كل الطرق تؤدي إلى اللقب السادس

 برازيليا ـ وكالات:

“إسبانيا هي البطل وهي من يجب انتزاع الكأس منها، وليس دولة أخرى ,عندما تكون البطل تكون الأوفر حظا هذا أمر واقع ولن يقنعني أحد بالعكس”.

ربما تعكس هذه التصريحات التي أطلقها لويس فيلبي سكولاري المدير الفني لمنتخب البرازيل لصحيفة ماركا الأسبانية في ديسمبر الماضي, قدراً كبيراً من التواضع للمدرب القدير الذي تفوق على “لاروخا” بثلاثية بيضاء قبل نحو 5 شهور على تصريحاته في نهائي كأس القارات.

وربما تكون أيضاً تهيئة للجماهير المحلية لقبول خسارة اللقب كما حدث في المرة الوحيدة التي استضافت البرازيل البطولة عام 1950 وسمحت لجارتها أورجواي بإحراز اللقب الثاني أمام أكثر من 173 ألفاً من الأنصار على ملعب الماراكانا في ريو دي جانيرو.

وبعيداً عن هذه التصريحات التي تحمل قدراً كبيراً من الذكاء, يدخل منتخب البرازيل منافسات مونديال 2014 واضعاً في اعتباره استغلال عاملي الأرض والجمهور لاستعادة الكأس الثمين بعد غياب دام منذ فوزه بنسخة كوريا واليابان قبل 14 عاماً.

تأسس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عام 1914 ويعد “سليساو” سيد كرة القدم في العالم بلا منازع, حيث توج بلقب كأس أمريكا الجنوبية ثلاث مرات وكوبا أميركا ثمان مرات أخرها عام 2007, كما أحرز فضية كرة القدم في الألعاب الأولمبية ثلاث مرات أخرها في لندن 2012 وفاز بكأس العالم للقارات 4 مرات أخرها 2013, و يحمل كل الأرقام القياسية في نهائيات كأس العالم سواء تعلق الأمر بعدد المشاركات (19 مرة) أو عدد المباريات والأهداف وكذلك عدد مرات التتويج (5 مرات) أعوام 1957 و1962 و1970 و1994 و2002, وحقق مركز الوصيف في بطولتي 1950 و1998 والثالث في نسختي 1938 و1978.

يقص “سحرة الأمازون” شريط افتتاح النسخة العشرين بلقاء كرواتيا في الثاني عشر من يونيو على ملعب كورينثيانز أرينا في ساوباولو, ثم يخوضون لقاءهم الثاني في المجموعة الأولى أمام المكسيك على ملعب كاستيلاو في فورتاليزا بعدها بخمسة أيام, قبل أن يختتموا دوري الدور الأول بمواجهة الكاميرون في الثالث والعشرين من يونيو على الملعب الوطني في العاصمة برازيليا.

“سليساو” سيد كرة القدم العالمية

تبوأت البرازيل مقعد السيادة بين كل منتخبات العالم في المونديال ليس بالأداء الساحر الذي قدمه نجومها عبر كل الأجيال ولا بالفنون الكروية التي جعلتهم الأكثر شعبية بين جماهير “الساحرة المستديرة” حول العالم, ولكن بالأرقام والبطولات التي حققها الفريق على مدار تاريخه في البطولة.

وبرغم أن مشاركات العملاق اللاتيني في البطولة بدأت مع انطلاق النسخة الأولى عام 1930 على أرض جارته أورغواي إلا أنه لم يحرز اللقب خلال مشاركاته الخمس الأولى وإن اقترب منه بشدة في نسخة 1950 التي استضافها على أرضه بيد أن تألق منتخب أورجواي وقلبه لتأخره بهدف لفوز بهدفين في الشوط الثاني حرمه من إحراز اللقب وأبكى أكثر من 170 ألف متفرج غص بهم ملعب الماراكانا الشهير.

في النسخة السادسة عام 1958 بالسويد ومع ظهور “الجوهرة السوداء” بيليه توج المنتخب البرازيلي بكأس العالم لأول مرة في تاريخه مع المدرب فيسنتي فيولا بعد فوزه على السويد بخماسية لهدفين على ملعب رازوندا في حضور قرابة 50 ألف متفرج تقدمهم الملك جوستاف الرابع.

في تشيلي 1962 حافظ “سحرة الأمازون” على اللقب للمرة الثانية على التوالي وباتوا المنتخب الثاني الذي يحظى بهذا الشرف بعد إيطاليا, فعلى الملعب الوطني في العاصمة سينتياغو تمكن رجال المدرب موريرا من تحقيق فوز مقنع على تشيكوسلوفاكيا بثلاثية أماريلدو و زيتو وفافا التي ردت على تقدم رفاق الحارس فيليم شرويف بهدف النجم الساطع وقتها جوزيف ماسوبوست.

في المكسيك 1970 حافظ “سليساو” على كأس جول ريميه مدى الحياة بعد أن تألق الفريق وتجاوز كل المحطات قبل وصوله للمباراة النهائية على ملعب الأزتيك الشهير في العاصمة مكسيكو سيتي أمام إيطاليا, فتقدم الملك بيليه بعد مرور 18 دقيقة على البداية ثم أحرز روبيرتو بونينسينا هدف التعادل بعدها بست عشرة دقيقة قبل أن يجهز الثلاثي جيرسون وجيزينهو والقائد كارلوس البرتو بيريرا على الحارس البرتوزي بثلاثية في الشوط الثاني ويعودوا الفريق لجنوب القارة الأميركية بثالث لقب له مع مدربه ماريو زاجالو الذي أصبح بعدها أول نجم في تاريخ البطولة يحرز اللقب كلاعب ومدير فني.

بعد غياب 24 عاماً كاملة استعادت البرازيل اللقب الثمين في النسخة الخامسة عشرة التي أقيمت في ضيافة الولايات المتحدة عام 1994, بعد أن تجاوزت كل أدوار البطولة من دون ضجة قبل أن تواجه المنتخب الإيطالي على ملعب روس بول في مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا أمام أكثر من 94 ألف متفرج ونجح جيل روماريو وبيبيتو في الفوز باللقب الرابع بعد تفوقهم بفارق ركلات الترجيح على زملاء القائد فرانكو باريزي بعد انتهاء اللقاء في أشواطه الأربعة من دون أهداف.

عقب 4 سنوات من خسارة البرازيل المؤلمة أمام فرنسا في نهائي نسخة 1998 نجح المدير الفني الحالي لويس فيلبي سكولاري في تزيين تاج بلاده بالماسة الخامسة في النسخة السابعة عشرة التي أقيمت في ضيافة كوريا واليابان عام 2002 بعد تفوقه في المباراة النهائية على ألمانيا بهدفين دون رد على ملعب يوكوهاما.

اللقاء الذي أداره الدولي الإيطالي الشهير بيير لويجي كولينا شهد تألق مهاجم “السامبا” رونالدو الذي زار شباك “المانشفت” مرتين في الدقيقتين 67 و79 وعوض المستوى الهزيل الذي قدمه أمام فرنسا قبل 4 سنوات.

المدير الفني

تولى لويس فيلبي سكولاري تدريب منتخب البرازيل في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 2012 خلفاً لمانو مينيزيس الذي فشل في كوبا أميركا 2011, وقاد الفريق منذ هذا التاريخ في 19 مباراة ودية ورسمية نجح في الفوز في 13 منها وتعادل في 4 وخسر في مواجهتين.

المدرب البالغ من العمر 65 عاماً يملك خبرة كبيرة حيث سبق له تدريب منتخب الكويت وفاز معه بكأس الخليج عام 1990 وقاد منتخب البرازيل للمرة الأولى عام 2001 وتوج معه بكأس العالم في كوريا واليابان عام 2002 ,كما تولى تدريب العديد من الأندية البرازيلية أهمها جريميو وكريزورو وبالميراس كما خاض عدة تجارب عربية مع أندية الشباب والأهلي السعوديين والقادسية الكويتي, وأسيوية مع جوبيلو إيواتا الياباني وبونيودكور الأوزبكي, وأوروبية مع تشيلسي الإنكليزي ومنتخب البرتغال في الفترة من 2003 وحتى 2008 وقاده للفوز بالمركز الرابع في كأس العالم بألمانيا 2006.

المهمة الرسمية الأولى للمدرب المخضرم كانت في كأس القارات التي استضافتها البرازيل في يونيو 2013 وتمكن من إبقاء اللقب في حوزة العملاق اللاتيني بعد أن حقق ثلاثة انتصارات متتالية في المجموعة الأولى على اليابان والمكسيك وإيطاليا, ثم تجاوز أورغواي في الدور قبل النهائي, قبل أن يحقق اللقب الرابع بجدارة واستحقاق بعد تغلبه على أسبانيا بثلاثية بيضاء في النهائي.

أبرز النجوم

مع حارس كوينز بارك رينغرز الإنكليزي خوليو سيزار صاحب ال 34 عاماً وزميله فيكتور حارس أتلتيكو مينيرو ذو الـ 30 عاماً, يعتمد سكولاري على مجموعة من النجوم يتمناها أي مدير فني في العالم بداية من لاعبي الدفاع مايكون (32 سنة – روما الإيطالي), داني ألفيش (30 سنة – برشلونة الأسباني), تياغو سيلفا (29 سنة – باريس سان جيرمان الفرنسي) ديفيد لويز (26 سنة – تشيلسي الإنكليزي), مارسيلو دا سيلفا (25 سنة – ريال مدريد الأسباني) ماكسويل (32 سنة – باريس سان جيرمان) ونجوم الوسط والهجوم, لويس غوستافو (26 سنة – فولفسبورج الألماني), راميرز (26 سنة – تشيلسي الإنكليزي), روبينيو (29 سنة – ميلان الإيطالي), ويليان (25 سنة – تشيلسي الإنكليزي), هالك (27 سنة – زينيت سان بطرسبرج الروسي) أوسكار دوس سانتوس (22 سنة – تشيلسي الإنكليزي) .

نيمار.. على خطى بيليه

على خطى نجوم كرة القدم التاريخيين للكرة البرازيلية وعلى رأسهم النجم الفذ بيليهيسير نيمار دا سيلفا مهاجم برشلونة الاسباني وأمل جماهير “السامبا” الأول في إحراز اللقب السادس الصيف المقبل.

نيمار دا سيلفا سانتوس غونيور هو الاسم الكامل للنجم المولود في الخامس من فبراير عام 1992 والذي بدأ مسيرته الكروية في سن السابعة مع فريق بورتوغيزا سانتيستا عام 1999 و ضمه سانتوس لصفوف فريق الناشئين عام 2003 ثم صعد للفريق الأول عام 2009 وهو دون السابعة عشرة من عمره.

تألق النجم الموهوب مع سانتوس لفت أنظار الأندية الأوروبية الكبرى التي خطبت وده كثيراً قبل أن يختار الانضمام للعملاق الكتالوني برشلونة العام الماضي مقابل 57 مليون يورو ليكون جنباً إلى جنب مع جوهرة الكرة الأرجنتينية ليونيل ميسي.

دولياً بدأ دا سيلفا مع منتخب الناشئين عام 2009 ثم قاد منتخب الشباب للفوز بكأس العالم تحت 20 عاماً في كولمبيا عام 2011, قبل أن ينتقل للمنتخب الأولمبي ويشارك معه في دورة لندن الأولمبية عام 2012 التي توج فيها بالميدالية الفضية بعد الخسارة أمام المكسيك.

مع المنتخب الأول بدأ نيمار مسيرته أمام الولايات المتحدة في يوليو 2010 وسجل هدفاً ثم تواصلت مشاركاته مع الفريق بعدها خاض47 مباراة دولية سجل خلالها 30 هدفاً أخرها ثلاثية في شباك منتخب جنوب أفريقيا في جوهانسبرغ في الخامس من مارس الماضي, وأهم انجازاته مع منتخب بلاده كان الفوز بكأس القارات العام الماضي على حساب المنتخب الإسباني بعد الفوز بثلاثية بيضاء أحدها لهذا النجم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة