صادق باخان
من تابع مبارتي الجزائر وبلجيكا والولايات المتحدة الاميركية وغانا لابد ان اسئلة ملحة ضغطت على رأسه ولعل اهمها: كيف تمكن الفريق الاميركي وهو حديث العهد في لعب كرة القدم ان يتغلب على غانا ويسجل اسرع هدف له في المونديال البرازيلي بعد مرور 29 ثانية فقط، في حين ان الفريق الجزائري الموصوف بمحاربي الصحراء لم يحافظ على تقدمه بهدف على الفريق البلجيكي الذي سجله من ضربة جزاء؟ فاين يكمن الخلل؟
كرة القدم لعبة جماعية وتعتمد على الخطط المنسجمة مع قدرات ومهارات اللاعبين وثقافتهم الكروية، اجل ثقافتهم الكروية ولا يستغرب احد من هذا التعبير، وقد استطاع اللاعبون الاميركيون من اجادة هذه الثقافة ووظفوها في لعبهم فكانت النتائج ان الفريق الاميركي صعد الى نهايات المونديال عدة مرات وهذا يعود لان المسؤولين الاميركيين كانوا حريصين على نشر لعبة كرة القدم في الولايات المتحدة بعد ان كان اليانكيس بعيدين عنها وانهم بارعون في لعبة كرة السلة والبيس بول وكرة القدم الاميركية فضلا عن الملاكمة والزنوج هم سادة واباطرة الملاكمة منذ ثلاثينيات القرن الماضي ففكر السياسي المحنك هنري كيسنجر باقامة المونديال في الولايات المتحدة الاميركية وفعلا اقيم المونديال في العام 1994 وكانت نتائج ذلك باهرة فازدهرت لعبة كرة القدم في بلد اليانكيس وصار لهم دوري استقطب الاميركيون خيرة نجوم الكرة العالمية من امثال بيكهام وتيري انري ومن قبلهما الجوهرة السمراء بيليه.
واذا كان الفريق الجزائري هو الفريق العربي الوحيد الذي صعد الى مونديال البرازيل للعام 2014 فتلك مصيبة عظيمة في حين ان دول الخليج العربية تسثمر ملايين الدولارات على كرة القدم وتجلب خيرة المدربين من جميع انحاء العالم ولم يصعد فريق واحد منها الى مونديال البرازيل لهذا العام دون ان نغمط حق احد ونقول بان السعودية والكويت والامارات سبق لها ان صعدت الى المونديال من دون ان ننسى ان العراق صعد الى مونديال المكسيك 1986 وسجل احمد راضي الهدف اليتيم. ومع ذلك نظل نسأل بإلحاح: أين الخلل بين محاربي الصحراء واليانكيس؟