جامعة بغداد تعد تقريراً تحذر فيه من معاودة انتشار المرض
بغداد – كاظم العمران:
نشرت وحدة الأبحاث البايولوجية للمناطق الحارة في كلية العلوم بجامعة بغداد تقريرا مفصلا عن مرض شلل الأطفال والذي حذرت من معاودة انتشاره في العراق مؤخرا ، مع اتخاذ وزارة الصحة الإجراءات السريعة الكفيلة لتلقيح الأطفال في محافظات العراق كافة للحد من انتشاره.
وأشارت الدراسة التي نشرتها الوحدة الى ان شلل الأطفال مرض معد خطير، تسببه ثلاثة فيروسات تؤدي إلى شلل الأطفال الذي ينجذب ويصيب الخلايا العصبية الحركية في الجزء الأمامي من النخاع ألشوكي، كما أنه يصيب بنسبة أقل المادة السنجابية في الدماغ أو جذع الدماغ، مما يؤدي الى ظهور الأعراض المرضية .
وأكدت الدراسة ان الأطفال المعرضين للإصابة هم الأطفال أكثر من البالغين والأطفال خاصة من تتراوح أعمارهم بين الستة أشهر والخمس سنوات، فيما اكدت كذلك اصابته بين الذكور والإناث بالنسبة نفسها.
وحددت وحدة الابحاث، ثلاثة أنواع من الفيروسات تسبب شلل الأطفال، والإصابة بنوع معين منها تعطي مناعة لهذا النوع فقط، فيما عدت التطعيم يشمل الأنواع الثلاثة.
اما طرق العدوى فخلصت الدراسة الى انها تكون من الرذاذ المتطاير عن طريق الأنف والفم بالتنفس، والسعال، والعطس، واستعمال الأطعمة والمشروبات الملوثة عن طريق تجرثمه بالذباب، والصراصير وغيرها، والاحتكاك بفضلات الإنسان الملوثة بالجرثومة، حيث يتم إفراز الفيروس مع البراز في الفترة الحادة للمرض والتي تبلغ خمسة أسابيع، ومن مميزات هذا الفيروس انه لا يهلك بسهولة.
ويتكاثر الفيروس في أمعاء الطفل المصاب وينتقل للجهاز العصبي في الخلايا العصبية الحركية بالجزء الأمامي من النخاع ألشوكي، والمادة السنجابية في الدماغ أو جذع الدماغ، ثم ينتقل إلى الألياف العصبية ويتكاثر فيها، بعدها يقوم بتدمير الخلايا العصبية لاسيما الحركية منها، وهذه الخلايا المدمرة لا يمكن تعويضها، ومن ثم فإن العضلات التي تغذيها هذه الأعصاب لا يمكن لها العمل والقيام بوظائفها الطبيعية.
وتبلغ مدة حضانة الفيروس، وهي المدة بين العدوى والإصابة، بين 6-35 يوما وتختلف بشكل كبير بين حالات لا تظهر عليها أي أعراض مرضية، إلى حالات الشلل التام والوفاة.
وحددت الدراسة ان اعراض المرض تشبه في البداية الأنفلونزا، ومنها ارتفاع درجة الحرارة، مع صداع ورشح واضطرابات بالجهاز الهضمي وألم في الرقبة والعظام.
وشددت وحدة الأبحاث البايلوجية للمناطق الحارة الى ضرورة توعية المواطنين بطريقة انتقال المرض للحد منه ، وكذلك توعيتهم بأعراض المرض وعلاماته ، وذلك للتقليل من حدوث الإصابة ، فضلا عن التحصين باللقاح والجرعات المقررة ، وابلاغ السلطات الصحية فوراً عند وجود حالة شلل أطفال لاتخاذ الإجراءات الضرورية المطلوبة ، وكذلك القيام بحملة شعبية صحية كبيرة تشارك فيها مؤسسات الدولة ذات العلاقة ، مع اتخاذ اجراءات عزل المريض في المستشفى ، والتطهير لإفرازات الحلق والبراز وكل المعدات الملوثة، وأخذ الاحتياطات داخل منزل المصاب، (مع العلم أن معظم المخالطين قد يكونوا أصيبوا بالعدوى قبل تشخيص الحالة)، وتجنيب اختلاط الأطفال الأصحاء بالمصابين، وتعقيم الماء والحليب بغليهما جيدا، وعدم تناول الأطعمة غير المطبوخة وغسل الفواكه والخضروات جيداً، وعدم إجهاد الجسم ليبقى بحيوية تامة تساعده على مقاومة المرض.
وحددت الدراسة نقاطا عدة يجب اتباعها للعلاج وهي، الراحة في السرير لاسيما في المرحلة الأولى من الإصابة، وأخذ مسكنات الألم، واستعمال كمادات الماء، وموازنة السوائل بالجسم . ويعد إعطاء لقاح شلل الأطفال أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض و يجب إن يتلقى الطفل (5) جرعات من هذا اللقاح قبل دخوله المدرسة.