بالحب وحده

أمير الحلو

يعلق الكثير من القراء على ما أكتبه على صفحات (الصباح الجديد) أو في بعض المواقع الالكترونية منهم من يمدح ومنهم من يذم حتى (الشتم)، وفي الحالتين لا أرد سلباً أو إيجاباً لأن البعض يعجبه خصوصاً من خلال السباب أن يجرك الى (معركة) غير صحيحة في توقيتها واهدافها، ولكن أجمل ما أتلقاه من أكثر القراء هو الحديث عن المقالات التي أتطرق فيها للحب مثل أنواع الحب وأعطني الناي وغني فقد امتلأت صفحات الفيس بوك بالردود التي زادتني ثقة بأن موضوع الحب هو المفضل لدى القراء بعكس الكراهية والبغضاء.

ولا أحاول هنا التهرب من مفهوم الحب الحقيقي لألجأ الى العبارات (الانهزامية) مثل أن الحب كلمة شاملة تحتوي على كل أنواع الحب مثل حب الأم والاهل والوطن والاصدقاء وغيرها، في محاولة للهرب من تحديد المقصود الحقيقي للحب والجهة الموجه لها الكلام، لذلك أجبت بصراحة على بعض الرسائل بأن الحب هو الموجه للحبيب من قبل المرأة أو الرجل لبعضهما فهو أسمى (أنواع الحب) وما (اخترعت) هذه الكلمة إلا للتعبير عن الحب الحقيقي بين الطرفين.

لقد تجاوزت العمر الذي يحق لي أن أوجه كلمات الحب لشخص معين ولكني فرحت بظاهرة تجاوب القراء مع ما نكتبه حول الحب فيضيفوا من عندهم كلمات رقيقة وذكريات قد تكون سعيدة أو صعبة عند (الوقوع) في الحب، ولكن هذه الظاهرة تؤكد (تصدر) الحب لجميع المواضيع الأخرى، فهو عدو الحروب والنفاق والكراهية، لذلك فأن كل الذين كتبوا لي كانوا يرجمون كل أنواع الممارسات المعادية للأنسان وخلق أجواء العداء بين البشر سواء بالحروب او الظلم أو حتى التنكر للحبيب كفرد، ويعطيني البعض أمثلة على الحب والوفاء ويستعمل أسلوب إرسال باقات الزهور عبر المواقع الالكترونية والانترنيت، ولو أنها عديمة الرائحة ولكنها رائعة المنظر والمعنى معاً، ولكن المهم في الأمر هو وجود (رأي عام) يحبذ الكتابة عن الحب بشتى أنواعه، ولكن الظاهر أن الحب الحقيقي يرتبط بالفن الحقيقي، فلم يكتب لي أحد إلا واستشهد بفيروز وأم كلثوم وقصائد الحب المعروفة، وبما يؤكد الارتباط الوثيق بين الذوق السليم في كل مجالات الفن من موسيقى ورسم ونحت وغناء، مع حالة الحب الأنساني، وهذا هو الوجه الحقيقي والمطلوب للحياة، ولكن المشكلة كما يقول الفلاسفة ان (البشرية) اقيمت على عوامل الصراع بين الخير والشر، والنور والظلام، فلا وجود لأحدهما منفرداً، ولابد من ديمومتها لتستمر الحياة في عملية التطور، ويقال أن الصراع هو أحد أسباب التطور في الحياة الأنسانية.

ترى هل يمكننا أن نجعل من الحب عنواناً لحياتنا؟ الجواب لا يمكن لأن (أمورنا ليست بأيدينا)، فالسياسيون يتصارعون على أمور لا تخصنا كشعب أفراد، في حين تدور (المعركة) على أرضنا وعبر إعلامنا، ويدفع العديد من أبناء الشعب أرواحهم ثمناً لهذا الصراع اللاموضوعي، فهل يمكن لأحد أطراف الصراع جماعة أو أفراداً أن (يجرب) الحب الحقيقي فقد يجد أن الحياة قد وجدت للحب لا للكراهية، وهي زائلة لا تستحق أن ننهيها بالمعارك الجانبية التي سببها الرئيسي هو المصالح الخاصة، المغلفة بالمبررات الفكرية والسياسية.

إنها دعوة للحب، وليجرب أي سياسي أن يكتب في الحب وينشر مقالاته في جريدة أو موقع الكتروني، وأنا أضمن له النجاح في جميع المجالات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة