بعيداً عن السياسة

في الظروف الصعبة والخطيرة التي نعيشها ، هل يمكن الحديث أو الكتابة عن الصحافة والاوضاع الداخلية فقط ؟ نعم يمكن ولكن البعض يعد ذلك(بطرا) لأن الحفاظ على الحياة والامن العام والعائلي يأخذ الصدارة من أهتمامات الانسان والشعوب ولكن (النكد) الذي نواجهه منذ الصباح يدفع الانسان الى (التطاول) على الجهات المخططة والتنفيذية لآن الظروف الخدمية التي نعيشها يمكن أن تكون أنموذجاً عالمياً عن اللاأبالية وعدم الاهتمام بشكاوى المواطن وهمومه اليومية وبقاء حالات الاهمال على حالها حتى لو ملأنا الاجواء تذمراً وشكاوى، ولا تدري ما الذي تفعله الجهات الرسمية بما يجعل الجوانب السلبية تتفاقم أو تبقى على حالها في أحسن الحالات، وتأتيني هذه الفكرة دائماً خصوصاً عندما أجد الحالة السلبية ثابتة بينما الحالة الزمنية متسارعة بما يخدم الانسان! قد يجيبني أحد بأن أوضاع البلد تشهد أوضاعاً سلبية وخطيرة ولا مجال للتفكير في الامور الجانبية، ولكني أجد ذلك غير مبرر ولا نجد سوى (البنغلاديشيين) يعملون لأن معيشتهم وعائلاتهم تتطلب ذلك، في حين أن أكثر مؤسساتنا الخدمية كسولة ومتعاجزة في تنفيذ أعمالها وخصوصاً الخدمية….ألامثلة على ذلك كثيرة ولكن مايمر على الانسان يومياً يجعله يتحدث عنه مهما كانت درجة أهميته ، وعلى سبيل المثال لا الحصر لأن الحالة عامة وعدم تأثر بعض الجهات الرسمية بما يكتب عن مجالات عملها لشعورها بعدم المحاسبة ولأن أكثر مسؤوليها لا علاقة لهم بطبيعة العمل في مؤسساتهم…فمثلا بدأت بدالة العلوية منذ أكثر من سنة في أعمال صيانة وتصليحات في بنايتها ولكنها تركت الشارع الجانبي المجاور لها مليئا بالمطبات التي تربك حركة المرور في حين أن ترميم ذلك لايأخذ سوى بضع ساعات فقط..والطريف أن الهواتف لا تعمل واضطر الناس وحتى فقراؤهم الى اللجوء للهواتف المحمولة بعد (ألغاء) الهواتف الثابتة وطمس جهود المرحوم ماركوني والمطورين من بعده وصولا الى التقدم الهائل في مجال الاتصالات. وهنا أضرب مثلا فقط ولا أقصد مؤسسة بالذات فالحالة شبه عامة وتستوجب الوقوف عند الظاهرة لمعالجتها.

تذكرت نكتة قديمة أن رجلا يمر يومياً على شارع معين فيرى ثلاثة عمال يعملون وفي أحد الايام وجد ان العمل متوقف فسأل أحد العمال عن السبب فقال بالعكس فنحن ثلاثة أحدنا يحفر الارض والثاني يضع الاسلاك والثالث يطمر الارض ، أما اليوم فالذي يربط الاسلاك مريض، فهل نترك العمل ، لذلك فأنا أحفر وزميلي يطمر بعدي.. من دون أسلاك!

أمير الحلو

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة