العراق: أعمال العنف تخفض الإنتاج .. ومنشآت التصدير في الجنوب «آمنة»

اجتماع فيينا: لا تغيير لسقف «أوبك»

بغداد ـ احسان ناجي:

عقد وزراء «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك)، أمس الأربعاء، اجتماعهم الوزاري في العاصمة النمساوية فيينا في أجواء من الارتياح لوضع السوق.

وتوقعت مصادر وزارية ألا يكون هناك أي تغيير في مستوى الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً، في حين يبلغ مستوى النقص النفطي من دول المنظمة 2.5 مليون برميل يومياً تم تعويضه من الدول التي تملك قدرة إنتاجية فائضة. والنقص ناتج من انخفاض إنتاج النفط العراقي بسبب أوضاع أمنية وهجوم على بعض المنشآت وتراجع الإنتاج الليبي إلى 150 ألف برميل يومياً وغياب كميات من النفط الإيراني بسبب العقوبات الغربية على طهران.

العراق

وقبل الاجتماع، قال وزير النفط عبد الكريم لعيبي، إن “منشآت تصدير الخام الرئيسة في الجنوب وهي مرافيء التصدير الوحيدة التي تعمل في البلاد آمنة وإن الشحنات الحالية نحو 2.6 مليون برميل يوميا.

وقال لعيبي للصحفيين، ان “كل صادراتنا الآن من ميناء البصرة في الجنوب .. أنها منطقة آمنة جدا جدا”.

وخط الأنابيب الذي يربط شمال العراق بميناء جيهان التركي متوقف عن العمل منذ آذار الماضي اثر عمليات تخريبية متكررة.

وأضاف لعيبي أن فرص التوصل لاتفاق بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان زادت بسبب الوضع في الموصل.

لكن لعيبي كان قد صعّد اللهجة مع حكومة اقليم كردستان، وقال من فيينا «إن حكومة الإقليم خسرت حقها الممثل بنحو 17 في المئة من الموازنة العراقية”.

وأضاف، أن «التصدير الأخير من منطقـة كردستان عبر الخط العراقي التركي أكبر خطأ ارتكبته الحكومة التركية والاقليم».

وشدد في المؤتمر الصحافي على وجود احتمال في ان تلاحق حكومته شركة النفط النمسوية «أو أم في» قضائياً بعدما اشترت شحنات من النفط الكردي من مرفأين تركيين. 

ومضى لعيبي الى القول، أن حكومته أبلغت الأمم المتحدة عن خرق تركيا لاتفاقها مع العراق حول استعمال الأنبوب عبر تركيا والواصل الى ميناء جيهان على البحر المتوسط.

واكد أن أي تصدير للنفط من الإقليم يجب أن يكون عبر شركة «سومو»، وحذّر تركيا من أثر ما حصل على حجم التجارة مع الحكومة العراقية الذي بلغ 13 مليار دولار في 2013.

ولفت إلى أن إنتاج النفط العراقي سيبلغ 3.7 مليون برميل يومياً هذه السنة باستثناء نفط كردستان، وأن طاقة التصدير من الجنوب تصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً.

إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز، مغادرة ناقلة ثانية محملة بالنفط الخام المنقول عبر خط أنابيب من كردستان العراق، ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، وفق ما نقلت عنه وكالة «رويترز» ولم يذكر وجهتها النهائية. 

وبشأن تأثير صادرات النفط العراقي على السوق، فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت فوق 110 دولارات للبرميل أمس الاربعاء إذ أثار العنف في العراق المخاوف حيال آفاق الامدادات في وقت أشار فيه انخفاض مخزونات البنزين الأميركية إلى طلب موسمي أقوى.

وصعدت عقود برنت 66 سنتا الي 110.18 دولارات للبرميل بحلول الساعة 0912 بتوقيت جرينتش بعد ان انهت الجلسة السابقة على انخفاض قدره 0.4 بالمئة. ويتجه برنت لتسجيل أعلى اغلاق له في أكثر من أسبوعين.

وارتفعت عقود الخام الامريكي الخفيف 39 سنتا الي 104.74 دولارات للبرميل بعد ان كانت قد قفزت اثناء الجلسة السابقة إلى 105.06 دولارات مقتربة من أعلى مستوى لها هذا العام البالغ 105.22 دولارات والذي سجلته في اوائل اذار.

وقالت مصادر أمنية في العراق إن مسلحين من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذين سيطروا على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية هذا الأسبوع دخلوا مدينة بيجي التي توجد بها اكبر مصفاة نفطية في البلاد وأشعلوا النار في محكمة ومركز للشرطة.

وبالرغم من أن القتال لم يقترب من مناطق انتاج النفط الا انه فجر المخاوف من احتمال تدهور الوضع بصورة تعطل الانتاج.

واظهرت بيانات معهد البترول الاميركي ان مخزونات البنزين في الولايات المتحدة سجلت انخفاضا بلغ 441 ألف برميل الاسبوع الماضي في حين كانت التوقعات تشير الى زيادة قدرها 843 ألف برميل.

وتنتظر الأسواق‬ بيانات رسمية للمخزونات من ادارة معلومات الطاقة الاميركية والمتوقع أن تظهر تراجع مخزونات النفط التجارية الأميركية.

على الصعيد ذاته، قالت شركة لوك أويل أكبر منتج للنفط في روسيا أمس إنها تنتج أكثر من 200 ألف برميل يوميا من حقل غرب القرنة-2 الذي تديره في جنوب العراق وإنها أوفت بالتزاماتها التعاقدية.

وكانت الشركة دشنت الحقل في اذار الماضي في سعي منها الى تصعيد الطاقات الانتاجية تدريجياً.

وقالت لوك أويل إنها تمكنت من الحفاظ على متوسط يومي للانتاج لا يقل عن 120 ألف برميل يوميا لمدة 90 يوما وهو ما يسمح لها بالبدء في استعادة التكاليف.

الكويت

قال مصدر مطلع أمس الأربعاء إن الكويت حددت سعر البيع الرسمي لإمداداتها من النفط الخام إلى المشترين الآسيويين في تموز عند مستوى يقل 0.10 دولار للبرميل عن متوسط خامي عمان ودبي أي بزيادة 90 سنتا عن الشهر السابق.

وترتبط معادلة سعر الخام الكويتي بمعادلة سعر الخام العربي المتوسط السعودي.

ليبيا

قال وزير النفط الليبي عمر الشكماك إن بلاده تستهدف الوصول بالإنتاج إلى ما بين 800 و900 ألف برميل يوميا هذا العام إذا استؤنف الإنتاج قريبا.

وجاءت تصريحات الشكماك قبيل اجتماع لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الاربعاء.

وكان الشكماك قال هذا الأسبوع إن الاحتجاجات والإضرابات التي يشهدها قطاع النفط في بلاده قلصت إنتاج الخام الليبي إلى ما دون 200 ألف برميل يوميا.

وأضاف، ان “ما يحدث خارج عن سيطرتنا”، في إشارة إلى الاضطرابات في ليبيا. 

وزاد الشكماك، أن “هذا خارج عن سيطرة قطاع النفط والغاز. نحن جاهزون ومستعدون لاستئناف الانتاج”.

ومضى الى القول، إن “الطاقة الانتاجية لبلاده لاتزال أعلى من 1.5 مليون برميل يوميا وقال “ما زلنا نخطط للوصول إلى مليوني برميل”.

وتابع، إنه إذا تم فرض النظام “فيمكننا بسهولة أن نتجاوز 700 ألف (برميل يوميا) في غضون شهرين. ربما نتمكن من الوصول إلى 800 (ألف برميل يوميا)”.

وبين، أنه سيكون ممكنا بعد ذلك رفع الانتاج إلى 1.4 مليون برميل يوميا في غضون ستة إلى تسعة أشهر تقريبا.

وأقر بأن من الغريب أن تحضر ليبيا اجتماع أوبك في حين أن صادراتها منخفضة للغاية.

لكنه أضاف “مازلنا بلدا منتجا للنفط وما زلنا عضوا نشطا في أوبك”.

إيران

واعلنت إيران عن خطط لزيادة سريعة لانتاجها النفطي بمساعدة من مستثمرين اجانب فور أي رفع للعقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

وقال وزير النفط الإيراني بيجان زنغانه، ان “إيران يمكنها زيادة صادراتها من الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميا فور أي رفع للعقوبات”.

واضاف قائلا للصحفيين عشية اجتماع فيينا، “يمكننا بسرعة كبيرة جدا ان نزيدها نصف مليون وبعد شهرين يمكننا ان نزيدها 700 ألف برميل يوميا”.

وزاد زنغانه، ان “ايران يمكنها ضخ 4 ملايين برميل يوميا في اقل من ثلاثة اشهر من رفع للعقوبات”.

وتابع، انه يعتزم الاجتماع مع بعض شركات النفط الاجنبية اثناء وجوده في فيينا لكنه لم يذكر اسماءها.

الصين

ومن بكين، قالت مصادر مطلعة إن الصين ستستورد من الخام الإيراني كميات أكبر من ذي قبل برغم العقوبات التي فرضت على طهران في أوائل العام 2012 مع زيادة مشتريات سينوبك كبرى شركات التكرير في آسيا.

وقلصت العقوبات الغربية على مدى السنوات القليلة الماضية شحنات الخام الإيراني إلى أقل من النصف وعرقلت اقتصادها بتضييق الخناق على تدفق الإيرادات النفطية. وخففت هذه العقوبات عقب اتفاق دبلوماسي جرى التوصل إليه في نوفمبر تشرين الثاني مقابل تقليص طهران برنامجها النووي.

وذكرت خمسة مصادر مطلعة من الحكومة وقطاع النفط أن زيادة مشتريات شركة سينوبك الحكومية الصينية تعني أن من المتوقع وصول إجمالي واردات كبار مشتري النفط الإيراني – الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية – إلى ما يقرب من 1.25-1.3 مليون برميل يوميا في الفترة من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران.

وقال مسؤول بقطاع النفط مطلع على خطط إمدادات شركة التكرير “على مدى العامين الأخيرين قلصت سينوبك مشترياتها. وكان ذلك بسبب العقوبات فحسب… أما الآن فقد انحسر هذا الضغط ويسعون للاستفادة من ذلك إلى أقصى حد ممكن.”

وقال لو دابينغ المتحدث باسم سينوبك تعقيبا على واردات النفط الإيراني منذ أواخر العام الماضي وحتى النصف الأول من 2014 إن مشتريات الشركة من الخام “تتحدد بناء على احتياجاتها التجارية ومتطلبات الإنتاج.”

ومن المرجح أن تستورد الصين في أيار وحزيران نفس كمية النفط تقريبا التي استوردتها في الأشهر الأربعة الأولى من العام حين بلغ متوسط مشترياتها نحو 620 ألف برميل يوميا مقارنة مع حوالي 550 ألف برميل يوميا قبل العقوبات.

وزادت الصين أكبر مشتر للخام الإيراني وارداتها إلى أكثر من المثلين في نيسان مقارنة بها قبل عام لتصل إلى مستوى قياسي بلغ نحو 800 ألف برميل يوميا.

وقالت مصادر إن من المتوقع أن تبقي الدول الآسيوية الثلاث الأخرى التي تستورد النفط الإيراني على حجم وارداتها عند نفس مستويات الأشهر الأربعة الأولى من العام.

ومن المرجح أن تبقي اليابان على حجم وارداتها عند نحو 165 ألف برميل مقارنة مع متوسط بلغ 177 ألفا و414 برميلا يوميا في 2013.

واستوردت كوريا الجنوبية 134 ألفا و375 برميلا يوميا من النفط الإيراني في الأشهر الأربعة ومن المتوقع أن تبقي على وارداتها قرب هذا المستوى حتى حزيران.

واشترت الهند 324 ألفا و700 برميل يوميا من إيران في الأشهر الأربعة. ولم تتضح على الفور خطط استيراد الهند في النصف الأول من العام لكنها قلصت مشترياتها في نيسان وقد تستمر في ذلك خلال الأشهر المقبلة بعد أن زادت شحنات الربع الأول.

نيجيريا

وقالت وزير النفط النيجيري ديزاني أليسون مادوكي، إن “منظمة أوبك اتفقت أمس الأربعاء على إبقاء سقف إنتاجها النفطي عند 30 مليون برميل يوميا للنصف الثاني من العام”.

وتبدي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتياحا إزاء أسعار النفط الحالية البالغة نحو 110 دولارات لبرميل خام برنت وهو ما يزيد كثيرا على سعرها المفضل البالغ 100 دولار للبرميل.

وينتج عضوان هما ليبيا وإيران أقل بكثير من طاقتهما بسبب القلاقل الداخلية والعقوبات على الترتيب مما يساهم في دعم الأسعار.

سقف الإنتاج 

ومن العاصمة النمساوية فيينا أيضا، قال وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس، إن “العرض والطلب بسوق النفط في حالة جيدة”.

وأضاف قبيل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن المنظمة ستبقي على سقف إنتاجها من دون تغيير.

وأبلغ النعيمي الصحفيين “كل شيء على ما يرام. الطلب جيد والعرض جيد والسعر جيد”. وزاد، أن “100 و110 و95 دولارا هي أسعار جيدة”.

وسئل الوزير عما إذا كان يرى خطرا في الاتجاه الصعودي أو النزولي لأسعار النفط التي تقارب حاليا 110 دولارات لبرميل برنت، قال “لا أعتقد أن هناك أي خطر في الوقت الحالي”.

الى ذلك، قال مندوبون إن اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لوضع سياسة الإنتاج للنصف الثاني من العام 2014 سيكون مقتضبا على الأرجح ومن المستبعد الاتفاق فيه على تغيير سقف إنتاج المنظمة البالغ 30 مليون برميل يوميا.

وقال أحد المندوبين “نأمل أن ينتهي الأمر بحلول الساعة 1200”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة