عالـم داعـش تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام

الحلقة الثانية عشر

 

شكلت الظاهرة الإسلامية «المتطرفة» عصب الأحداث الاجتماعية في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي على السواء. كما القت بظلالها وغيومها الكثيفة على سماوات العالم العربي شاسعة الأبعاد; لأنها شقت الخارطة الأساسية لعدد من البلدان كأفغانستان والعراق وسوريا وأخيرا ليبيا. وأثارت زوابع دامية عن امتداد سنوات في الجزائر واليمن والصومال فضلاً عن انها نجحت في اختراق حلقات نشطة في دول مجلس التعاون الخليجي واخيراً كانت وما تزال تتفاعل بقوة ونشاط في البيئة الاجتماعية والأمنية للمملكة العربية السعودية بما يجعلها احد اخطر الخيارات المحتملة للمشهد في تلك المملكة التي عبثاً تنكر مسؤوليتها الفكرية والايدلوجية والمالية عن انجاب هذا الكيان المرعب والمعقد والقادر على التنكر والتخفي أو الصعود الى السطح.

«القاعدة» كانت الأم التي خرج من رحمها عدد كبير من الجماعات والكتل والتنظيمات ولكنها اتخذت في كل مرة مظهراً متجدداً. على المستوى التنظيمي جعلها بمنزلة مخلوق أميبي احادي الخلية قادر على العيش في ظل ظروف صعبة. وهكذا ظهر منها مايعرف بِتنظيم «داعش» وهو كناية عن الدولة الاسلامية في العراق والشام. ومع ان الادبيات عن المنظمة الام ومشتقاتها كثيرة للغاية الا اننا في العراق يبدو أننا معنيون بتقديم الصورة الأقرب عنها ولمعالجة مايكروسكوب تستحقها ويحتاج اليها كل باحث ومفكر ومواطن. وهنا، تنشر الصباح الجديد، وفي حلقات متتالية، مخطوطة كتاب قيد الطبع، للباحث والمؤرخ الإسلامي العراقي، هشام الهاشمي، بعنوان «داعش.. دولة الإسلام في العراق والشام».

هاشم الهاشمي*

الظواهري وداعش:-

١-خطاب الظواهري في حسم قضية “داعش” في سوريا يحمل دروسا عديدة مهمة يجب أن لا تقف عند موقفه، بل تتناول إشكالية هذه التنظيمات.

٢-حالة “داعش” سوريا أعطت الظواهري يقينا بما لا يجعل مجالا للشك عن فقدان السيطرة عليها سواء بالاختراق أو التمرد المنفجر، وهذا يعني أن داعش أضحت مشروعا خطيرا في تطرفه وسهولة اختراقه حتى عند الظواهري ذاته، وهو ما يفسر تضخمها السريع!

٣-الظواهري الذي طالما زكى داعش في ذروة إجرامها في العراق لماذا اليوم يسحب البساط من تحتها؟تبدو الأمور وكما يقول المثل (اتسع الخرق على الراقع).

٤- أتوقع قدوم الظواهري قريباً إلى سوريا، بهدف إيجاد حلّ جذري للخلاف، وتوحيد داعش والنّصرة، وقيادة» الجهاد» بنفسه.

٥-كان للبغدادي دورٌ أساسي في تأسيس تنظيم «جبهة النصرة لأهل الشام». ولكنه عّد أبا محمد الجولاني تابعاً له، وعليه واجب الطاعة، فخوّل نفسه إعلانَ «حل جبهة النصرة، ودمجها في دولة العراق الإسلامية، تحت اسم جديد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام / داعش».

ولم يحُل رفض الجولاني لهذه الخطوة دون ظهور «داعش» على المسرح الميداني بقوّة، فاتخذ التنظيم سريعاً مقار علنية، وأخضع مناطق واسعة من دون اقتتال فعلي، مستفيداً من وجود مقاتلين موالين له كانوا منضوين تحت لواء «النصرة»، وسارعوا إلى الانشقاق عنها. وتشير بعض التقديرات إلى أنّ قرابة 65 في المئة من عناصر «النصرة» سارعوا إلى إعلان الولاء لـ«داعش»، ومعظمهم من «المهاجرين أي الجهاديين غير السوريين». وانضمت إلى «داعش» فصائل كاملة، من بينها «مجلس شورى المقاتلين» بقيادة أبو الأثير الذي عينه التنظيم أميراً على حلب، و«جيش المهاجرين والأنصار» بقيادة عمر الشيشاني. وبفعل هذه «الانشقاقات» نجح «داعش» في الحلول محلّ «النصرة» في السيطرة على عدة مناطق ومقار، أبرزها في الرقة، وأجزاء من ريف حلب، وداخل مدينة حلب، وكان آخرها انسحاب «النصرة» من مقرها في مستشفى الأطفال باتجاه مبنى «المواصلات القديمة» في حلب. كما استولى «داعش» على مقار مجموعات أخرى في منبج، والباب، وأعزاز. واستبدلت النقاط الصغيرة التي كانت لـ«النصرة» بمقار ضخمة معززة.

ومن الملاحظ هنا أن «داعش» لم ينخرط حتى الآن في مواجهة فعلية مع الجيش السوري، بل خاض معارك مع الفصائل المسلحة «المعارضة». وتعزو مصادر «جهادية» هذا الأمر إلى أن «الدولة الإسلامية الآن في مرحلة التأسيس والتمركز، ليكون الجهاد ضد النظام قائماً على أسس متينة». وفتح «داعش» باب الانتساب إليه على مصراعيه، ومن دون التدقيق في نوعية المنتسبين، وبدأ يدفع راتباً قدره مئتا دولار شهرياً للمقاتل الواحد، فاستقطب آلاف المنتسبين في المناطق التي فرض سيطرته عليها.

٦- أن الدولة الإسلامية لا تتردد في مواجهة غيرها من الجماعات التي تراها لا تلتزم بالشرع، بحسب فهمها له، كما حصل مع لواء عاصفة الشمال ومع بعض مجموعات الجيش الحر في ريف حلب وريف إدلب وكما حصل في الرقة ودير الزور في شرق وشمال شرقي سوريا (الصدام مع الأكراد السوريين أيضاً). وهذا يضع «الدولة الإسلامية» في وضع مختلف إلى حد كبير عن جبهة النصرة التي على الرغم من مبايعتها الظواهري فإن أيديولوجيتها تبدو مطاطة إلى حد ما من خلال تعاونها مع مجموعات «وطنية» أو «إسلامية» مرتبطة بالجيش الحر.

وفي ظل مثل هذا الوضع فإنه لا يُستبعد أن تلجأ «الدولة الإسلامية» إلى صدام مع «النصرة» نفسها، إذا أصرت على البقاء تنظيماً مستقلاً أو استمرت على تعاونها مع من يعدهم البغدادي والعدناني «مرتدين».

٧-سوف يتمرد في العراق مجاميع القاعدة التي أنظمت لدولة العراق الاسلامية على البغدادي وخاصة تلك التي كانت تتبع بتنظيم أنصار الاسلام لان أصل بيعتهم للقاعدة الام وهم من كارهين البغدادي بسبب صغر سنه ولم يعرف عنه او له تاريخ جهادي قبل عام ٢٠٠٤ وايضاً سوف تبدأ عمليات التصفية بينهم وخاصة في الموصل وجزيرة الانبار..

 عوامل دفعت البغدادي الى التمرد على الظواهري:-

١-جعل قيادات التنظيم المحورية والميدانية من العراقيين، ولم يعتمد على ملاكات غير العراقية الا بشكل نادر وجزئي، لانه يخشى من التدخل بقراراته او مراقبته ثم محاسبته من قبل قيادة القاعدة الام، كما حصل مع سلفه الزرقاوي والبغدادي من قبل!

 ٢-ابعد القيادات التاريخية وجمدها عن اي وظيفة داخل الهيكل التنظيمي وخصوصا للاعضاء الأوائل من جيل الزرقاوي، وحرصه على تحقيق النصر بالجيل الجديد من رفقائه وتلاميذه وضباط الجيش السابق أمثال ابو عبدالرحمن البيلاوي وحجي سمير الخليفاوي وأبو ايمن العراقي وأبو احمد العلواني وأبو مهند السويداوي، والانتفاع من خبراتهم العسكرية والأمنية والتطويرية.

٣-الاعتماد على التمويل الذاتي وإعلان اكتفائه الذاتي بحيث قطع صلته بالإمدادات المالية من القاعدة الام حيث يقدر دعم القاعدة الام الى فرعها في العراق ومنذ عام ٢٠٠٤ وبشكل شهري ما يقارب(٥٨٠،٠٠٠) خمسمائة وثمانين الف يورو.. بحسب تصريحات سابقة لقادة القاعدة الام!

٤-في التنظير والتحرير والكتابات الشرعية وبكل انواع التأليف والفتوى والشروح والردود على الخصوم اعتمد على الشرعيين العراقيين أمثال عبدالله يوسف الخاتوني وعبدالله العاني وميسر علي موسى الجبوري وانس حسن خطاب وحتى في مجال التربية والسلوك، وهذا الامر كان بإشرافه ومباشرته الذي مكنه من السيطرة الكاملة على ثقافة مقاتلي تنظيم العراق وسلوكهم ومنهجهم الحركي وتطلعاتهم الاجتماعية.فحصد البغدادي مكاسب كثيرة، خلال وقت قصير نسبيا. لكن لم تكن هذه المكاسب بلا ثمن. فأعراضه عن تولي المهاجرين للمناصب القيادية داخل التنظيم قلل عدد الوافدين الى العراق وبالتالي خسر سلاحا يعد من ابرز معالم تنظيم القاعدة وهو المتطوعون للعمليات الانتحارية !

٥- ألغى في عام ٢٠١١ كل المناصب الوزارية داخل الهيكل التنظيمي، وخاصة بعد مقتل وزير الحرب الشيخ نعمان الزيدي، وجعل كل الإدارات والمناصب داخل الهيكل التنظيمي تعمل بإشرافه المباشر في الغالب وهذه طريقة الزرقاوي من قبله بخلاف ابي عمر البغدادي.

٦- قلل من ظهوره الاعلامي ولعل اول خطاب كان بصوته هو عام ٢٠١٢ اي بعد توليه الإمارة بسنتين بخلاف الزرقاوي والبغدادي من قبله فقد أكثروا من الخطابات الصوتية.ويتضح من خطاباته المتكررة انه يقف بصرامة ضد مشروع الصحوات وضد العمل السياسي والأمني الحكومي في بيئة العرب السنة، وضد الاشخاص والفصائل السنية التي تتبنى دعوة سياسية او مشروع الصحوات. وقد اتضح هذا التوجه بصورة اجلى بعد انسحاب الاميركان من العراق.

٧-تميز بحرصه على ضم كل الفصائل المسلحة تحت إمرته، ومارس ضغطا شديدا على جميع تلك الفصائل حتى خيرها بين القعود او الانضمام او القتل وهناك وقائع كثيرة تشهد على ذلك!

 من اجل ذلك كله صارت شخصية البغدادي من الشخصيات الجهادية الاكثر بغضا في مجتمع الفصائل المسلحة العراقي. ومن يتتبع آراء الكتاب الجهاديين يتأكد عنده بما لا يدع مجالا للشك ان البغدادي عندهم فقد صفة القيادة وفقد ثقتهم به، وهم اولئك الذين يقدمون اراء التزكية لتجنيد المتطوعين للعمل الجهادي، وهؤلاء الكتاب هم من يحدد مستوى أهلية البغدادي للقيادة مع نظرائه القادة في تنظيمه الان من جهة، ومع الشخصيات الجهادية التاريخية خارج تنظيم العراق، من جهة اخرى.

هدنة البغدادي مع الفصائل السورية :-

١- البغدادي يطلب هدنة وينفي عمالة داعش للاسد، وأنا لا أظن ان اي مبادرة ستنجح مع داعش، ولا أتوقع ان تكون هناك «هدنة»فريق يرى خصمه»كافرا ومرتدا»ولايمكن تسميتها بمبادرة أبداً، ولو أطاعت الفصائل السورية داعش فإنها ستنقض العهد بعد حين.لكونها تريد الغلبة.بدليل أن البغدادي تحدث عن هدنة،ليس فيها شروط!

٢-يبدو ان الاميركان في مازق فحلفاؤهم فشلوا في اسقاط داعش والسيطرة على حلب..ووعود المخابرات الاردنية والخليجة اصبحت باردة وطويلة الأمد!

٣-داعش إلى الآن لم تقبل بالتحكيم المستقل ولم تعلن ذلك، وكل الذي فعله البغدادي إعلان هدنة فقط، ومع ذلك أتباعه يهددون من لم يقبل الهدنة!

٤-داعش أعلنت الهدنة في سوريا ليس لأجل معاركها مع الفصائل الاخرى ولكن لكي تصالح الظواهري،داعش خالفت أوامرالظواهري بالاقتصارباسم دولة العراق وخالفته فلم ترجع للعراق وخالفت توجيهاته فلا ثقة فيها من قبل المؤمنين بتنظيم القاعدة.. لذلك سعى البغدادي ومن معه الى اعلان الهدنة استجابة منهم لمطالب الظواهري الاخيرة ولترميم العلاقة بين البغدادي والظواهري!

٥- في حال حصلت هدنة البغدادي مع جبهة النصرة والجبهة الاسلامية والفصائل الاخرى… فان من خبر جماعة البغدادي في العراق ومن تابع هدنتهم مع (جماعة أنصار الاسلام والجيش الاسلامي في العراق وكتائب ثورة العشرين) فانه سيعلم ان اي اتفاق مع جماعة البغدادي سوف تتبعه مرحلة الاغتيالات والكواتم واللواصق لقيادات الصف الاول من تلك التنظيمات بل وحتى قيادات الصفوف الوسطى!

٦-البغدادي يطلب هدنة بالتهديد لإعادة ترتيب أوراقه بعد أن خسر العديد من مقاتليه وخسر نسبة كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها؛ ويريد البغدادي تشتيت إجماع الناس ضده والحصول على (هدنة)…هناك عامل خارجي أثر على خطابه وجعله يغير لهجته!

٧- مابين خطاب العدناني والبغدادي، ليس تناقضا، بل استعمال (العصا والجزرة) للفصائل المقاتلة. الأول هدد واستحل، فقام الانتحاريون بعامل التخويف والرعب فأظهروا للفصائل السورية خطورة مواجهة داعش عليهم وعلى الناس، ثم جاء الثاني – البغدادي – بخطاب ألان فيه الحديث، واستعمل المظلومية، وكأنه حمل وديع!

داعش البغدادي ونصرة الجولاني:-

١- قيادات داعش العسكرية والشرعية هي عراقية، وهي امتداد للدولة الإسلامية في العراق والتي يتزعمها أبو بكر البغدادي، وهو من أوعز بأعلان جبهة النصرة، لان جبهة النصرة هي امتداد الى مكاتب استقبال المهاجرين في سوريا التي أسسها الزرقاوي منذ بداية عام ٢٠٠٤ لأغراض تسهيل دخول غير العراقيين الى العراق…وهؤلاء كانوا هم آس البناء والدعوة لبيعة البغدادي وإعلانه تأسيس النصرة حين بلغ عديد اتباعه في الرقة ودير الزور والحسكة وريف حلب وريف أدلب وجبال اللاذقية قريب (١٢٠٠٠) اثنا عشر الف مقاتل !

وأراد البغدادي من إرسال جنوده الى سورية ان يجد قضية يكون من خلالها مقبولا عند السنة وهي قتال الشيعة العلوية وايقاف الزحف الشيعي الإيراني العراقي اللبناني داخل سوريا، وبداية عام ٢٠١٢ وبعد احداث جسر الشغور استطاع البغدادي من خلال مجموعة من جنوده تحقيق انتصارات على جيش النظام السوري وربما تكون شرارة القتال الاولى لهم، وكان يريد من ذاك ان يرسل رسالة ان مقاتلي دولة البغدادي لا تعترف بحدود سايكس بيكو، وانه هو المدافع عن السنة في كل مكان…وفي بداية ٢٠١٣ أعلن الجولاني جبهة النصرة،ومع توسع جبهة النصرة جغرافيا وبشريا في سوريا قرر البغدادي في نيسان٢٠١٣ أن الوقت قد حان لدمج التنظيم السوري بالقاعدة مع تنظيم العراق…

٢- أبو محمد الجولاني» عدنان الحاج علي» من مواليد ١٩٧٧سوري من محافظة درعا تأثر بالسلفية الجهادية في منطقة الزرقا الاردنية وهو احد طلاب الزرقاوي عمل مدرس لغة عربية وخرج الى العراق للقتال عام ٢٠٠٤ ورافق الزرقاوي في معارك الفلوجة الاولى والثانية وكان يعمل باسم «امجد الفلسطين ابو اشرف» وبعد مقتل الزرقاوي عمل مع ابي مروان الشامي على ادخال المهاجرين من سورية الى العراق وفي نهاية عام ٢٠٠٧ ألقي القبض عليه من قبل الاميركان وأطلق سراحه بداية عام ٢٠١٠ وحال خروجه اتصل بالبغدادي من خلال حجي سمير الخليفاوي ومعه ذهب الى سوريا كداعية لبيعة البغدادي وكان له دور كبير في الرقة ودير الزور وادلب!

حين أعلن البغدادي تأسيس داعش خرج عن طاعة البغدادي، وتمسك بولائه للظواهري، ربما لأنه طمع بالقيادة لنفسه، وايضاً من يراقب خطابات الظواهري الاخيرة يعلم انه يسعى للهجرة الى سوريا ليدير معاركها بنفسه، ولذلك أكد على بقاء تنظيم العراق للبغدادي وتنظيم سوريا للجولاني كتنظيمين منفصلين، الامر الذي خالفه البغدادي، مما قاد الظواهري ان يعد داعش جماعة خارج القاعدة!

٣-هناك مشتركات بين قاعدة الظواهري وداعش البغدادي، منها العقيدة السلفية التكفيرية والمنهج القطبي الإخواني، والتبرعات الخليجية والأوروبية والآسيوية غير الحكومية، وطرق التجنيد والتدريب، والمنظرون والمفكرون والدعاة والناشرين والعلماء، والمنابر الاعلامية.

٤-نقطة الافتراق ان البغدادي يسعى الى جعل من دولته ظاهرة عالمية، مقلدا بذلك ابن لادن، بخلاف الظواهري يريد ان يجعل في كل بلد إسلامي فرعا لقاعدته،من ناحية اخرى تأكيد نصرة الجولاني على ضرورة إسقاط نظام الأسد ثم تسعى الى مسك الارض بالحكم الاسلامي، فيما تقوم داعش البغدادي بمسك الارض بالحكم الاسلامي والإدارة الشرعيّة، وتوحيد صف المقاتلين بفرض بيعة البغدادي على جميع الفصائل، ثم تخوض معاركها مع نظام الأسد في دير الزور وحلب والقلمون وبقية محافظات سورية لكن هزيمة النظام تظل ثانوية لهدف إقامة الدولة الإسلامية.

٥- تعتمد نصرة الجولاني على التنسيق المشترك مع الفصائل الجهادية الاسلامية وخاصة الجبهة الاسلامية جيش المقاتلين وبقية الكتائب الجهادية في معاركهم ضد نظام الأسد، وكانت حريصة على عدم فتح جبهات ضد الجيش الحر والطائفة العلوية والطائفة النصرانية… بخلاف داعش البغدادي التي تتفنن في خلق العداوة مع كل تلك الأسماء، وأعلنت القتل الطائفي وفرض بيعة البغدادي.

٦- نصرة الجولاني ٩٠٪ من مقاتليها سوريو الجنسية ربما يبلغ عديدهم(٥،٠٠٠) خمسة آلاف مقاتل، عكس داعش البغدادي التي تعتمد على المقاتلين من جنسيات متعددة و فيها قيادات من ضباط الجيش العراقي السابق وضباط من الجيش السوري، وربما يبلغ عديدهم(١٠،٠٠٠) عشرة آلاف مقاتل.

٧- داعش البغدادي اقرب الى حماسة وعاطفة الشباب المهاجرين والباحثين عن قضية الخلافة، والبغدادي تقليده لابن لادن زاده قوة وحبا في نفوس المهاجرين ولذلك نجد عديد المقاتلين ضمن تنظيم داعش فرع سوريا ربما يبلغ (٧،٠٠٠) سبعة آلاف مقاتل غير سوري، على خلاف من نصرة الجولاني فهم يهتمون بالقتال لإسقاط الأسد.

٨- معظم التبرعات من الصدقات والزكوات تخصص وتوقف لداعش البغدادي، اضافة الى سيطرة كتائب داعش على آبار النفط ومخازن الحبوب ومزارع الخضروات والطرق السريعة ومعظم المعابر والمنافذ الحدودية ومعظم الشريط الجبلي في اللاذقية وادلب وسعيهم الى السيطرة على الساحل.

كل ذلك جعل داعش البغدادي مترفا ماديا ويتمتع بالاعلام المرئي والصوتي والمقروء والمطبوعات المختلفة.. بخلاف نصرة الجولاني فهي تعاني من الحاجة لكل ذلك!

٩-العشائر السورية هم اقرب الى قبول نصرة الجولاني، فتدين الشعب السوري المدني اكثر تمدنا من تدين بدوية داعش البغدادي، وفرض الأحكام الشرعية بالقوة على شعب حديث عهد بالقضاء الاسلامي، جعل العشائر تعلن الكراهية لداعش، من اجل ذلك شهدت الرقة سلسلة من التظاهرات المعادية لداعش!

١٠-داعش البغدادي تواجه تهما مخابراتية وإعلامية ونقدا من علماء الشريعة السلفيين وذم الكثير من السوريين؛ وهو أن داعش صناعة النظام في دمشق أو حليف لإيران تهدف لتمزيق الفصائل المقاتلة.على خلاف نصرة الجولاني فهي مقبولة سوريا وهناك ثلة كبيرة من العلماء السلفيين لها ساند!

*باحث ومؤرخ في شؤون  الجماعات الاسلامية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة