الموسم المسرحي يستقطب الشباب كُتاباً ومخرجين، الممثلين الرواد

وداد إبراهيم

بدأت إشراقات الموسم المسرحي الجديد تظهر على مسارح بغداد، وهو يلوح بنهضة مسرحية أضاء أنوارها الرواد والشباب من عشاق المسرح ومن الأكاديميين، لترتقي خشبة مسارحنا بعمالقته ورواده. حبذا لو كانت الأعمال تعيد لنا مجد “البستوكة”، و”النخلة والجيران”، و”المحطة”، و”بيت الطين”، و”الباب العالي”، وغيرها من الأعمال التي جذبت العائلة العراقية للدخول إلى المسارح لمشاهدة العروض التي تستمر لأشهر من دون توقف؛ لأنه يمثل المسرح العراقي المتكامل نصاً وإخراجاً وتمثيلاً.

لكن الموسم المسرحي الحالي استقطب جمهور النخبة ونجوم المسرح العراقي بأعمال، وإن كانت كلها تنتمي للمسرح التجريبي وتعرض ليوم واحد أو يومين، فيما عدا مسرحية “احوال وامثال ” التي تنتمي للمسرح الشعبي والتي عُرضت لأيام على مسرح المنصور في ساحة الاحتفالات. أما الأعمال الأخرى التي عُرضت على مسرحي الرشيد والوطني، فقد كانت تُعرض ليوم أو يومين فقط، وآخرها مسرحية “سيرك” التي قُدمت في باحة منتدى المسرح التجريبي مساء الاثنين ٢٨ تشرين الأول الماضي. وقدمت مسرحية “سيرك”، نصاً وإخراجاً، الفنان جواد الأسدي، وشارك فيها عدد من الفنانين، وهم د. شذى سالم، د. أحمد الشرجي، د. علاء قحطان، ومجموعة من طلبة معهد الفنون الجميلة.

تحدث مدير قسم المسارح في دائرة السينما والمسرح عن أهم ما يميز الموسم المسرحي عبر صفحته قائلاً: “ما يميز الموسم المسرحي لعام ٢٠٢٤ هو التنوع والجودة في الاختيار، ورغم تأخر انطلاق الموسم المسرحي لأسباب معينة فقد انطلقت العروض المسرحية تباعاً على مدار ثلاثة مسارح، المسرح الوطني، الرشيد، والمنصور، وكذلك منتدى المسرح، منذ منتصف الشهر التاسع ولمدة شهر”.

وأضاف عودة: “ورغم وجود بعض المعوقات والمشاكل التي واجهت العمل، منها على سبيل المثال عدم وجود تقنيات متكاملة في بعض المسارح، يضطر الفنيون والتقنيون لنقل تلك التقنيات بين المسارح، وهذا يعد جهداً مضاعفاً عليهم. ورغم عدم جاهزية بعض مسارح الدائرة، إلا أننا بقدرات ذاتية تم تهيئة المسارح وتأهيلها لاحتضان العروض المسرحية المشاركة. وقد بلغ عدد الأعمال المقدمة ٥٥ عملاً، تم اختيار ١٢ عملاً منها، قُدم منها سبعة عروض حالياً، وتم رفض بعض العروض.

وتابع عودة: “تم قبول عروض لمخرجين شباب ومفكرين جدد، لأنهم يمثلون النبض الجديد للمسرح، والدماء الجديدة فيه، والجودة هي التي تحتم علينا قبول أعمالهم، لذا يجب تبنيهم وتقديم يد العون لهم. ومنهم من قدّم عروضاً كبيرة ومهمة وشبه متكاملة، سيتم تقديمها ضمن الفرقة الوطنية للتمثيل على خشبة المسرح الوطني، والقسم الآخر سيعرض على منتدى المسرح”.

وأكد عودة، رغم تأخر صرف المستحقات المالية من قبل الوزارة الداعمة للدائرة لأسباب معينة، أن الروتين في المعاملات قد يؤخر الصرف، إلا أن الوزارة لا تبخل على دائرة السينما والمسرح ولا على الموسم المسرحي. وقال: “نعمل بجهود ذاتية وبكل تفانٍ لكي تبقى الفرقة الوطنية للتمثيل مستمرة بعملها دون توقف”.

المعروف أن الموسم المسرحي قد بدأ بالعرض المسرحي “قطار بصرة – لندن”، من تأليف وإخراج د. مناضل داود، وبطولة الفنان محمد هاشم، رضاب أحمد، وفاطمة فراس، على خشبة مسرح الرشيد في التاسع والعشرين من ايلول الماضي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة