المؤامرات كانت وما تزال تحاك على ارض بلادنا، ترسخت بداخلنا وعملت على تفرقتنا وتقسيمنا الى مذاهب واديان نتقاتل فيما بيننا ،حتى أضعفت ارادتنا وعزيمتنا وخلقت جوا» من الفوضى جعلتنا نعيش وسط حياة ملؤها الخوف والاحباط ،أفقدت ايماننا بمستقبلنا وحرمتنا من نعمة الأستقرار والسلام .
ان المصاعب كبيرة لكن ارادة الصمود أكبر، فهناك قدرة عزم واصرار على استئصال الارهاب في زمن ملىء بالمخاطر والمصاعب أحاطت بالبلاد ،كلفت الكثير من الخسائر وجعلت يوميات الوطن مدّونة بدماء الأبرار وشجاعة الابطال ، هذه الدماء الزكية دفعت ثمنا» باهظا» في سبيل حماية البلاد وصونها من التفكك والانهيار .
كل هذه التحديات لم تضعف من قوة جيشنا الباسل بل زادت من عزيمته وايمانه بالنصر،ان شجاعة فرسانه احبطت كل محاولات الارهاب ،دثرت الأعداء واقتلعت جذور الاجرام لتقضي على قوى الشر ،فبرغم التضحيات التي يبذلها جنودنا في ساحة المعركة تبقى ارادتنا صلبة ، نتعلم من خلالهم معنى النضال مما يزيدنا فخرا» وعزة وعنفوانا» وقدرة على مواجهة المصاعب على مر الزمان .
ان كل شهيد على ارض بلادنا اسطورة وبطولة تاريخية تسجل في كتب الابطال ، هم اصحاب الحق ، مرسوم على جبينهم بشائر النصر، وقفتهم وقفة عزّ معهودة ،كبرياؤهم الأمل يعلو كشموخ الجبال، اكاليل الغار تقدم لهم عربونا» للمحبة والوفاء ،مسيرة حياتهم مشرفة مليئة بالاشواك ، ايمانهم بحب وطنهم وعشق ترابه يجعلهم قلاعا تحمي الكرامة والعزة والوفاء.
هناك دم شهداء الوطن الغالي يمضي الى المجد والخلود، تجعلهم فخورين بوفائهم لوطنهم، وللقسم الذي أملوه على أنفسهم ، رسالة استشهادهم فخر للامة، تجعلنا ننحني أمام بطولاتهم وتضحياتهم ، فكل دمعة من أعين أهالي الشهداء تروي دماءهم كي لا تجف ولاتموت .لينسبوا شهادتهم الى جيش بلادهم فهو الجدير بالدفاع عن الوطن وانقاذه من براثن الفتنة والارهاب ،ومن الصعب ان يتنازل عن دوره المقدس في حماية الأرض والعرض والعودة بسفينة الوطن الى شاطىء الامان .
الجيش مستقبل الغد ورمز البطولة ،هو سياج يحمي تراب الوطن ، وقلاع من نور يحمي الكرامة ،خوفنا على الوطن كبير،لكن جيشنا يمشي في عيون الخوف يسعى لرفعة الوطن وغناه وازدهاره ، فلنمش معا على درب الحق ونحمل راية المحبة والعزة لنحيا حياة مشرفة داخل الوطن.
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك