مهرجان بابل للثقافات والفنون ينطلق بدورته السادسة

متابعة – احلام يوسف:
انطلقت مساء يوم الجمعة فعاليات مهرجان “بابل الدولي” السادس الثقافي، والفني، والأدبي، تحت عنوان “نصر الموصل أشور في بابل”، بمشاركة عدد من المبدعين من شتى الجنسيات، البريطانية، والفرنسية، والإيطالية، ومن سوريا، ومصر، ولبنان، وإيران، والكويت، ويستغرق ثمانية أيام.
استهل الحفل بقراءة لآي من الذكر الحكيم، ومن ثم وقفة حداد على ارواح الشهداء الابرار، تبعها كلمة لعلي شلاه رئيس المهرجان حيا فيها الجيش بكل صنوفه، الذين “اوجدوا حياتنا بفقد حياتهم، ولا سيما من استشهد منهم بالعمليات الإرهابية، التي ارادت ان تشيع ثقافة الموت وتقف حجر عثرة في طريق اقامة هذا المهرجان”.
ووجه شلاه تحية الى وزارة الكهرباء، ووزارة الثقافة، والامانة العامة لمجلس الوزراء، والحكومة المحلية، لجهودهم الحثيثة في انجاح اقامة المهرجان، وفي احياء مدينة بابل مرة اخرى، وتقدم بالشكر ايضا الى الانسة ايرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم/ اليونسكو، التي وجهت بدورها رسالة، وبيانا رسميا بمناسبة انطلاق الدورة السادسة لمهرجان بابل للثقافة والفنون قالت فيها: ان اسم بابل، وبابل نفسها قد عرّفت المفهوم الحقيقي لحضارة الانسان، وان المهرجان يعد مناسبة فريدة للمشاركة في تجسيد هذا المفهوم، فهو يسلط الضوء على الطاقات الثقافية، لتعزيز الحوار، وتمكين الاحساس بالانتماء الى كل الشعب العراقي، ويعد المهرجان شهادة على غنى التنوع الثقافي في العراق، وهو تظاهرة للشعب العراقي بأغلبيته ضد العنف، والإرهاب، والاحقاد، نحن محتاجين الى ان نتوحد من اجل التراث، ويسر منظمة الامم ان تنضم الى القوى العاملة في المهرجان، لتعزيز السلام، والتفاهم، والاحترام المتبادل.
قدمت فرقة المايسترو علي الخصاف انشودة “جيش العراق”، وهي من كلمات الشاعر طاهر سلمان، والحان علي سرحان، وانشودة “اهلا بيك درع العراق”، وهو من كلمات وليد الشطري، والحان علي خصاف.
قصيدة “نحو بابل” شارك بها الشاعر البريطاني “ديفيد ايدوس”، وصاحبه للترجمة الشاعر العراقي “رياض الغريب”، اعرب ايدوس في بداية اعتلائه للمنصة، عن سعادته، واحساسه بالفخر لمشاركته في المهرجان، وتقدم بالشكر الى علي الغريب. ثم قرأ قصيدته نحو بابل قائلا: كلنا بابليون. وعلى الرغم من اشلاء وشظايا الممالك الماضية. فان دولة قمم النعمة فوقنا الان. تحلق كالحمامة في حافات الغيمة.. الى آخر القصيدة.
بعدها قرأ الشاعر السوري “بديع صقور”، قصيدته وبدأ بكلمة مقتضبة قال فيها: من سوريا الصديقة القديمة للشمس، الى العراق الشقيق توأم الروح، من ياسمين دمشق الحزين، ومن جرحها النازف، احمل لكم سلاما، وعطرا، ومحبة، لكم السلام وعليك السلام.
ومن شعراء العراق شارك الشاعر مجاهد ابو الهيل في المهرجان والذي بدأ بكلمة طالب فيها ان تكون بابل اولى الحضارات، واولى المدن التي تعترف بها منظمة اليونسكو، ثم استدرك قائلا: على بابل ان تعترف باليونسكو اولا، لأنها مهد الحضارات.
من بعد ابو الهيل عاودت فرقة الخصاف لتقديم انشودة “عبرناها” وهي من كلمات عدنان هادي، والحان زياد الامير، و”انشودة العراق بدمنا يسري”، كلمات وليد الشطري، والحان علي خصاف، وقامت الفرقة بأداء بعض الاغاني العراقية التراثية القديمة، وكانت الاغنية الشهيرة على شواطئ دجلة مر هي اولى تلك الاغاني، اضافة الى معزوفات عراقية، وعرض للأزياء اختتم به الحفل.
شارك الفنان العراقي المغترب علاء الشكرجي بمعزوفات موسيقية على آلة القانون، وقام بعزف عدد من الاغاني العراقية التراثية.
وفي اليوم الثاني من المهرجان والذي صادف يوم أمس السبت، اقيم عدد من الفعاليات، منها افتتاح معارض تشكيلية، وتراثية، ومعرض للصناعات اليدوية، وايضا مقهى ثقافي تضمن توقيع أكثر من كتاب منها “ضفاف شط الحلة”، كما اقيمت امسية شعرية لعدد من الشعراء العراقيين، والعرب، والاجانب، وقدمت فرقة عشتار عرضا موسيقيا من التراث الموسيقي العراقي.
يقام مهرجان بابل الثقافي والفني منذ عام 1985 في مدينة بابل الأثرية جنوبي العراق، ويتم خلاله تقديم عروض فنية، وموسيقية متنوعة، ويمثل حلقة تواصل مع الثقافات المتنوعة عربيا ودوليا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة