للمرة الرابعة توالياً.. والثلاثين في تأريخه
مدريد ـ وكالات:
إحتفل آلاف عشاق نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم في شوارع كاتالونيا بالفوز بثنائية الدوري والكاس المحليين مع غصة الخروج من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام روما الإيطالي.
وكما جرت العادة أعد النادي الكاتالوني الإثنين حافلة مكشوفة مرت بين المشجعين الذين إرتدوا قمصانا باللونين الأزرق والقرمزي وصفقوا طويلا، في حين كان الأرجنتيني ليونيل ميسي والإسباني أندريس إنييستا والآخرون يحيون الحشود ويلتقطون الصور ويغنون «أبطال، أبطال».
وكان برشلونة أحرز لقب كأس ملك اسبانيا بفوزه على اشبيلية 5-صفر واتبع انجازه الأول بالفوز بالدوري بعد تغلبه على مضيفه ديبورتيفو لاكورونيا 4-2 في المرحلة الرابعة والثلاثية بفضل ثلاثية لنجمه ميسي، محققا ثنائية الدوري والكأس في موسم واحد للمرة الثامنة فقط في تاريخه.
وبرغم الإنجاز الجديد للنادي الكاتالوني إلا أن العرض التقليدي في وسط شوارع برشلونة كان اقل متابعة وإثارة من المعتاد. ويمكن ربط الاسباب إلى أن الحفل أقيم عشية الأول من آيار/مايو مع رحيل العديد من سكان برشلونة، ومن ناحية أخرى بسبب الحزن الذي خيم على كاتالونيا إثر الخروج الأليم أمام روما في دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة ايابا صفر-3 على الرغم من الفوز 4-1 ذهابا.
وقال أحد مشجعي برشلونة أنريك فيلالتا، البالغ من العمر 57 عاما، والذي جاء مع ولديه «إنه موسم غير مكتمل، ويمكن أن نقول أن لقبين لا يكفيان».
وتابع «كأس الملك ليست بالأمر المهم، والليغا جيدة. ولكن مسابقة دوري ابطال أوروبا هي من ترفع الحماس. يمكننا أن نخسر في الدور نصف النهائي او في النهائي ولكن ليس في ربع النهائي أمام فريق أقل قوة».
واعترف خافيير جيبيلو (37 عاما) الذي جاء أيضا مع ابنه «لقد اصبحنا متطلبين بعض الشيء. الخسارة أمام روما مؤلمة، ولكن في حال عليّ أن أمنحهم علامة (لفريق برشلونة)، فسأمنحهم علامة جيدة».
وبعد بداية غير مشجعة مع رحيل البرازيلي نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي ليصبح اغلى لاعب في العالم وخسارة مذلة امام ريال مدريد في كاس السوبر الإسبانية، فاز برشلونة بلقب «الليغا» بدون أن يتعرض لأي خسارة (26 فوزا مقابل 8 تعادلات)، كما أحرز اللقب للمرة السابعة في السنوات العشر الاخيرة، ورفع الكاس للمرة الرابعة على التوالي.
وأحرز برشلونة الأحد لقبه الخامس والعشرين في بطولة اسبانيا لكرة القدم قبل أربع مباريات من ختام الموسم، ليضمه الى لقب كأس ملك إسبانيا الذي توج به هذا الموسم للمرة الرابعة تواليا والثلاثين في تاريخه.. في ما يأتي عرض لثلاثة لاعبين ساهموا بشكل أساسي في لقب 2017-2018:
يتصدر النجم الأرجنتيني ترتيب الهدافين في «الليغا» برصيد 32 هدفا وساهم في قيادة فريقه الى الفوز خلال عدة مباريات لم يكن يستحق الخروج منها فائزا.
ولا يعتبر ميسي الملقب ب»البعوضة» وأفضل لاعب في العالم خمس مرات، آلة لتسجيل الأهداف فقط، بل تؤدي تمريراته وأسلوب لعبه دورا حاسما في الفوز. حامل الرقم 10 غالبا ما يلعب في مركز مختلف عما اعتاد عليه داخل المستطيل الأخضر، وشغل في العديد من الأحيان دور لاعب وسط وصانع ألعاب، وسجل أهدافا حاسمة منها ركلة حرة في مرمى أتلتيكو مدريد في آذار/مارس الماضي منحت فريقه الفوز 1-صفر، ما دفع مواطنه مدرب نادي العاصمة دييغو سيميوني للقول «إذا أخذنا ميسي وارتدى قميص أتلتيكو، كنا سنفوز بهذه المباراة 1-صفر».
وسيودع إنييستا الفريق الأحب على قلبه بعد 22 عاما من الوفاء على وقع تحقيقه ثنائية الدوري والكأس المحليين. دماغ الفريق على أرض الملعب ومجسد لهدوء في موسم أدار فيه المدرب إرنستو فالفيردي الدقائق التي أمضاها اللاعب البالغ 33 عاما بعناية فائقة للحفاظ عليه.
بعد هدفه في مرمى اشبيلية في نهائي كأس الملك (5-صفر)، قال عنه رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو «إنييستا يرمز إلى حقبة». مرة جديدة أثبت «الرسام» انه روح الفريق وسيفتقده الجميع بعد رحيله.
وغالبا ما اعتمد تألق برشلونة هذا الموسم على المرونة والانضباط الدفاعي بدلا من الهجوم الصاعق، وفي قلب المرمى وبين الخشبات الثلاث كان الألماني مارك-أندريه تير شتيغن.
برشلونة هو الفريق الذي تلقت شباكه ثاني أقل عدد من الأهداف في الدوري هذا الموسم (21 هدفا) خلف أتلتيكو (18)، ونجح الحارس في الحفاظ على نظافة شباكه خلال 18 مباراة من 34 خاضها في «الليغا».
وقدم تير شتيغن الذي لا يفتقد المهارة أيضا عندما تكون الكرة بين قدميه، موسما استثنائيا برز خلاله كأحد أفضل الحراس في العالم.