خبير أمني: “داعش” تشاغل الحكومة بأهداف صغيرة
بغداد – وعد الشمري:
اعترفت الحكومة المحلية في الأنبار أمس الأحد بسقوط رواة وعنه والقائم على يد تنظيم (داعش) من دون قتال، متهمة الجيش بالانسحاب، فيما أشارت إلى ان عجلات المسلحين القادمة من سوريا قد استولت على تلك المناطق بمساعدة “خلايا نائمة”.
يأتي ذلك في وقت كشف مصدر امني بارز عن عزم التنظيم الإرهابي الاستفادة من هذه “المناوشات” في مشاغلة القوات الأمنية والقيام بعملية اقتحام إحدى المحافظات كما حصل مع الموصل.
وقالت نهلة الراوي، عضو حكومة الأنبار المحلية، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “تنظيم (داعش) أحكمت وبشكل كامل سيطرته على مناطق عنه راوة والقائم التي كانت تتسم بالهدوء طيلة أزمة الأنبار حيث لا توجد أي قوات رسمية هناك”.
وتابعت الراوي، “الوضع في قضاء الرطبة لا يزال تحت السيطرة، وان المسلحين لم يستطيعوا حتى الآن فرض السيطرة عليه بشكل كامل”.
وفي مقابل ذلك، أكدت أن “اقتحام المدن الثلاثة حصل من خلال مجاميع مسلحة تحركت بعجلات مدرعة عبر الحدود السورية وساعدتها في إتمام مهمتها خلايا تحضر الأرض قبل احتلالها”.
وأقرت الراوي، بـ “تكرار سيناريو الموصل من خلال هروب عناصر الجيش وتواطأ بعض القادة، وذلك سهل على الإرهابيين دخول هذه المدن بسهولة ومن غير قتال”.
وعن وضع المعابر الحدودية مع دول الجوار، ردت عضو الحكومة المحلية بأن “ذلك الموجود في القائم فيه خروق كثيرة، لكن المعابر الأخرى تحت سيطرة القوات الأمنية”.
ونقلتْ الراوي “مخاوف القرى المحاذية للقائم ورواة وعنه من امتداد الإرهاب إليهم، حيث نزحت العديد من عائلات حديثة والبغدادي إلى الصحراء هرباً من أي هجوم محتمل على مناطقهم”.
ولفتت الراوي إلى إن ” الحكومة المحلية تبذل جهود مضنية من اجل إنهاء الأزمة ومنع حصول كوارث إنسانية”.
وأكملت بالقول إن “الجيش المسوؤل عن حماية مناطق الأنبار يأخذ أوامر مباشرة من بغداد ولا نملك عليه سلطة في تحريك أي من جنوده”.
من جانبها، أفادت مصادر امنية مطلعة الى “الصباح الجديد” بأن “المدعو ابو مهند السويداوي، والي داعش في الأنبار هو المسؤول المباشر عن عملية اقتحام المدن الثلاثة”.
وتابعت المصادر أن “السويداوي نفذ هذه الهجمة من خلال خلايا نائمة تضم كل واحدة منها 30 مقاتلاً تشاغب القوات الأمنية”.
ونبهت إلى أن “قوات الجيش لم تنسحب من عنه ورواة والقائم، لكنها متجمعة في مكان واحد من اجل عدم تشتيت جهدها ومقاتلة العدو بشراسة”.
واستطردت المصادر أن “مناطق غرب الفرات لا تزال بيد العشائر الموالية للحكومة ومقدمتها البو نمر وبعض العائلات المرتبطة بالدليم”.
وأشارت المصادر إلى أن “العملية الغرض منها مشاغلة القوات الأمنية قبل القيام باقتحام واسع على منطقة ثانية في هجمة يسيطر من خلالها التنظيم الإرهابي على مساحة من الأرض كما حصل في الموصل في التاسع الشهر الحالي”.
قبل ذلك، ذكر مصدر في قيادة شرطة محافظة الأنبار، امس الأحد، بأن مسلحي داعش فرضوا سيطرتهم على قضاء الرطبة ومعمل الفوسفات في القائم والطريق الدولي غرب المحافظة، بشكل كامل من دون قتال.
وقال المصدر إن “تنظيم داعش سيطر، بعد ظهر امس، وبشكل كامل على قضاء الرطبة ومعمل الفوسفات في القائم والطريق الدولية الذي يربط الرمادي بالمناطق الغربية من دون قتال”.
وأضاف المصدر أن “ضباط الشرطة وعدد من قادة الجيش قرروا، بعد اجتماع مع قادة التنظيم، تسليم أنفسهم وأسلحتهم من دون مقاومة مع السماح لضباط الجيش والشرطة بالذهاب الى أهلهم بالزي المدني من دون تعرض لهم”.
وبين أن “مجاميع داعش استولت على مقرات الجيش والشرطة في الرطبة والثكنات العسكرية القريبة من معمل الفوسفات في القائم ونقاط التفتيش على الطريق الدولي ونقلت الأسلحة والدبابات والمدرعات، التي لم يعرف عددها، إلى مناطق تجمعها في المناطق الغربية”.
يذكر أن مدن الأنبار ومنها الفلوجة والرمادي شهدت توتراً امنياً خطيراً منذ ستة أشهر تقريباً بعد اندلاع مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة واتساع رقعة الهجمات لتشمل المناطق الغربية بعد اقتحام ساحة اعتصام الرمادي ومحاولة اقتحام الفلوجة مما اسفر عن اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين وإصابة الآلاف من الأبرياء اغلبهم من الأطفال والنساء فيما قتل وأصيب المئات من عناصر الأمن أيضا.