سوف لن نتناول الحديث عن فلم “أولاد الشوارع” الذي أنتج عام 1951 وهو من تأليف وتمثيل وإخراج الفنان الراحل يوسف وهبي، ولن نتناول هنا قصة أو أبطال الفلم أو قضية التمثيل السينمائي، ولن نقوم أيضاً بالتحليل السايكولوجي للمثل المصري الذي يقول “أولاد الحرام مخلّوش لأولاد الحلال حاجة”!
المسؤولية المهنية والوطنية تدعونا اليوم للوقوف والتصدي لظاهرة “أولاد الشوارع” من المحسوبين والطارئين الذين طفحت بهم “بالوعات وشبكات مجاري” صحافة اليوم “واتخذوا” الصحافة “سبيلاً للاسترزاق وهم “حفنة” من المحسوبين والانتهازين والطارئين على هذه المهنة الشريفة، يجيدون فن الشتائم والافتراء والتلفيق والكذب الذي يوجّهونه لمن لا يشبههم في الخُلق والطباع، وللذي لايرضخ لهم ولا لابتزازهم الرخيص !
في المقابل، فإن هذه “الشرذمة ” باستطاعتها تغيير خطابها ولغتها وانقلابها على عقبيها، بكيل المديح ومسح الأكتاف و”لعق” الأحذية لكل من يقوم برمي “الفتات” لهم ، يسدّ جزءاً من جوعهم العقلي والعقدي والنفسي!
هذه “الحفنة” التي تعتقد واهمةً بأنها تسيطر اليوم بذريعة حرية الصحافة والسلطة الرابعة على “مزاد الصحافة” والمساومات الرخيصة بفضل “الثقافة” المكتسبة من الشوارع الخلفية التي ترعرعوا فيها بعيداً عن تقاليد وعادات المجتمع الأصيلة !
ظاهرة خطيرة تجاوزت الخطوط الحمر وباتت تفتك بالقيم والمبادئ المهنية والوطنية وأخلاقيات الصحافة، في ظل غياب مريب للجهات المهنية والسلطات المعنية، التي تركت هذه الحفنة تعبث وترمي بنفاياتها وقذارتها لتلويث الصفحات الناصعة للصحف المحلية!
وهنا نتساءل…
ماذا سيكون ردُّ فعلك… لو تعرضت أو تلقيت إهانة أو سُباباً أو شتيمة أو تُهمة باطلة من فرد يُصنّف ضمن شريحة “أبناء الشوارع” أو يوصف بـ “ابن شوارع” كما يُردد باللهجة الشعبية الدارجة ؟
هل ستُلقمه بحجر أو بحذاء أبي القاسم الطنبوري على فمه وتُخرسه للنهاية..؟
أم تتركه لحال سبيله.. وفق مبدأ أن هؤلاء لا يستحقون الرد.. ليموتوا بغيظهم..!
أم تُهملهم.. ليُسلِّط عليهم رب العباد مَن هو على شاكلتهم ليُهينهم ويُلقنهم درساً بالطريقة التي اعتادوا عليه..؟
• ضوء
من المستحيل أن يلتقي الأصيل وأولاد الشوارع.. في طريق واحد !
عاصم جهاد