لعبة الموت

د. علي شمخي

ادارة الصراع والحرب فن وحكمة ودراية ولطالما حدثنا التاريخ عن قادة وقيادات تفردت وتميزت بحنكتها في ادارة دفة صراعاتها وحروبها مع الاعداء واوصلت اوطانها وشعوبها الى شواطيء الامان باقل التضحيات ..ومهما تحدث البعض عن الارادة والشجاعة والفداء والجود بالنفس وغير ذلك مما يعزز الوطنية لابد له في الوقت نفسه ايضا ان يتحدث عن المقدمات والنتائج والربح والخسارة وتقدير عواقب الامور واخراجها بافضل النهايات …!! وهناك في عالمنا العربي من لايدرك حركة التاريخ ولايستوعب الدروس ولايحسن قراءة مشاهد وفصول الصراع العربي الاسرائيلي منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم ..لقد امعن قادة وزعماء عرب في عنادهم وطيشهم في ادارة هذا الصراع وتسببوا في تعميق جراح العرب عامة والفلسطينيين خاصة بمواقفهم من القرارات التي اصدرتها الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي قبل قرار التقسيم عام 1945 وبعده وأسهموا في تراجع المواقف العربية على مدار سنوات هذا الصراع والتضحية بالمال والسلاح والرجال من دون حسابات دقيقة مما اوصلنا الى حال بات فيه العرب والفلسطينون يحلمون بموافقة اسرائيل ومن وراءها العالم على تثبيت حدود وطن فلسطيني مقطع الاوصال ومثخن بالجراح  يمتد حول شتات مدينة او مدينتين وبضع قرى زراعية ..ولم يكتفِ هؤلاء (الجهابذة ) من الزعماء العرب بذلك بل تركوا اليوم لنا داخل فلسطين  مجاميع جهادية سلفية لاتفقه من ادارة هذا الصراع شيئاً اقدمت على اختطاف القضية الفلسطينية والتحكم بمجرياتها والمتاجرة بها وجعلت سكان فلسطين اسرى لاهوائها واجتهاداتها …هؤلاء قاموا قبل ايام باختطاف ثلاثة فتيان اسرائيليين لاتتجاوز اعمارهم عشرين عاما في الضفة الغربية  تحت مظلة النضال الفلسطيني والمقاومة من دون تقدير عواقب هذا العمل ومن دون حساب نتائجه ليكون الثمن باهظاً ومميتاً من قبل كيان لطالما عرف بوحشيته في الرد انطلاقاً من الامكانيات العسكرية التي تمتلكها آلته الحربية ..ونريد ان نسأل هؤلاء الحمقى الذين اقدموا على اختطاف الفتيان الاسرائيليين هل تستحق هذه العملية مافعلته اسرائيل باعتقال اكثر من 400 شاب فلسطيني وزجهم في السجون الاسرائيليية …؟؟؟ هل من العقل والحكمة ان يسقط عشرات الشهداء والجرحى بصواريخ الطائرات الاسرائيلية وهي تشن غاراتها اليومية على مدن الضفة الغربية وغزة وان تتهدم عشرات المنازل .؟؟!! وسط صمت دولي مطبق لان اسرائيل بات لديها الحجة والمبرر لانتهاك هدنة السلام المؤقتة بينها وبين حماس ..!! متى يرعوي هؤلاء الذين لايهمهم التهام آلة الحرب الاسرائيلية لاراضي فلسطين وزحفها كل يوم وقضمها للمساحات وقتلها  لشباب واطفال فلسطين وتعميق صور الحزن في عالمنا العربي الذي تنبض قلوب شعوبه  وتخفق لكل شهيد يسقط هناك ..؟ ؟ ويبدو ان الجهاد على وفق منظور هذه المجاميع استحال الى وجوه ملثمة لانعرف هويتها تستعرض بطولاتها بالخطف والذبح وبث مقاطع (الفيديو) عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن بعدها فلتحترق الدنيا ومن فيها ..!!!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة