وداد ابراهيم
تحدث الكاتب المسرحي مثال غازي عن تجربته مع المسرح وآخر اعماله المسرحية: ما زلت متواصلا مع المسرح حتى بعد ان تركت منصبي كمدير للفرقة القومية للفنون، تفرغت للكتابة لأني لا اعرف العيش من دون المسرح، فهو معي في كل مكان، لأنه انتاج للحياة، ومتنفسي الوحيد.
وتابع: ما نراه في الشارع لا يبدو رائعا دائما لكن الكاتب المسرحي يعرف كيف ينقل الصورة التي تمثل حالة او ظاهرة، بطريقة تليق بخشبة المسرح.
وأضاف: (شرف العائلة)، عنوان مجموعتي المسرحية الأخيرة، وتتضمن ثلاثة اعمال مسرحية: (عزرائيل، وهدف أمني، وشرف العائلة) صدرت مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة، وقدمتها للإنتاج في دائرة السينما، والمسرح، والان هي قيد الاتفاق لعرضها على قاعة المسرح الوطني.
قدم غازي عملا بعنوان (ليلة ماطرة)، انتاج مسرح الديوانية للمخرج مهند العميدي، وسيدخل المنافسة داخل (مهرجان العراق الوطني للمسرح)، يتحدث به عن دكتاتورية الاسرة، وفيه رمزية عالية، عن هذا العمل يقول: الحقيقة هذا الموضوع يجب ان نلتفت له، لان الدكتاتورية تنشأ من داخل البيت، ومنها الى خارج اسواره.
وتابع: يجب ان نحاول معالجة أي مشكلة مع الأبناء بأن نستمع إليهم، ونعطيهم الفرصة للتعبير عما يجول في خاطرهم، مثلا الذين يقودون التظاهرات، من اعمار صغيرة يحاولون ان يحققوا انجازا عظيما، بل عملوا المعجزات، وهم يحاولون احداث تغييرات كبيرة عجز عنها الكبار، حتى انهم دفعوا ارواحهم ثمنا لطموحهم هذا، لذا فالعمل فيه توجيهات تربوية عالية ورمزية عالية، فالرمز أحد أدواتي في العمل، وهو الآن امام لجنة تحكيم مهرجان المسرح الوطني الذي سيقام خلال الشهر المقبل.
وعن الجمهور المسرحي يقول: افتقدنا الجمهور المسرحي، وحين تفقد الجمهور تفقد فنك، قدمنا بعض الاعمال الشعبية قبل مدة، منها مسرحية للمخرج (سنان العزاوي)، و(حسين علي صالح)، و(عبد علي كعيد)، و(طلال هادي) في البداية توافد الجمهور بشغف الى المسرح لكن سرعان ما انسحب منها أكثر من نصفهم جمهور. هذا يسمى نصف نجاح بالمقارنة مع الاعمال المسرحية الشعبية التي كان جمهورها يصل الى 1200 شخص. وهذا الموقف كان مع المسرحيات الشعبية التي عادة يكون لها جمهور أوسع مما للمسرح الجاد، فكيف اذن مع المسرح الجاد الذي يقدم اعماله لثلاثة أيام فقط؟ هذه قضية خطرة يجب ان نلتفت اليها، فمن دون متلقي، لا يوجد الفن.
وأردف: لو قمنا بالمقارنة مع جمهور الفرقة السمفونية العراقية لوجدنا ان الاقبال على الحفلات الموسيقية كبير جدا، وهذه الظاهرة يجب ان ندرسها، فمن يحرص على حضور الحفلات الموسيقية يتذوق الفن، اذن لم هذا التراجع في الاقبال على المسرح وبكل انواعه؟ فقد يكون ضعف الإنتاج، فالمسرحيات الغنائية مثلا تجذب الجمهور أكثر، لكنها تحتاج الى دعم كبير من شركات الإنتاج، ونحن لا نمتلك منتجا او شركة انتاج بالمواصفات نفسها الموجودة في الدول العربية.
مثال غازي: الجمهور يفضل الحفلات السيمفونية على المسرح
التعليقات مغلقة