أمير الحلو*
ما زال النقاش (محتدماً) حول الإجابة على السؤال التأريخي: هل البيضة من الدجاجة، أم الدجاجة من البيضة ؟ حتى أصبح مثلاً يستعمل في الإشارة الى الأمور المستعصية عن الحل في شتى مجالات الحياة بصفته مشيراً عن اليأس من الوصول الى نتيجة مقنعة … وها أنا أستعمله اليوم في الحديث عن مشكلة يظهر أنها (أزلية) فمنذ أكثر من عقد ونحن نتساءل: أين هو الكهرباء؟ فيأتينا الجواب مطمئناً الى أن الجهود مستمرة وصولاً الى الإكتفاء الذاتي وحتى إمكانية تصدير الفائض منه .. ولا نريد هنا أن نظلم وزارة الكهرباء والعاملين فقد حققوا طفرات واسعة وملموسة في زيادة ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية لشتى المجالات والإستخدامات في العراق ولكننا كنا نرجو مراراً عدم إعطاء الوعود للناس بإنتهاء الأزمة في مواعيد محددة ثم تأتي هذه المواعيد والحالة مستمرة، وقد تكون هناك أسباب مهمة وراء هذه الحالة لأني متأكد أن العاملين في مجال الكهرباء سيكونون أسعد الناس في جعل الأزمة من الماضي ولكنهم يواجهون بصعوبات يقولون أن سببها عدم تجهيز وزارة النفط لمنتجاتها بشكل يمكن جميع المولدات من العمل بطاقتها القصوى، في حين تدافع وزارة النفط عن موقفها وتقول أنها تقوم بتجهيز كامل الكميات المطلوبة ! وذلك ما جعلني أصف الأزمة بقصة الدجاجة والبيضة، فالمواطن غير معني بتشخيص من السبب بالأزمة ولكنه يتساءل: إلى متى يستمر هذا فقد مللنا هذه الأوضاع ولم نعرف لحد الآن السبب الحقيقي مع الصرف الكبير على قطاعي الكهرباء والنفط معاً ؟
وبإعتقادي أن مجال مناقشة هذه الأمور لا يكون عبر الأعلام بل من خلال القنوات الرسمية وفي مقدمتها مجلس الوزراء الذي يضم كلا الطرفين وبالإمكان وضع هذه القضية على جدول أعماله في جميع الجلسات وصولاً الى حل يشارك في مناقشته وتحقيقه الجميع وأولهم الخبراء من الطرفين وتقديم دراسة علمية وحاسمة تضع نهاية للأزمة المستمرة ووضع الضمانات بعدم عودتها من جديد فالمواطن غير معني بمن هو المسؤول أكثر من أمله في الحصول على الكهرباء بإستمرار وتحرره من حالة الإعتماد على المولدات الأهلية وأجورها المختلفة من شهر لشهر آخر حتى أني أتصل هاتفياً بصاحب المولدة نهاية كل شهر لطرح السؤال التقليدي: بكم سعر (الأمبير) هذا الشهر، علماً بأن التحديدات الرسمية للأسعار لا يلتزم بها والمواطن مجبر على الدفع لأن عدمه والتشبث بالأسعار الرسمية يعني قطع الكهرباء عنه ونحن على أبواب الصيف العزيز على قلوبنا جميعاً !!
وسواء كانت الدجاجة من البيضة أو البيضة من الدجاجة فأنهما متوفرتان في الأسواق، ولكن تحديد من السبب في أزمة الكهرباء غير واضح عند المواطن الذي يبحث عن الواقع العملي.
حاولت أن أنتقي كلماتي بحذر فأنا كأي مواطن بين فكي كمّاشة ولا يخلصني الإنحياز الى أحد طرفيها والمهم الوصول الى خلاص للأزمة مهما كانت أسبابها، وهي غير قاهرة حسب معلوماتي المتواضعة .. كلنا يحلم بصيف (بارد) فمتى يتحقق حلم تجاوزته أكثر الشعوب ؟