كل أخضر على قلّته من دون أمل بإحيائه مرة أخرى. حينها لن يبقى عراقي حياً، الكل سيموت أما جسداً أو روحاً، ونتحول جميعاً إلى موتى ومسوخ.
فإن كنتم ما زلتم أحياء فحافظوا على حياتكم وحياة من حولكم. فكروا وتذكروا أن الحرب التي إشتعلت يوماً ما في العراق لم تضر سياسياً واحداً، لكنها أضرت بنا كشعب، وأصبحنا عبيداً لأفكار متخلفة، وعبيداً لروح التوجس من الآخر، وبتنا لا نريد من الدنيا إلا النَفَس أو الهرب من هذه الارض التي كانت تسمى يوماً أرض السواد فلا تجعلوها بأيديكم أرض الدماء.
أحلام يوسف